الأحد, 19-مايو-2024 الساعة: 05:41 م - آخر تحديث: 04:41 م (41: 01) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
صديقي بن مساعد بن حسين سجل تاريخه الوطني بأحرف من نور في اليمن العظيم
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
ضبابية المشهد.. إلى أين؟
إياد فاضل*
شوقي هائل.. الشخصية القيادية الملهمة
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
المؤتمر نت - قبل بدء الهجوم الإسرائيلي التجزيري على لبنان، كنا بالكاد نشاهد أعلام حزب الله مرفوعة في فلسطين
بقلم / سوسن الأبطح -
هل يدخل لبنان في مصيدة الفوضى الأميركية الخلاقة؟
قبل بدء الهجوم الإسرائيلي التجزيري على لبنان، كنا بالكاد نشاهد أعلام حزب الله مرفوعة في فلسطين المحتلة وطهران. بعد ثلاثة أسابيع من الصمود في وجه أعتى جيش في المنطقة، باتت أعلام الحزب وصور أمينه العام اليوم، ترفرف بأيدي المتظاهرين من أستراليا مرورا بجنوب أفريقيا وباريس وتركيا وصولاً إلى بنغلادش واندونيسيا.

صفارة النهاية لهذه الحرب، لم تطلقها بعد الولايات المتحدة الأميركية، التي تريد ان تبقى الساحة مشتعلة نسبياً، ولبنان محتلاً جزئياً، وحزب الله موجوداً بشروط تسمح بالإجهاز عليه، وفق الحاجة. هذا ما يشي به مشروع القرار الأممي الفرنسي ـ الأميركي، الذي هو بالنسبة للبنان أشبه بكارثة محققة. مشروع يترك إسرائيل محتلة لأراض لبنانية، ويؤجل قضية مزارع شبعا إلى أجل غير مسمى، ويأتي بقوات دولية قد يزودها بمشروعية الهجوم على المقاومة، هذا غير ضرب الفلسطينيين، ولا ندري ان كانت ترجى إبادتهم من خلال البند الذي يقول «إزالة القوات الأجنبية الموجودة في لبنان من دون موافقة حكومته». لا يشرح البند طبعاً إن كانت الإزالة ستتم برش مبيدات أم بنصب كمائن، أو انه سيتم ضربهم من الجو ببعض القنابل الفائقة الذكاء. هكذا تبدو الرغبة عارمة في ان يترك الجنوب اللبناني مشعلا ممزقاً، والمعارك قائمة لا تقعد، والنازحون لا يستطيعون العودة إلى منازلهم، ويدخل اللبنانيون مطحنة خلافات داخلية تفرمهم إربا إربا.

لكن الدكتورة كوندوليزا رايس قالت، وهي تشرح بمنتهى البراءة، خلال مؤتمر صحافي، فكرة القرار يوم الأحد الماضي «لا بد من التصويت عليه خلال يومين، وسنرى بعدها من الذي يريد السلام، ومن الذي اختار الحرب». طبعا تدرك رايس سلفاً ان حزب الله لن يقف مقابل جنود اسرائيليين يتفرج على سحنهم المنكرة وهم يحتلون بيوت أطفاله وأراضي أجداده، ويتبخترون في قراه وساحاته، وسيقاتلهم ولو بالحجر وغصن الشجر. والفلسطينيون في لبنان لن يقبلوا بمعاملتهم على النحو المذل الذي اختارته الأمم المتحدة، حامية المضطهدين في الأرض. وحينها سيكون الإرهابيون الذين قالت عنهم السيدة رايس انهم يحاربون «الاعتدال» و«الديمقراطية» في المنطقة، قد كشروا عن أنيابهم وعادوا لبدائيتهم ووحشيتهم، وارتكبوا إرهابا يعاقب عليه القانون الدولي.

حقاً انها لمهزلة، ذرعت الأرض جيئة وذهابا، هذه الدبلوماسية الأميركية، ليتمخض الجبل عن فأر، وتأتينا الأمم المتحدة، بمشروع قرار، الهدف منه هدم الشيء الوحيد المتبقي في هذا البلد الصغير، ألا وهو الحد الأدنى من التوافق الأهلي.

ولعل المواطن اللبناني الفطن، وهو يقرأ هذه البنود المعيبة والمخزية، كان ينظر إلى السماء وينادي الطائرات الحربية الإسرائيلية التي تنتهك سماءه بأعلى صوته: «لتدك نيرانك حقولنا وبيوتنا وأطفالنا، احرقينا، هذا أرحم من أن نجبر بالقوة على إحراق أنفسنا بأنفسنا».

