أمريكا: مقتدى الصدر مازال متوارياً في إيران قال الجيش الأمريكي أمس الأربعاء إن الزعيم الشيعي مقتدى الصدر مازال متوارياً في إيران. وأوضح الجنرال ويليام كالدويل خلال موجز صحفي في بغداد أنه وحتى "الأربعة وعشرين ساعة الماضية، فإن الصدر لم يكن داخل العراق، وأن كل المؤشرات تدل على أنه مازال في إيران." وتوارى الزعيم الشيعي الشاب، الذي يقتفي الجيش الأمريكي تحركاته، عن الأنظار منذ بدء العملية الأمنية الجديدة في العاصمة العراقية الشهر الماضي. وترمي العملية العسكرية إلى تحجيم مليشيات "جيش المهدي" الموالية للصدر، والتي يلقى عليها تبعة العنفي الطائفي الذي يطحن بغداد، بجانب العناصر المسلحة السنية. وقال كالدويل إن الجيش الأمريكي قلق من مليشيات المهدي وأنشطته مشيراً إلى اعتقال نحو 700 من عناصره خلال الأشهر القليلة المنصرمة. وأضاف قائلاً إن الزعيم الشيعي "عنصر مهم للغاية" في الآلية السياسية في العراق و"نحن في الحقيقة نسعى لتحديد مكانه." وكانت إيران قد بادرت الشهر الفائت إلى نفي وجود الزعيم الشيعي في أراضيها، وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، محمد علي حسيني، إن مقتدي الصدر ليس موجوداً في الجمهورية الإسلامية، وإن الزعم بأنه موجود في إيران لا أساس له من الصحة. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا" عن حسيني قوله إن تلك المزاعم، تعد "جزءاً من الحرب النفسية التي تمارسها أمريكا ضد إيران، للتغطية على فشلها بالعراق." وجاء النفي الإيراني إثر تأكيد مسؤول رفيع في الحكومة العراقية، أن الزعيم الشيعي موجود بالفعل في إيران، ولكن المسؤول العراقي نفى أن يكون الصدر قد هرب من العراق، بسبب الخطة الأمنية القائمة في بغداد. ونفى سامي العسكري، وهو أحد أبرز مستشاري رئيس الوزراء نوري المالكي، التقارير التي تحدثت عن أن الصدر هرب إلى إيران، لخوفه من أن يتم اعتقاله بموجب الخطة الأمنية، التي تتضمن ملاحقة قيادات جيش المهدي، لدوره في تأجيج العنف الطائفي الذي يعصف بالعراق. وكانت مصادر أمريكية رفيعة في البيت الأبيض قد كشفت في وقت سابق أن الصدر فرّ من العراق، ولجأ إلى إيران جراء مخاوف من احتمال استهدافه خلال حملة الحكومة العراقية، لاجتثاث المليشيات المسلحة، وجراء التصدع الداخلي ضمن جماعته. وكان مسؤولون عراقيون، قد رفضوا تأكيد هذا الخبر واعتبرته إشاعة، فيما قال صلاح العجيلي، المتحدث باسم الصدر وعضو كتلته البرلمانية، لشبكة CNN أن الزعيم الشيعي مازال في العراق. يُذكر أن الحكومة العراقية قامت مؤخراً بحملات اعتقال واسعة، حصدت المئات من أتباع الصدر، كما قتل عدد آخر من قادة جيش المهدي في حملات مماثلة. |