الخطأ المشترك الذين يحسمون القول في فوز الرئيس علي عبد الله صالح بفترة رئاسية أخرى، لا يستبقون النتائج ولا ينطلقون في الأحكام من روح مفرطة في التفاؤل. هم أيضاً لا يستندون فقط على رصيد إنجاز هنا ، وجبال من الخيبة والإخفاق المشترك هناك ، وإنما يكتفون في بناء توقعاتهم على دلالات اجتماع الشامي والمغربي على قرار خوض غمار السباحة ضد التيار ودون إجادة فن العوم ، وبسفينة أتى الصدأ والخروق على جسمها السفلي فيما غابت وسائل المساعدة . مشكلة المشترك ومرشح المشترك أن الشعب اليمني ذكي بالفطرة وصاحب حكمة تأكدت على لسان أفضل الخلق. هذا الذكاء لا يكفي لإدراك الفرق بين صخب الزبد الذاهب جفاء وبين الذي ينفع الناس ويمكث في الأرض. التحالف بين الأحزاب يكون ميزة وقوة دفع عندما تلتقي التوجهات والأفكار على ما هو استراتيجي بحسابات التخطيط والبناء والأعمار ، أما عندما يكون الهدف ( المشترك ) مرحلياً ومتصلاً في نقطة اتفاق يتيمة اسمها ( الكراهية ) والرغبة في إزاحة ( فلان) وحسب ثم ( ما بدا ، بدينا عليه ) . فهو سلوك سياسي أقرب إلى المغامرة والاستغفال منه إلى العقل والحكمة واثبات النوايا الطيبة. مزاد استغفال أحزاب اللقاء المختلط فاشل لأنه قائم على حلف الالتقاء حول حائط الكراهية وحسب ، هل تريدون شيئاً من تفاصيل إثبات هذه الحقيقة.. عقلاء الإصلاح يسألون كيف نتفهم هذا التحالف مع حزب طالما دفعونا لأن نطالبه ليس بأقل من التوبة . والمنصفون في الاشتراكي لم يفهموا أو يهضموا كيف يطلب منهم أن يجتمعوا بين إشهار التوبة وبين تمثيل دور التابع وهو حال يتقاطع على الخلفية الثقافية والسياسية - حد الاصطدام. وثمة مفارقات وتناقضات في العلاقة وتضارب مجموعه القيم السياسية بين تحالف الفرقاء " ما يجعل من المشترك" حالة كرتونية جديرة بالتأمل . ومما بات الأذكياء يرددونه.. لنفترض جدلاً أن الحيلة انطلت على الشعب وجاء الاختيار بما لا يقود إلى المصلحة العامة ،حينها سيبدأ الفرز الانتخابي بصورته الحادة وتقاطعاته البائسة . وليس في الأمر تشاؤم وانما هو لسان حال الجزاء عندما يكون من جنس العمل وحقائق التداعي إلى الاشتراك في تحالف يفتقد لما هو مشترك بالمعنى الاستراتيجي وليس المرحلي الذي تحركه نوازع الثأر أو الأطماع المتضاربة . (أسبوعية22مايو) |