الإثنين, 20-مايو-2024 الساعة: 04:18 ص - آخر تحديث: 01:30 ص (30: 10) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
صديقي بن مساعد بن حسين سجل تاريخه الوطني بأحرف من نور في اليمن العظيم
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
ضبابية المشهد.. إلى أين؟
إياد فاضل*
شوقي هائل.. الشخصية القيادية الملهمة
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
المؤتمر نت - .
خير الله خير الله* -
ماذا وراء الانسحاب البريطاني من العراق؟

يعكس القرار الذي اتخذه رئيس الوزراء البريطاني توني بلير والقاضي بخفض عدد القوات التابعة لبلاده في العراق بشكل تدريجي تمهيداً لانسحاب كامل في السنة 2008 رغبة واضحة في الخروج من مأزق عميق. في الإمكان وضع الانسحاب في سياق سعي بلير الى كسب الوقت والبقاء في السلطة أشهراً أخرى بعدما بدأ النافذون في حزب العمّال يلحون عليه من أجل ترك موقعه لوزير الخزانة غوردون براون بهدف المحافظة على فرص الحزب في البقاء في السلطة بعد الانتخابات العامة المقبلة.


ثمّة زاوية ثالثة، قد تساعد في فهم التصرّف البريطاني في هذا الوقت بالذات وهي أن البريطانيين باتوا على قناعة بأنّ المغامرة العراقية جعلتهم رهائن لدى الإيرانيين في جنوب العراق الذي تحوّل منطقة نفوذ إيرانية وأن من الأفضل في هذه الحال إعادة النظر في الوجود العسكري البريطاني في تلك المنطقة وذلك في إطار الاستراتيجية الأميركية الأوسع. هناك بكلّ بساطة عملية إعادة انتشار للقوّات الأميركية والبريطانية في العراق والمناطق المحيطة به في ضوء زيادة التوتر مع إيران. وتفرض عملية إعادة الانتشار هذه على البريطانيين ألاّ يكونوا مجرّد طرائد سهلة يصطادها الإيرانيون في البصرة وغير البصرة متى زادت الضغوط عليهم بسبب البرنامج النووي الذي يتمسّكون به.


في الواقع، كانت نتيجة التدخل البريطاني في العراق فشلاً ذريعاً على كلّ المستويات. وإذا وضعنا جانباً النجاح الأميركي في إسقاط نظام صدّام حسين العائلي ـ البعثي، تبيّن أن البريطانيين الذين تولّوا مسؤولية الأمن في الجنوب، حيث الأكثرية شيعية، كانوا مجرّد شهود زور على عملية إيرانية استهدفت تحويل جنوب العراق محافظة إيرانية. نجح الإيرانيون في ذلك الى حدّ كبير على الرغم من كلّ ما كان يقال عن الدهاء البريطاني وعن المعرفة العميقة والتاريخية في شؤون العراق وسكانه وعشائره.


ينسحب البريطانيون من جنوب العراق، على الأرجح، في إطار استراتيجية تتجاوز العراق وذلك بعدما صارت إيران الهمّ الأميركي الأول في هذه الأيام، وبعدما بدأ العرب عموماً يكتشفون مدى خطورة التطلّعات الإيرانية أكان ذلك في منطقة الخليج نفسه أو في العراق ولبنان وفلسطين وأخيراً في اليمن حيث تعمل جماعة الحوثي على زرع الفتنة باللجوء الى السلاح والمال من أجل نشر دعوات غير موجودة أصلاً في اليمن مرجعيتها الأولى والأخيرة في إيران. تشكّل مثل هذه الدعوات محاولات مكشوفة لايجاد فتنة ذات طابع مذهبي في بلد لم يعرف يوماً مثل هذا النوع من الفتن.


لا شكّ أن النظام الإيراني ما كان ليقدم على كلّ أنواع المغامرات بدءاً ببرنامجه النووي، وصولاً الى اليمن، مروراً بلبنان وفلسطين لولا الانتصار الذي قدّمته له الولايات المتحدة على طبق من فضّة في العراق. الآن جاء وقت التفكير في كيفية التعاطي مع الظاهرة الخطيرة التي اسمها النظام الإيراني. وفي حال كان لا بدّ من الحديث عن جديد في الشرق الأوسط، لا مفرّ من امتلاك الجرأة والاعتراف بأن ما تفعله إيران جعل كثيرين من العرب يضعونها في المستوى نفسه مع إسرائيل. بل هناك بعض العرب الذين باتوا يقولون إن الخطر الإسرائيلي أمكن استيعابه الى حدّ ما نظراً الى أن الدولة اليهودية لم تستطع التغلغل في المجتمعات العربية وإثارة الفتن والغرائز المذهبية، في حين أنّ أي تدخل للنظام الإيراني يتلطى بالشعارات الكبيرة، التي غالباً ما تكون مزايدات على العرب والأنظمة العربية. يصبّ هذا التدخّل الإيراني في نهاية المطاف في خلخلة المجتمعات العربية وإعادة تشكيلها من داخل. والدليل على ذلك ما حصل في لبنان في السنوات الخمس والعشرين الماضية، عمر الاستثمار الإيراني في "حزب الله" من أجل إيجاد تحوّل في العمق داخل الطائفة الشيعية الكريمة. والدليل الآخر ما يحصل في العراق، البلد الذي فقد هويّته العربية وباتت أبوابه مشرّعة أمام التقسيم.


في ضوء هذه المعطيات، بات في الإمكان التساؤل ما العمل مع النظام الإيراني وهل يجب تصديق رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الذي يتحدّث عن ضرورة الانسحاب من العراق بعدما صارت أجهزة الأمن العراقية قادرة على تولّي مسؤوليّاتها، أم يجب تصديق كبار المسؤولين الأميركيين الذين يؤكّدون أن ليس مقبولاً أن تكون هناك إيران نووية. الميل الى تصديق الأميركيين، على الرغم من كلّ الغباء الذي تتحلّى به الإدارة الحالية، لا لشيء إلا لأن المنطقة كلّها، ومعها العالم، لا تستطيع العيش مع إيران نووية. إيران المتحكّمة بالخليج وثرواته وبالعراق وما يمتلكه من احتياطات نفطية هائلة، بعضها لم يُكتشف بعد، إيران التي على تماس مع إسرائيل عبر جبهة جنوب لبنان، إيران التي تسعى حتى الى أن يكون لها موطئ قدم في اليمن تستخدمه من أجل أن تطلّ على البحر الأحمر من جهة وتطويق دول الخليج من خلف من جهة أخرى.


هل المنطقة في اتجاه مواجهة واسعة بين إيران والعالم على رأسه الولايات المتّحدة؟ ليس بالضرورة. المواجهة ليست حتمية، في حال إدرك العقلاء في طهران أنّ لا بدّ من البحث من مخرج، أي التراجع اللبق، بما يضمن المحافظة على ماء الوجه عبر التخلي عن أحلام مستحيلة!

*المستقيل اللبنانية









أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024