الامارات تطلق قطيعا من المها العربية

الإثنين, 05-مارس-2007

المؤتمرنت -
الامارات تطلق قطيعا من المها العربية
شهد الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة إطلاق ، 29 من المها العربي ، كمرحلة أولى ضمن خطة لإطلاق 100 من هذه الأنواع الفطرية بهدف الحفاظ عليها من الانقراض وإعادة توطينها في بيئتها الطبيعية في إطار مشروع يعد الأكبر على مستوى العالم العربي. وسيتم إطلاق أعداد أخرى سنوياً، مع مراقبتها بشكل دائم، من خلال أجهزة تتبع خاصة لمعرفة أماكن وجودها وحالتها ومدى تأقلمها مع حياتها الجديدة. وكانت المفاجأة الأبرز في الأيام الأولى، حدوث أول ولادة طبيعية للمها العربية خارج المحميات. وهو ما شكل فرحة عارمة لكل القائمين على المشروع.
وقد حضر عملية الإطلاق التي أشرفت عليها هيئة بيئة أبوظبي سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان وزير شؤون الرئاسة، ومعالي محمد أحمد البواردي الأمين العام للمجلس التنفيذي العضو المنتدب للهيئة ، وسعادة ماجد المنصوري الأمين العام للهيئة.
ومع المرحلة الأولى من إطلاق المها العربية إلى بيئتها الطبيعية، بدأ تاريخ جديد للمها العربية في منطقة الخليج العربي والعالم بعودة المها العربية أخيرا إلى موطنها الأصلي في الحياة البرية. وتعتبر هذه الخطوة تتويجاً لأربعين سنة من جهود الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله في سبيل الحفاظ على البيئة والحياة الفطرية.
توجد في دولة الإمارات العربية المتحدة، حوالي 3500 - 4000 من المها العربية، في محميات وحدائق خاصة، أهمها صير بني يأس، وحديقة العين، والوثبة والجرف، إضافة إلى أعداد أخرى قليلة لدى هواة جمع الحيوانات النادرة. بذلك تمتلك الإمارات أكبر قطيع من المها العربية في العالم. ويعتبر هذا النوع هو الأكثر تهديدا بالانقراض.
ويهدف هذا المشروع إلى إعادة توطينها في محميات خاصة ضمن نطاق انتشارها التاريخي في إمارة أبوظبي.
وكانت الإمارة قد استضافت مؤتمر أبوظبي الدولي الأول للمها العربية في مارس 1999، لمناقشة المخاطر التي تهدد المها العربية بالانقراض، إضافة للتنسيق مع بعض الدول الخليجية التي تعيش فيها المها العربية. وتعتبر المها العربية التي تنتمي إلى فصيلة بقر الوحش، الوحيدة التي تعيش في البيئة الأشد حرارة وجفافا بين خمسة أنواع معروفة من المها.
وبدا واضحا يوم الإطلاق، أن ثمار غرس الشيخ زايد رحمه الله ما زالت مصدراً لعطاء متواصل من خلال اهتمام سمو الشيخ محمد بن زايد شخصيا بعملية الإطلاق، حتى أنه حمل رضيع المها العربية بين يديه، ونقله إلى مدخل الصحراء قريبا من أمه.
وكان الشيخ زايد ، قد بدأ الاهتمام بالمحميات الطبيعة، والحفاظ على الأنواع المهددة بالانقراض، منذ الخمسينات، حيث لم يكن هناك سوى مئات من المها العربية المنتشرة في شبه الجزيرة العربية، وهو عدد كان مهددا بالانقراض التام. فبادر الشيخ زايد بجمع قطيع صغير من المها العربية الموجودة في الإمارات، ووجه بتربيتها وإكثارها لتصبح نواة لأكبر قطيع من المها العربية في العالم.
وكان قد نجحت قبل ذلك، تجربة الحفاظ على نوعين من الغزلان التي تعيش في دولة الإمارات العربية المتحدة، هما: الريم والدماني، وينتشر هذان النوعان حاليا في أنحاء الإمارات، حيث تكاثرت بشكل كبير، ولم تعد مهددة بالانقراض.
تقوم بتنفيذ هذا المشروع هيئة البيئة - أبوظبي، من خلال أكثر من 500 شخص من الخبراء والأطباء والمتخصصين والمراقبين، في مشروع هو الأكبر من نوعه على مستوى العالم العربي، وواحد من المشاريع الكبرى في العالم. ولدى هيئة البيئة - أبوظبي مشاريع رائدة في الفترة القادمة، ويعد إطلاق قطيع المها العربية، جزءا صغيرا مما تخطط له مستقبلا. حيث يجري حاليا دراسة لإعادة تأهيل مناطق الإطلاق في أبوظبي، وهي دراسة تستغرق 3 أعوام، من أجل إنشاء مراعي خاصة للمها والظباء، بحيث يوفر لها الغذاء اللازم لاستمرارها والحفاظ على صحتها وضمان تكاثرها في الطبيعة. كما تخطط الهيئة لإنشاء أكبر محمية طبيعية مخصصة للمها العربية والظباء فقط على مساحة تقدر بحوالي 10.000 كلم مربع. ويخدم هذا المشروع مشروعات السياحة البيئية في إمارة أبوظبي. الجدير بالذكر أن هيئة البيئة - أبوظبي، تهدف بشكل أساسي إلى حماية التنوع الحيوي لإمارة أبوظبي، للمحافظة على التوازن البيئي بين الكائنات والمواطن الطبيعية.
وتسعى إمارة أبوظبي دوما إلى الحفاظ على التراث بجميع تفاصيله وأنواعه. من ثقافة، وتاريخ، وحياة فطرية وموارد طبيعية، بما يحافظ على الهوية الخاصة للإمارة .
وامتداداً لجهود وعطاء الشيخ زايد رحمه الله، الذي زرع في هذه الدولة من مفاهيم وقيم إنسانية يسترشد بها أبناؤه وأبناء شعبه والمقيمين على هذه الأرض الطيبة والتي تقوم على الحفاظ على حياة أي كائن حي... شجرة، حيوان... لأنها مصدر التوازن الطبيعي .

معلومات عن المها العربية في الإمارات
· في الخمسينات، لم يكن هناك سوى بضع مئات من المها العربية في الإمارات العربية المتحدة، وكانت مهددة بالانقراض.
· الشيخ زايد بدأ خطة الحفاظ على المها العربية من خلال جمعه لأكثر من مائة منها، ورعايتها وإعادة تأهيلها.
· أربعة آلاف من المها العربية موجودة حاليا في الإمارات العربية المتحدة، وهو أكبر عدد من المها العربية في العالم.
· 98 من المها العربية تم إطلاقها في المرحلة الأولى لهذا العام.
· 3 أعوام، ستستغرق دراسة إعادة تأهيل مناطق إطلاق المها العربية في إمارة أبوظبي، من أجل إنشاء أكبر محمية طبيعية مخصصة للمها العربية والظباء