الأربعاء, 15-مايو-2024 الساعة: 02:43 م - آخر تحديث: 02:31 م (31: 11) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
صديقي بن مساعد بن حسين سجل تاريخه الوطني بأحرف من نور في اليمن العظيم
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
ضبابية المشهد.. إلى أين؟
إياد فاضل*
شوقي هائل.. الشخصية القيادية الملهمة
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
المؤتمر نت - .
سوسن الأبطح - نقلاً عن الشرق الاوسط -
لبنان: الاتفاق أو الموت
وصل الجميع إلى عنق الزجاجة في لبنان، ولا بد من حل، ليتعايش «الخونة» من كل الأطراف، مع بعضهم البعض في حكومة واحدة تقود الجماهير إلى بر الأمان، بعد ان دبك المتظاهرون ورقصوا وغنوا ورفعوا الأعلام: المعارضة في ساحتي رياض الصلح والشهداء، والموالاة التي جابت مواكبها السيارة كل شوارع البلاد.

لا بد لكل طرف رغم الموبقات المقززة التي رمى بها الآخر، أن يعود ليصافح غريمه ويتفق معه على صيغة لتسيير حال البلاد والعباد، وليس من حل آخر، غير هذا، سوى الحرب والدمار. لذا بمقدور السيد حسن نصر الله أن يتهم الحكومة الحالية بالأمركة والصهينة والعمالة ويطالب بالانضمام اليها بقوة أكبر من ذي قبل، دون أن يشعر بأي حرج أو عار. وبمستطاع الفريق الحاكم أن يعتبر المعارضة حليفة لسوريا التي تغتال السياسيين اللبنانيين كالعصافير وتتآمر على البلاد، ويقدم لها في النهاية، ما تطلب من مقاعد وزارية لتشعر بالارتياح.

ولو كانت التهم التي يرمي بها كل فريق الآخر، حصلت في أي بلد يحترم نفسه ومواطنيه، لاقتيد كل السياسيين دفعة واحدة إلى سجن كبير لا يخرجون منه بسنوات، لكن للبنان منطقا لا يعرفه أي بلد آخر، لا في الشرق ولا في الغرب. ويتحتم على اللبناني «العاقل» أن يقبل من شريكه في المواطنية كل أشكال الغدر والخيانة، ثم يلتقي به لتبادل العناق والقبلات.

لذا فإن حزب الله وبعد أن اعترف وتباهى تكرارا ومرارا بالعلاقات المميزة مع دولة شقيقة وأخرى صديقة، يعرض هذه المرة وعلى لسان أمينه العام، على الحكومة مشروعا لا ينحاز لصديق أو شقيق، في الوقت الذي يرمي فيه الحكومة بالأمركة والخيانة وتواطؤ بعض أفرادها مع إسرائيل لتشن حربها الماحقة ضد لبنان. وكأنما بهذا يقول لهم تعالوا لنذهب معاً إلى توبة سواء. وعلى الطريقة اللبنانية، رد فؤاد السنيورة، لا بالدعوة المباشرة والسريعة إلى تحقيق قضائي محايد يرد الشبهة، كما يستدعي المنطق وتقتضي الأصول، وإنما، جاءت إجابته على الطريقة اللبنانية، وبكلام تهكمي حيناً وعاطفي حيناً آخر. إذ هل يعقل ان يرد رئيس وزراء لبنان على تهم مزلزلة من هذا الصنف بعبارات من مثل: «من وضعكم ديانين على الناس؟ هؤلاء خونة وهؤلاء وطنيون. انتهينا من قصة فحص دم الاخر لمعرفة وطنية كل شخص». أو من صنف «اللبنانيون يريدون ان يعيشوا ويكفيهم ما تحملوا حتى الان من دمار وتحديات واقاويل واكاذيب. اللبنانيون سيعيشون منتصرين منتصرين...».

هكذا تطوى الاتهامات في لبنان، كما جرائم القتل، والمجازر الجماعية، وليس لأحد أن يحاسب أحدا، كي لا يبدأ الثأر العشائري، وتسفك الدماء، فكل يحتمي بقبيلته، ومن يفتدوه بالروح والدم، ظالماً كان ام مظلوما. وعلى طريقة القبائل وعملا بتراث الأجداد تتم التسويات والمصالحات الكبرى والصغرى، في نهاية المآل وإلا فالويل يتهدد البلاد.

