الأحمر يسعى للاعتذار وانهاء واقعة التهديد (قبلياً)

الأحد, 15-أكتوبر-2006

المؤتمرنت/ جميل الجعدبي: -
الأحمر يسعى للاعتذار وانهاء واقعة التهديد (قبلياً)
وسط إجماع عام على رفض لغة الرصاص وإدانة واستنكارا لتهديد بالتصفية الجسدية أدت قضية نشر قصيدة إلى وقوف الأسرة الصحفية في اليمن بقوة لمناصرة الزميل علي حسن الشاطر – رئيس تحرير صحيفة (26) سبتمبر – جراء التهديدات بالتصفية الجسدية التي توعده بها البرلماني والقيادي الإصلاحي حميد الأحمر ، إلا أن تياراً يضم قلة من الصحفيين الحزبيين برز مؤخراً في محاولة للتقليل من حجم تلك التهديدات والإدانات التي تلقاها الأحمر ، حيث شغلت هذه القضية الساحة الصحفية في شهر رمضان المبارك.

وفي تطور جديد لتداعيات القضية نفسها قالت مصادر مطلعة أن مساع لشخصيات اجتماعية وبرلمانية من قبل الشيخ حميد الأحمر فشلت في حل القضية قبلياً.
وأكدت المصادر لـ"المؤتمر نت" إن عدداً من أعضاء مجلس النواب والشخصيات الاجتماعية في مقدمتهم القاضي والمناضل الكبير عبدالسلام صبره، والنائب ياسر العواضي، والشيخ كهلان مجاهد أبو شوارب، قاموا خلال اليومين الماضيين بنقل عرض للصلح من قبل النائب حميد الأحمر للطرف الثاني في القضية العميد الركن علي حسن الشاطر – رئيس تحرير صحيفة (26) سبتمبر – إلا أن الأخير لا يزال متمسكاً حتى وقت متأخر من مساء الأمس بالطرق القانونية والدستورية باعتبار القضية قضية حريات صحافية.

وأوضحت مصادر "المؤتمر نت" -التي حضرت اجتماعاً للوساطات -أن عرض الصلح الذي أبداه الشيخ حميد تضمن استعداده للذهاب إلى مقر صحيفة (26) سبتمبر أو منزل رئيس تحريرها وتقديم الاعتذار بـ"التهجير" وهو عرف قبلي متعارف في اليمن لحل الخلافات.

وكان موقع (26) سبتمبر نت ذكر أن الزميل علي حسن الشاطر – رئيس تحرير صحيفة (26) سبتمبر – تلقى في الساعة الخامسة وخمسة وأربعين دقيقة قبل مغرب الثلاثاء 18 رمضان الموافق 10 أكتوبر اتصالاً هاتفياً من قبل حميد الأحمر – عضو مجلس النواب – تضمن تهديداً صرحياً باستخدام الرصاص والتصفية الجسدية نتيجة نشر قصيدة للشاعر محمد أحمد منصور في صحيفة (26) سبتمبر في العدد (1291) الصادر بتاريخ 5 أكتوبر 2006م بعنوان ( ناكر المعروف ) تضمنت نقداً لحميد الأحمر والذي جاء نشرها في إطار حرية الرأي والتعبير وفي ظل المناخ الديمقراطي التعددي الذي تعيشه اليمن.

المكتب الإعلامي للشيخ حميد الأحمر سرعان ما نفى صحة ما نشر في موقع (سبتمبر نت) ونشر عبر رسائل الموبايل من تهديد لرئيس تحرير صحيفة (26) سبتمبر.
وزعم الشيخ الأحمر انه ليس محتاجاً لتهديد أحد " حيث أن الدستور والقانون يكفلان الحقوق المادية والمعنوية للأشخاص والهيئات".

إلا أن رئيس تحرير صحيفة (26) سبتمبر أكد بعد لحظات من نفي الأحمر أن لديه أدلة كافية تثبت تلك التهديدات التي قال إنها مكالمة بصوت الشيح حميد الأحمر، كدليل مادي على ما حدث"، فيما اعتذرت صحيفة (26) سبتمبر عن القصيدة ( ناكر المعروف ) في عددها الصادرة الخميس الماضي التي يدعي الأحمر أنها تتضمن إساءة له .

ونقل ( ناس برس ) عن الشاطر قوله: " أنا استغرب أن يتم النفي حول إجراء المكالمة أو التهديد من شخصية معتبرة مثل حميد الأحمر الذي يفترض أن يتسم بالشفافية المطلقة".
واعتبر الشاطر المكالمة الهاتفية " التي أجراها معه حميد الأحمر تضمنت تهديداً مباشراً باستخدام الرصاص والتصفية الجسدية موجهاً اتهامات وألفاظاً تنم عن ضيق أفق وعدم إدراك لما يترتب على ذلك من تبعات".

