الأحد, 19-مايو-2024 الساعة: 05:57 ص - آخر تحديث: 02:02 ص (02: 11) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
صديقي بن مساعد بن حسين سجل تاريخه الوطني بأحرف من نور في اليمن العظيم
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
ضبابية المشهد.. إلى أين؟
إياد فاضل*
شوقي هائل.. الشخصية القيادية الملهمة
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
د. أسامة عثمان -
إعدام صدام وإشكالية الموقف
في ضوء إعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين ، بإرادة أمريكية وأياد( عراقية ) تختلط المشاعر ،وتصطرع الأفكار ، فكل ينظر من زاويته الخاصة ، وهنا أقدم بعض الأفكار ؛ لعلها تسهم في تقريب الرؤية في هذه الإشكالية الناجمة عن طبيعة العلاقة بين الحاكم والمحكوم في بلادنا وبشكل عام .
يستمد الحاكم شرعيته من الأمة التي يحكمها ؛ فهو يمثل إرادتها ، ويحكمها بما تؤمن وبما يؤمن ، تنتخبه ؛ لأنه الأكثر تمثلا لأفكارها ، والأصدق إخلاصا لها .
ولا أبالغ إن قلت إن فساد هذه العلاقة بشقيها ، هو السبب في هذا الاختلاط ، وتلك العداوة المستحكمة بين الشعوب والحكام في بلاد العرب ، فلا حكامنا من اختيارنا ، ولا أحكامهم أحكامنا ، فكل منهما ، أي الشعب والحاكم ، يتوجس من الآخر ، والكل غريب عن الآخر . وضحية ذلك الخلل الأول هو سلطان الأمة التي يتمزق من فرط التجاذب ، هذا إن وجد ، أقول إن وجد ؛ لأننا لا نستطيع إغفال الحالة التاريخية القريبة التي أفضت إلى وقوع البلاد العربية تحت الاستعمار العسكري المباشر ، فاغتصبت تلك الدول الأجنبية السلطان ، ثم بنت في بلادنا دولا على عين بصيرة ، وأقامت أنظمة تبث الروح فيها ؛ فتصبح شرعية ! ثم تنزعها منها إذا شاءت .
وبالرغم من هذه التبعية ، فإن الحكام العرب بحكم وجودهم الفعلي والمباشر ، وتحكمهم بمقدرات البلاد فإنهم قادرون _ إن هم أرادوا _ على الانعتاق من تلك التبعية ، والأمة ملأى بالمخلصين المتعطشين إلى ذلك والمستعدين ، لأن يفدوا التحرر بأرواحهم . ولكن وللأسف الشديد فإن نوعية ( الرجال ) الذين مكنتهم تلك الدول منا ساقطة خائرة ، وتتجلى فاعليتهم في البطش بالشعوب والاستبداد والتسلط ، يتوسلون لذلك أجهزة القمع والإرهاب .
ولما وصلت العلاقة بيننا وبينهم إلى هذا الحد من العداوة والبغضاء ، ولما طال مكثهم ، واستطال ظلمهم ، لم يستطع بعض المحكومين الصبر على التغيير الطبيعي ، فضاقت أخلاقهم ، و
لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها ولكنّ أخلاق الرجال تضيق
والعراق مثال على ذلك ، إذ اندرج قسم من أولئك الذين ضاقت أخلاقهم ، حتى انحطت ، في المعارضة ، وما كل المعارضين مثلهم ، وراحوا يعرضون أنفسهم رخيصة ، واتخذوا أوطانهم جسرا لمآربهم الدنيئة ، فعرضوا أنفسهم لمن يشتريها ، وادعوا تمثيل شعب العراق ، فصدقتهم أمريكا بكذبهم ، وحملتهم على ظهور دباباتها ، ونفخت فيهم من روحها الشريرة الخبيثة ؛ فاستحالوا عملاء خسة ونذالة ، لا يرون صوابا ، وليس لهم إرادة ، فدولتهم من دستورها إلى اختيار قضاتها أمريكية .
والمفارقة بل الفاجعة أن ذاك الاحتلال ليس من النوع الحريص على التجمل أو التزين ، بل يظهر للناس بأقبح الوجوه ، وأشنع الأوصاف ، فمرة يغدو قاتلا مدمرا، ومرة يغدو مدنسا للمقدسات مستهترا ، وتارة يغدو منتهكا للأعراض متهتكا ، وتارة يتآمر لإشعال الفتن ، وهو من قبل ذلك كاذب في ادعاءاته التي استخدمها لفعلته التي أشبه ما تكون برمي حجر في بئر... ، وهم بعد ذلك مصرون على البقاء في العراق ، حتى لو استتب الأمر للحكومة العتيدة ، وبفضل هذا الاحتلال الأمريكي وحكومة العراق الصدى دخل العراق في حالة غير معقولة ، تستعصي على الوصف ؛ لأنها مفجعة إلى حد يفوق طوق العبارة !
في ظل تلك الظروف ، وفي ضوء تلك المعطيات أعدم صدام في ملابسات مشتبكة ؛ فانفتح باب الأسئلة ، ولم يغلق عن شرعية المحكمة وحياديتها ، وعمن هو الأجدر بالمحاكمة والمساءلة والمحاسبة ، وما الأولويات ؟ مع الإقرار بأن نظام العراق السابق لم يكن مختلفا جوهريا عن سائر أنظمة العرب .
وإذا كان صدام قد مات ، فقد أُسلم إلى ربه ، والسؤال عن الأحياء ، أو الذين يحاولون الحياة ، فهل كان في هذا المشهد فوائد لأمة باتت بأمس الحاجة إلى الالتفات إلى هذا الخلل البنيوي لإصلاحه ؛ حتى لا تتسابق إلى فنائها ، ولا تستجير من الرمضاء بالنار .










أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024