بنود في غالبيتها فضفاضة لا تحدد زمناً أو توضح مدى، تعلق الحلول وتجعلها تنتظر إلى أجل غير مسمى. شيء ما في هذا المشروع الاستفزازي يذكر بالاتفاقات الانتحارية التي تورط بها الفلسطينيون مع إسرائيل، برعاية الأميركيين، وأوصلتهم إلى الكارثة التي نراها ماثلة اليوم أمام أعيننا.

انها الفوضى الخلاقة التي بدأت في أفغانستان، ومن ثم فلسطين والعراق، وها هو لبنان يمتحن والسكين تحزّ على الرقبة. والسؤال المرعب الذي يلف لبنان اليوم، يرخي بظلاله على الدول المحيطة: على من سيكون الدور المقبل، وما هو السيناريو الذي سيفبرك؟

طبعا من حق أي عربي أن يسأل وهو يشاهد البشر يتساقطون بالمئات في فلسطين ولبنان، والطائرات والصواريخ تغير على كل ما يتحرك أو حتى لا يتحرك كالجسور والطرقات، ما الذي تحتاجه إسرائيل كي تشعر بالأمان؟ وما حجم التفوق الإسرائيلي والركوع العربي المطلوبين كي يحل السلام اخيراً، وتخرج إسرائيل من عقدة «العرب ـ فوبيا» التي تضرب على عصبها. وما حجم الدمار والخراب الذي ستلحقه اميركا بالمنطقة بمساعدة حليفتها الصغرى كي تشعر باستتباب سلطتها بيننا؟

حتما، ليس مزاحا ان يخرج علينا أيمن الظواهري كل أسبوع ليعلن تعاطفه مرة مع حزب الله، وفي مرة أخرى تحالفه مع قيادات مصرية من الإخوان المسلمين. وقد يطل علينا الظواهري الأسبوع المقبل بفيديو ـ كليب جديد، ليبشرنا بتحالف «القاعدة» مع أحد الأحزاب العلمانية العربية. ولم يعد من شيء ببعيد او غريب. المنطقة تغلي، ولا يبدو ان لهذا السفك من نهاية ترجى، أو أن لغضب الأهالي من متنفس. وإن كانت أميركا تبحث عن تعليق الموت في لبنان لأيام قلائل، فهي لا تبدي اي شهية لرؤية ولو هدنة في فلسطين لساعات، أو انها تملك أدنى خطة لتهدئة المجزرة العراقية اليومية، التي بات واحدنا، ربما يستنتج انها استكمال طبيعي لمشهد الفوضى الخلاقة المخطط له سلفا، أكثر مما يمكن ان يتخيلها مجرد خروج على السيطرة الأميركية. والأيام المقبلة ستوضح كم ان هذا الفيلم الأميركي الطويل مليء بالعقد والمفاجآت المثيرة. اليوم المعركة البرية هي الحسم والأساس، حزب الله انتصر عربيا على المستوى الشعبي حتى ولو استطاعت اسرائيل ان تختطف بضعة كيلومترات، بعد أسابيع من المطاحنة اليومية على الجبهة الجنوبية اللبنانية. هذا النموذج المقاوم لحزب ديني إسلامي، بصرف النظر ان كان شيعيا او سنياً، سيبقى عالقا في الأذهان.

أميركا وإسرائيل تفترضان ان الحلول العسكرية تحسم المعركة، لكنها في الحقيقة تكسب جولة أو جولتين، وتبقى الكلمة الأخيرة للفكرة والعقيدة، التي لبست ذات مرة ثوباً عربيا، وهذه المرة ثوباً إسلامياً، وستبقى تغير لبوسها، وتتعثر بأخطائها، وتشحذ تجربتها، لتنتصر لحقها، تحت عنوان ربما لم تتضح معالمه بعد.

حتماً القوة الإسلامية المتعاظمة ستخلق في الداخل العربي كله مشاكل جديدة، كما كان للعروبيين أخطاؤهم القاتلة، لكن هذا الذبح المتعاظم، لا يدفع باتجاه إنضاج اية تجربة مجتمعية متكاملة، بقدر ما يدفع الى فورانات وبراكين وانفجارات ذاتية، على طريقة: «عليّ وعلى أعدائي».
[email protected]

الشرق الأوسط








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024