(ملتقى سبأ) ينعقد في اليمن: نظرة من موسكو يتوجه وفد من العلماء الروس إلى اليمن للمشاركة في أعمال مؤتمر دولي معني بدراسة تراث الحضارة العربية اليمنية الجنوبية القديمة يعرف باسم "الملتقى السبائي". وينعقد هذا الملتقى في الفترة من 3 إلى 5 أبريل القادم. و قال رئيس البعثة الأثرية الروسية في اليمن الدكتور الكسندر سيدوف الذي يترأس الوفد. ان العلماء الروس يقومون منذ 25 عاما بالبحوث الميدانية المتعددة الجوانب في المناطق اليمنية الواقعة في جنوب شبه الجزيرة العربية. وذاع صيت الجزء الجنوبي من الجزيرة منذ عهد الحضارات اليونانية والرومانية القديمة كبلد طيوب (لبان ومر) ومصدرها الرئيسي لكل العالم المتحضر آنذاك. ووصلتنا في المصادر الإغريقية أخبار مبعثرة بل أسطورية أحيانا عن ثروات مملكات الجزيرة العربية. ونقلت وكالة الأنباء الروسية عن العالم الروسي قوله : إنه بفضل البعثات العلمية المتواصلة من مختلف البلدان والتي بدأت جهودها المنتظمة منذ السبعينات من القرن العشرين ظهرت أمام العالم صورة موضوعية أقرب من الواقع لهذه الحضارة الفريدة في بابها وثقافتها. واضاف : وكان ولا يزال الخبراء الروس من علماء الآثار والتاريخ والإثنوغرافيا واللغات يسهمون بقسطهم الهام في هذه البحوث. وخلال الفترة المنصرمة تمكن العلماء الروس من اكتشاف ووصف الكثير من الآثار التاريخية بينها كتابات باللغات العتيقة وبقايا منازل ومعابد وأدوات منزلية وزينات وخزفيات مما يشهد بوجود اتحادات دول متطورة بدأت تتكون هنا منذ ثلاثة آلاف سنة. ويدور الحديث عن تلك الدول مثل سبأ وقتبان وحضرموت بمدنها المتعددة والمنشآت المائية المعقدة والفن المعماري المتقدم والفنون التشكيلية والكتابة. وكان علماء الآثار الروس أول من اكتشف ووصف الكتابة باللغة السبائية القديمة على جريد النخل والتي يمتد تاريخها إلى حوالي 2500 سنة. وفي أثناء أعمال "الملتقى السبائي" الذي ينعقد للمرة الـ11 سوف يجمل الزملاء من اليمن وروسيا وغيرهما من البلدان حصيلة نشاطهم خلال الفترة المنصرمة وسوف يتحدثون عن اكتشافاتهم الجديدة في هذا الحقل الضيق نسبيا من العلم وسوف يتبادلون الآراء في خطط العمل المستقبلية. وقال الدكتور الكسندر سيدوف "إننا راضون عن التعاون الذي نقوم به منذ ربع القرن مع زملائنا اليمنيين ونقدر عاليا الدعم المتواصل من قبل السلطات المحلية. ويجب القول على وجه العموم إن هذه البعثة العلمية الروسية - اليمنية المشتركة ظلت خلال فترة طويلة من الزمن أكبر مشروع علمي وطني خارج حدود الاتحاد السوفيتي وروسيا. وأعتقد أن أرض اليمن العريقة تخبئ في بطونها كثيرا من الأسرار والألغاز التي تنتظر الاكتشاف والتعميم - وهو الرئيسي - على المجتمع العلمي والثقافي العالمي برمته". |