تظاهرة ضخمة في بيروت للضغط على الحكومة

الأحد, 10-ديسمبر-2006

المؤتمرنت - رويترز -
تظاهرة ضخمة في بيروت للضغط على الحكومة
تدفق طوفان بشري يضم مئات الاف المحتجين الذين يلوحون بالاعلام على وسط بيروت يوم الاحد تلبية لدعوة المعارضة بقيادة حزب الله في تصعيد للعحملة المستمرة منذ عشرة ايام بهدف اسقاط الحكومة المدعومة من الغرب.

وفي عرض ضخم للقوة ملأت الحشود ساحتي رياض الصلح والشهداء في قلب العاصمة بيروت وتدفقت انهار من الرجال والنساء والاطفال على الشوارع للمطالبة باستقالة حكومة رئيس الوزراء فؤاد السنيورة.

وهتف المتظاهرون "بيروت حرة حرة" وصاح البعض الاخر في التظاهرة التي وصفت بأنها الاكبر في تاريخ لبنان "سنيورة اطلع بره" فيما ردد البعض الاغاني الوطنية التي كانت تبث عبر مكبرات الصوت وتواصل دق الطبول.

وبدت اصوات المحتجين واضحة داخل مقر الحكومة القريب حيث يتواجد السنيورة ومعظم وزرائه بينما أحاطت الأسلاك الشائكة ومئات من رجال الأمن بالمقر.

ويقيم انصار المعارضة في خيام في وسط بيروت منذ اول ديسمبر كانون الاول مما ادى الى اصابة قلب العاصمة بالشلل متوعدين بألا يبرحوا مكانهم قبل ان يرضخ السنيورة لمطلبهم تشكيل حكومة وحدة وطنية.

ولم يصدر احصاء رسمي عن حجم الحشود يوم الاحد لكن مصدرا امنيا قال انها أكبر تظاهرة في تاريخ لبنان فيما قدرت مصادر المعارضة اعداد المتظاهرين بمليوني شخص اي ما يقرب من نصف عدد الشعب اللبناني.

وخاطب المتحدثون الحشود قائلين ان الحكومة دمية في يدي الولايات المتحدة مكررين اتهاماتهم بأن السنيورة وحلفاءه طلبوا من اسرائيل سحق جماعة حزب الله في الحرب الاخيرة هذا الصيف.

وقال الشيخ نعيم قاسم نائب الامين العام لحزب الله الذي كان يتحدث من خلف زجاج واق من الرصاص "اقول للقابعين في قصورهم فتحوا اعينكم واسمعوا صرخات المجاهدين والمجاهدات والشرفاء على ارض هذا الوطن كفاكم تمسكا بالدعم الدولي والله لن ينفعكم لا دعم امريكا ولا الدول الغربية ولا بعض الدول العربية. هذا الشعب يريد وطنه اتركوه يا سُـرَّاق الوطن."

وردد الحشود "الموت لامريكا الموت لاسرائيل ويعيش لبنان العزيز".

وحذر معلقون من ان الازمة المتفاقمة قد تتحول لأعمال عنف واسعة النطاق في بلد مازال يحاول إعادة بناء نفسه بعد الحرب الاهلية التي استمرت بين عامي 1975 و1990.

وقتل محتج شيعي وأصيب عدة أشخاص في حوادث اطلاق نار وأعمال شغب واشتباكات بين أنصار الجانبين خلال الاسبوع الماضي.

وقال السنيورة في مؤتمر يوم الاحد "انني وبالنظر لطبيعة المطالب المطروحة من جانب المعارضة ولطرائق العمل على تحقيقها وبالنظر الى الظروف السائدة في المنطقة اعتبر ان حياتنا السياسية والامنية والاقتصادية بل ونظامنا تواجه جميعا تحديا بارزا."

واضاف "هذا التحدي لا يقتصر على صون الامن والاستقرار والتضامن بين المواطنين... بل ويتضمن النظر الى مستقبل لبنان ومستقبل نظامه ومستقبل موقعه في المنطقة والعالم."

ومن ناحية اخرى تجمع الالاف في مدينة طرابلس السنية في شمال لبنان تأييدا للحكومة يوم الاحد.

ووجه البابا بنديكت السادس عشر دعوة الى لبنان كي يبتعد عن الازمة السياسية ودعا المجتمع الدولي الى تقديم المساعدة للتوصل الى حلول سياسية وعاجلة في "هذه اللحظة الحرجة".

وتريد المعارضة منحها تمثيلا افضل في الحكومة الجديدة ويقول حزب الله وحلفاؤه انه اذا لم يوافق السنيورة على اعطاء المعارضة حق الاعتراض في اي حكومة جديدة فانه سيحث على اجراء انتخابات مبكرة.

وقال الشيخ نعيم قاسم "السنيورة اعقد مؤتمرا صحفيا الليلة او غدا واعلن للشعب اللبناني انه رغبة منك... تقدم استقالتك الى ساحات الشرف في وسط بيروت...وتشكيل حكومة وحدة وطنية... ورفض الإذعان للخارج."

ويقول حلفاء السنيورة ان حزب الله انما يريد تعطيل خطط تشكيل محكمة دولية لمحاكمة المشتبه بهم في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري في عام 2005 والذي ينحي كثيرون باللائمة فيه على سوريا وهو اتهام تنفيه دمشق