والمظاهرات الأخيرة سواء للمعارضة أو الموالاة، فضحت جانبا كبيرا من الضياع اللبناني بين عشائرية مخجلة وحداثة مذهلة، ويحتاج الأمر للجنة من عباقرة المحللين الاجتماعيين لنفهم تعقيدات بلد، يستطيع أن ينظم مظاهرة مليونية للمعارضة تنادي باستقالة الحكومة وإلى جانبها تغني فيروز في البيال وتستقطب المئات، وعلى مبعدة أمتار يتنافس مئات آخرون في ماراثون، للركض من أجل لبنان، وإضافة إلى هؤلاء يجوب الآلاف شوارع الوطن الجريح بمواكب سيارة ترفع الأعلام وتصدح بالأغنيات لدعم الحكومة، وكل هذا في يوم واحد. ولا تنس عزيزي القارئ ان ما نتحدث عنه، يحدث بين أرتال دبابات الجيش التي صارت جزءا من المشهد العام.

هدر في الطاقات، وخطأ في الحسابات، يستمر منذ وفاة الرئيس الحريري، أو من يوم خرجت القوات السورية، حيث قرر كل فريق ان يختار حليفاً يبعد عن حليف الآخر سنوات ضوئية، ومن يستشيط غضباً يحتل الشوارع ويمارس طقوس نصب الخيام وتنظيم المهرجانات الخطابية وإشعال الشموع وترقيص الأعلام. شيء يشبه «بيكنك عملاق» تناوبت عليه المعارضة والموالاة على مدار شهور طوال، والمواطنون يميلون مرة إلى هذا الصوب، ومرة إلى ذاك، ويعلم كل فريق أن يوماً لك ويوماً عليك، وان الإصغاء إلى الجماهير الغفيرة، باتت لعبة منكرة، فقدت كل بريق أو نكهة.

بمقدور المعارضة أن تباهي باستطلاع للرأي يبشرها بـ62 إلى 70% من المقاعد البرلمانية اليوم، لو أجريت انتخابات، وبمقدورها ايضا أن تحشد جماهيرها الذين حولوا وسط بيروت الى مخيم مريح (والخيم تتناغم مع العشائرية) لشرب النراجيل وشي اللحم وقضاء السهرات، لشهور مقبلة، لكن النتائج وخيمة، والقلوب تخفق رعباً من اللحظة التي تتحول فيها المهرجانات الضخمة الذي تشعلها الموالاة والمعارضة في كل أرجاء الوطن، من حفلات مسلية إلى حمامات دماء مروعة، ولهول الجميع فإن المسافة بين العالمين تكاد تكون شعرة.

لربما أن كثيرين يترحمون على فقدان الرئيس رفيق الحريري في هذه المحنة. فهذا الرجل الكبير الذي أراد أن يخرج وطنه من الحرب إلى رحاب العالم الواسع الأفق، لو أعاد مسيرته من جديد، ورأى ما جرى بعده، لربما كان قد أقلع عن إعادة إعمار وسط بيروت الذي صار ساحة للصراع، وتراجع عن كل مشاريعه الاستثمارية، التي بدأت تنهار بمجرد أن غاب، وتخلى عن بناء الجسور التي هدمتها إسرائيل بلمح البصر. رفيق الحريري لو كان يرى ما نحن فيه، لربما هو الآن يتحسر كثيراً على الإنسان في لبنان الذي لم تنقذه بعثات التعليم الخارجية لمجموعة محدودة من الشبان، ولا الجامعات الخاصة التي بقيت حكراً على المقتدرين، ولربما كان أيقن ان هذا البلد الممزق على مذبح الديمقراطية العشائرية كان يحتاج، بدل كل ما فعل، مدارس وطنية حقيقية، ومناهج تعيد تأهيله على مد العين والنظر، وأساتذة يغسلون العقول من درن الفئوية، وإلا فالمهرجانات مستمرة والجماهير باقية على عهد الفداء بالروح والدم للزعيم، قائد المسيرة، الذي بمقدوره لو أحب ان يأخذ من يريد ومتى أحب، إلى جحيم مقيم ترفرف فوق أنقاضه بقايا الأعلام اللبنانية








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024