عبدالباري طاهر ينقد مفهوم ( الطاعة) في الفكر الإسلامي انتقد الباحث والكاتب السياسي عبدالباري طاهر مفهوم ( طاعة ولي الأمر) القائم في الفكر العربي والإسلامي، وقال( إن نقل اللفظ ( طاعة) من الحقل الدلالى اللغوي إلى البعد الاصطلاحي الديني فالسياسي ، قد جعل من الطاعة بمعنى الانقياد، والخضوع والالتزام والانصياع ركيزة أساسية في الخطاب الديني ومن ثم السياسي بدلالاته وأبعاده المختلفة) وأضاف طاهر في ورقة عمل عن ( طاعة ولي الأمر) قدمها اليوم في ندوة ( الحاكم في الثقافة الشعبية ) أن ( الطاعة) أخذت أبعادا ودلالات خطرة فهي الثمرة الكريهة للاستبداد والقهر ومخافة الفتنة. ولاحظ الباحث توافق وصفه بـ(العجيب) بين الطائفتين الإسلاميتين اللتين تتقاسمان العالم الإسلامي ( السنة والشيعة) حول مفهوم (الطاعة) إذ تتفقان على التأويل للطاعة قارنين طاعة الله بطاعة ولي الأمر، لكنهما تختلفان فيما بعد فيمن هو ولي الأمر ، فترى ( الشيعة) أن ولي الأمر يكون من سلالة الإمام المنصوص عليه والمعصوم والمتحدر من صلب الحسين بن علي بن أبي طالب، وعند (الزيدية) فهو المتحدر من صلب البطنين ( الحسن والحسين). أما عند ( أهل السنة) فقد وضعوا للإمامة أحدى عشر شرطاً يتم التنازل عنها لصالح الغلبة، محرمين الخروج على الحاكم . وعرّج الباحث على آراء العلامة والسياسي عبد الرحمن الكواكبي في كتابه( طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد) وقال إن الكواكبي لاحظ أن الإنسان الغربي يقوم ضد الاستبداد ، في حين يقوم الإنسان الشرقي ضد المستبد ولو كان تعويضه بمستبد أدهي منه وأمر. فيما قدمت الباحثة ( وسام عبدالجبار غالب) - في ذات الندوة التي نظمها بيت الموروث الشعبي- ورقة عمل عن ( السياسي في الأغنية الشعبية) أوضحت فيها أن المواطن الذي كان مكبوت الصوت وحيداً ظل ينادي بحريته واستقلاليته من هذا الطغيان ومن معاناة الرجل من الحاكم حين ظلوا يستنزفون الوطن ويدخلوه في قضايا ليس لها نهاية، وعبر عن ذلك في المهاجل والأهازيج والأغاني الشعبية مثل : من قلّ ما بيده قالوا له مجنون. أرضه مع الدولة وسلاحه مرهون. مضيفةً : وللمرأة نفس النصيب من النكد والظلم من الحاكم، حيث غنت في زمن الإمامة : هجرتني والقلب غير سالي كل السبب عساكر الحلالي وتحدثت عن إسهامات الثقافة والإنسانية في بلورة كثير من المفاهيم والتعريف بالموروث الشعبي، حيث قيل عن الفلكلور انه صدى الماضي ولكنه في نفس الوقت صوت الحاضر المدوي . |