الثلاثاء, 14-مايو-2024 الساعة: 05:51 ص - آخر تحديث: 02:16 ص (16: 11) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
ضبابية المشهد.. إلى أين؟
إياد فاضل*
شوقي هائل.. الشخصية القيادية الملهمة
راسل القرشي
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
عربي ودولي
المؤتمر نت -
المؤتمرنت - الواشنطن بوست -
الواشنطن:انحسار الزواج بين طوائف العراق
الملاحظة التحذيرية وضعت تحت باب محل مي محمود. وقد طبعت بعناية بحروف الكومبيوتر، وتقول: «يجب عليك مغادرة بيتك. نمهلك ثلاثة ايام. أو سنقتلك». وقد وجهت الى زوجها وهو مسلم شيعي، وهي مسلمة سنية. فأين سيذهبان ؟
هرب الاثنان من حيهما الذي تسكنه اغلبية سنية الى بيت أمه قرب حي شيعي. وخلال أشهر، عندما اقتحم المتمردون السنة تلك المنطقة، وصل الى المحل تهديد آخر بالقتل. آن أوان المغادرة ثانية. وبينما كانت تروي القصة كان صوتها يرتعش، لا بسبب الغضب وإنما اليأس. وقالت «منذ تلك اللحظة اصبحت حياتنا جحيما».
وقالت زينة عبد الرسول، موظفة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، وهي نفسها مولودة من زواج مختلط، إنه «في ظل غياب الأمن، يحمي العراقيون انفسهم بالعودة الى طوائفهم وعشائرهم. ويصبح من الطبيعي أن يسمع المرء عن انهيار عوائل مختلطة بسبب الطلاق».
وفي الوقت الحالي تعيش مي محمود مع اقربائها، ويعيش زوجها في القاهرة مع عائلته. وتضغط عليها عائلتها السنية بهدف الطلاق من زوجها بسبب طائفته. وعائلته الشيعية مقتنعة بأن كل السنة مجرمون. وقد التقى الزوجان مرتين منذ ابريل.
وقالت مي، 37 عاما، «نحب بعضنا كثيرا. وهذا ما يجعل الأمور أسوأ. نحن نعاني لأننا لا نعيش معا». وقد طلبت عدم ذكر اسم زوجها لأنه معروف في حيها. وكان صوتها، وهي جالسة في فندق، يخفت ويتحول الى همس كلما مر أحد بقربها. وبينما لا توجد إحصائيات رسمية يقدر الباحثون الاجتماعيون أن ما يقرب من ثلث حالات الزواج العراقية هي بين أفراد طوائف او إثنيات مختلفة. وبعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 جادل كثير من العراقيين أن كثرة مثل حالات الزواج هذه تظهر أن العراقيين يهتمون بهويتهم العربية أو الوطنية أكثر من انتمائهم الطائفي او الاثني.
وخلال الـ 23 عاما الماضية عاش احمد السامرائي، وهو سني ويبلغ 55 عاما، مع عائلته في مدينة الحرية ببغداد. وقبل اشهر قليلة بدأت المليشيات الشيعية ترحل السنة من بيوتهم، ولكنه لا يزال يشعر بالحماية. فعائلة زوجته الشيعية موجودة في الحرية منذ 40 عاما. ولكن بعد مقتل عاملين في جامع سني محلي هرب المزيد من السنة.
وتذكر السامرائي ان زوجته قالت له في احدى الأمسيات «من الأفضل لك ان تغادر». وقد رفض. ولكن بعد ايام قليلة وبعد مغادرة مزيد من العوائل السنية راح يفكر في الأمر، وكان يشعر بالقلق من أن ينظر الى زوجته باعتبارها متعاونة بسبب زواجها من سني. كما كان يشعر بالقلق بشأن ابنه الأكبر عمر، وهو الاسم الأكثر دلالة على الانتماء السني. وكان هناك ضغط من عائلة زوجته ايضا.
وقد اضطر في الأيام التالية الى المغادرة الى بيت والديه الساكنين في حي ذي أغلبية سنية مصطحبا معه ابنه عمر الذي كان يشعر بالخوف.
وحتى ضمن مناخ محكوم بالشكوك العميقة، يبادر العراقيون المنتمون إلى طوائف مختلفة إلى الاختلاط بعضهم ببعض كلما توفرت الفرص لذلك. لكن القصص التي ينقلها موظفو الخدمات الاجتماعية والأمم المتحدة والعراقيون تشير إلى أن النزاع القائم يولد عدم الثقة داخل العوائل نفسها، والعراقيون يحكون قصصا عن أفراد عوائل كانوا موضع خيانة بعض أقاربهم المنتمين إلى طائفة أخرى.
وقال العقيد السابق في الجيش العراقي، خليل إبراهيم الجنابي، 54 سنة، إن ابن اخيه السني أحمد قتل بالرصاص على يد اثنين من حمويه اللذين ينتميان إلى ميليشيا شيعية.
ويتمنى الجنابي الآن لو أن ابنته المقترنة بشيعي تترك زوجها. وهو ما زال لديه ابنة أخرى عزباء. وقال الجنابي بمرارة: «أنا لن أزوِّجها ابدا بشيعي».
أما الموظفة الحكومية سمر أحمد، 25 سنة، فتتذكر كيف تحول أبوها ضد عائلتهم.
فأم سمر شيعية. وقبل انتهاء عام 2005 أصبح الأب قريبا إلى زوجته السنية السابقة وأطفالهما. وحينما قُتل أحد الأبناء من ذلك الزواج على يد رجال من ميليشيا شيعية ملأت المرارة روح أبيها، حسبما قالت سمر أحمد التي تعرّف نفسها كشيعية.
آنذاك بدأ الأب بقسر أم سمر كي توقع على أوراق ملكية البيت في بعقوبة الواقعة إلى شمال شرقي بغداد، على الرغم من أنها ورثته عن أبويها.
ثم جاء الأب ذات يوم من أيام أكتوبر إلى البيت حاملا معه وعاء من الكيروسين، وتحت بصر سمر وأخيها راح الأب يسكبه فوق زوجته مهددا بأنه سيشعل النار فيها.
«بعد ذلك وقعت الأم على ملكية البيت»، كما قالت سمر احمد، وما أن مرت أسابيع قليلة حتى علموا أن البيت تم بيعه. ومنذ ذلك الوقت لم تر أباها، وأضافت باشمئزاز: «في المناطق، السنة تطرد الشيعة، والشيعة تطرد السنة. وفي عائلتي، والدي هو الذي طردنا».








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "عربي ودولي"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024