المشترك يفشل في ضم شملان لهيئته ويلغي تكريم رجال حملته فشلت قيادات أحزاب المشترك في أقناع مرشحها للرئاسة بالانضمام إلى مجلسها الأعلى أو ترؤسه ليواصل معها ما وصفته بمشوار النضال السلمي للمرحلة القادمة. فبعد أيام من إعلان هزيمته الساحقة في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في اليمن (20) سبتمبر الماضي أكتفت قيادات أحزاب المشترك بتنظيم حفل خطابي في أرقى الفنادق اليمنية لتوديع مرشحها المهندس فيصل بن شملان إيذاناً بانتهاء عقد الاتفاق المبرم بين الطرفين والذي قبل بموجبه شملان الترشح للرئاسة عن أحزاب المشترك بعد إلحاح شديد منهم. وفي مؤشر لتفاقم حدة الخلافات بين قيادات الأحزاب الخمسة على خلفية النتائج المخيبة والفشل الذريع الذي مني به المشترك ومرشحوه في انتخابات الرئاسة والمحليات تصاعدت أثرها الاتهامات المتبادلة وتحميل كل طرف المسئولية فيما حدث للآخرين علم "المؤتمر نت" من مصادر سياسية مطلعة أن قيادات المشترك ألغت خلال حفل الاثنين تكريم قيادات الحملة الانتخابية ورجال الإعلام لمرشحها الرئاسي فيصل بن شملان نظير جهودهم خلال فترة حملة الدعاية الانتخابية. وخلال الحفل الخطابي الذي حضره أمناء عموم أحزاب اللقاء المشترك وأعضاء اللجان السياسية والإعلامية والقانونية للحملة تجاهل المتحدثون دعوات المتابعين والمهتمين لضرورة مناقشة قيادات المشترك لأسباب إخفاقها في الانتخابات ودراسة مكامن الفشل بما يؤمن تجاوزها في معترك انتخابي لاحق. ورغم تأكيده على " أنه لم يكن شيء أحب إلى نفسه إلا أن يبارك للفائز بالرئاسة أياً كان" استهان المهندس بن شملان بإرادة ابناء الشعب اليمني الذين منحوا أصواتهم الرئيس علي عبدالله صالح الفائز بالانتخابات الرئاسية مبرراً " رفضه للمباركة بنتائج الانتخابات الرئاسية بما وصفه التزاماً بمبادئ الديمقراطية وواجباً عليه تجاه المواطنين ممن يتطلعون نحو وطن تتحسن فيه ظروفهم المعيشية". وعلى عكس استشهاده بتقارير المنظمات الدولية أكثر من مرة خلال مهرجاناته الخطابية لانتقاد الحكومة وسياساتها الاقتصادية بدا مرشح المشترك هذه المرة في حفل توديعه مستاءاً من تقارير المنظمات الدولية والهيئات التي راقبت الانتخابات في اليمن. مكرراً في حديثه نفس أسطوانة الخروقات والتأكيد على أهمية الإصلاح السياسي كمدخل أساسي للإصلاح الاقتصادي والاجتماعي. وحرص ابن شملان وهو يودع الحياة السياسية في حفل انتهاء عقده مع أحزاب المشترك على إعلان استعداده مساعدة المؤتمر الشعبي العام – الفائز في الانتخابات الرئاسية والمحلية – في ما يمكن القيام بواجبه تجاه بعض القضايا الوطنية والإقليمية، متمنياً أن تكون الاستحقاقات الانتخابية القادمة أفضل من الانتخابات التي عاشتها اليمن في الـ(20) من سبتمبر الماضي. الشيخ حميد الأحمر – الذي تحدث خلال الحفل أكثر من المحتفى به – باسم فروع أحزاب اللقاء المشترك في المحافظات استعرض في كلمته الصعوبات التي اعترضت طريق المشترك في حملته الانتخابية مبدياً حرصه على توجيه الشكر للمؤتمر الشعبي العام على ما وصفها بفتح نافذة أمل من خلال التنافس في الانتخابات قائلاً: "لقد حققنا معه أكثر مما حققه غيرنا مع آخرين".. وكانت الكاتبة الصحفية رشيدة القيلي شنت هجوماً حاداً على قيادات المشترك واتهمتهم بالفساد في وقت قالت إنهم ينتقدون ويتهمون فيه الآخرين بذلك، ورفضت دعوتهم لحضور حفل التكريم الذي أقامه المشترك لتكريم مرشحهم في الانتخابات الرئاسية فيصل بن شملان في أرقى فنادق العاصمة صنعاء، وتسألت في رسالة وجهتها لقادة أحزاب المشترك عن مصدر تلك الفلوس التي ينفقونها في مثل هذه الاحتفالات، ووصفت القيلي أحزاب المشترك بأنهم معارضة خمسة نجوم وشككت في قدرة مثل هذه المعارضة في اكتساب ثقة الشارع اليمني. مشيرة إلى أن الصرف الباذخ لأحزاب المشترك هو اللبنة الأولى والأهم في مدماك الفساد. وكشفت مصادر إعلامية عن حقائق جديدة حول الكيفية التي رسا بها المزاد على الأخ فيصل بن شملان ليكون مرشحاً لأحزاب اللقاء المشترك في الانتخابات الرئاسية التي جرت يوم الـ(20) من سبتمبر الماضي. وذكرت (يمن نيوز) بأن الشيخ ورجل المال حميد الأحمر قام في البداية بالتواصل مع كل من الرئيس الأسبق علي ناصر محمد والدكتور فرج بن غانم رئيس الوزراء الأسبق والأستاذ محمد سالم با سندوه مستشار رئيس الجمهورية، وعرض على كل منهم بصورة منفردة بأن يكون مرشحاً لمنصب رئيس الجمهورية باسم أحزاب اللقاء المشترك. وقد اعتذر الثلاثة القبول بالعرض المقدم من حميد الأحمر، وفي حين تقول رواية أخرى بأن الأستاذ محمد سالم با سندوة قد أبدى رغبته في القبول المبدئي بالعرض الذي قدم له من قبل حميد الأحمر بعد دراسته وتمحيصه من كل جوانبه، ولكن اصطدم ذلك الموقف برفض عدد من قيادات أحزاب اللقاء المشترك لأسم با سندوة عندما تم عرضه عليهم تحت مبرر بأن الأستاذ محمد سالم با سندوة تربطه علاقة وثيقة بالرئيس علي عبدالله صالح، وأنه نتيجة تلك العلاقات سوف يقع تحت تأثير الرئيس ولن يحقق الهدف المنشود من ترشيحه، وكان البديل هو التواصل مع فيصل بن شملان من قبل حميد الأحمر الذي كان يسعى من وراء تلك التحركات إثبات وجوده والتأكيد بأنه يمثل رقماًَ مهماً في الحسابات السياسية ويحقق مصالحه الخاصة خارج إطار أحزاب اللقاء المشترك وهو ما حدا به وأثناء الحملة الانتخابية لإطلاق تلك الإشاعة كبالونة اختبار بأنه سوف يحتل منصب نائب رئيس الجمهورية في حال فوز المرشح بن شملان في الرئاسة وهو الأمر الذي زاد من نفور الناخبين من أحزاب اللقاء المشترك ومرشحه، والاكتشاف مبكراً بأن ذلك المرشح لا يعدو أن يكون مجرد واجهة ديكور مستأجره لتحقيق أهداف خاصة بمن كانوا يقفون وراءه ودفعوا به لهذا المعترك الذي لا علم له به ولم يكن له فيه ناقة ولا جمل |
| إقرأ في المؤتمر نت |
|
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||
2003-2024 