وتاكيدا ً للرأي العام بث موقع (26) سبتمبر على شبكة الإنترنت تسجيلاً صوتياً للمكالمة التي بدأ فيها التهديد جلياً باستخدام الرصاص.

وأعلنت نقابة الصحفيين اليمنيين مساء الخميس تضامنها الكامل مع الزميل علي الشاطر ووقوفها إلى جانبه إزاء التهديد بالتصفية الجسدية من قبل عضو مجلس النواب الشيخ حميد الأحمر داعية في بلاغ صحفي الأجهزة المختصة في الدولة والحكومة، وعلى رأسها وزارة الداخلية والنيابة العامة، تحمل مسئولياتها في حماية الشاطر – رئيس تحرير صحيفة (26) سبتمبر والصحافة والصحافيين من انتهاكات يتعرضون لها بين حين وآخر.

وحث مجلس النقابة – في بلاغه الصادر عن اجتماع عقده الأربعاء وتلقى "المؤتمر نت" صورة منه – كافة أعضاء الأسرة الصحفية للتضامن مع الزميل علي الشاطر؛ مؤكداً على أن القضاء هو الساحة التي ينبغي أن يلجأ إليها كل متضرر، مما ينشر في الصحافة بدلاً عن أساليب التهديد والانتهاك، والاعتداء التي يدينها كل ضمير حي ويتنافى مع المشروع الحضاري في اليمن المرتكز على سيادة مفاهيم النظام والقانون، وسيادة قيم الحرية المسئولة والديمقراطية، بحسب البلاغ الداعي – في ذات الوقت – إلى تعاطي الصحف بمسئولية مع حرية الرأي والنشر المتاحة والواسعة في اليمن بحيث لا تمس الحريات الشخصية وكرامة الأشخاص.

الأمانة العامة للمؤتمر الشعبي العام دانت من جانبها التهديد الذي تلقاه رئيس تحرير صحيفة (26) سبتمبر العميد الركن علي حسن الشاطر من تهديد بالتصفية الجسدية من عضو مجلس النواب حميد عبدالله بن حسين الأحمر.
وطالبت الأمانة العامة للمؤتمر في بيان لها – تلقى "المؤتمر نت" صورة منه -الجهات المعنية بتحمل مسئولياتها في التعامل مع هذا التهديد بجدية واتخاذ كافة الإجراءات القانونية التي توفر الحماية للصحاف والصحفيين، مؤكدة رفضها التام لذلك التصرف والتي تؤكد إصرار بعض العناصر على الاستمرار في تجاوزها للنظام والقانون والتمادي في غيها والاعتداء على حريات الآخرين.

وفي الاتجاه الآخر لقضية الخلاف اعتبر الناطق الرسمي للقاء المشترك القضية تتضمن ما وصفها بـ"حملة الإساءة التي تعرض لها الشيخ حميد الأحمر عبر صحيفة (26) سبتمبر وموقعها على الإنترنت ومواقع الحزب الحاكم".

وفي محاولة لتغطية قضيته ذكرت مصادر إعلامية أن حميد الأحمر أقام الجمعة مأدبة إفطار وعشاء استدعى إليها عدداً من الصحفيين الذين رفض بعضهم مجاراته ،حيث ذهب سعيد ثابت الى ان التهديدات يدينها الجميع عندما تصبح لغة للتعامل مع الصحافة .
وأشارت المصادر إلى أن حميد الأحمر قام خلال اللقاء بتوزيع الهبات المالية على عدد من الصحفيين الحاضرين.

وإلى ذلك ذكرت مصادر مطلعة الجمعة أن مكتب النائب العام أحال مذكرة التهديد التي تقدم بها رئيس تحرير صحيفة (26) سبتمبر بشأن التهديد التي تلقاه من حميد الأحمر إلى وزارة الداخلية لاتخاذ الإجراءات القانونية.

وقالت المصادر إن النيابة العامة ستوجه مذكرة إلى وزير العدل لتقديم طلب إلى هيئة رئاسة مجلس النواب لرفع الحصانة عن النائب حميد الأحمر تمهيداً لمسائلته أمام النيابة، بواقعة التهديد التي تعرض لها رئيس تحرير (26) سبتمبر العميد الركن علي حسن الشاطر من قبل حميد الأحمر بالقتل والتصفية الجسدية.

وأشارت المصادر إلى أن الكتلة البرلمانية للمؤتمر الشعبي العام ستجتمع عقب إجازة عيد الفطر المبارك لتأييد طلب وزارة العدل برفع الحصانة عن النائب حميد الأحمر.