زيارة صالح لواشنطن ناجحة بكل المقاييس
وفي هذه الزيارة طرأ تحول كبير في العلاقات اليمنية الأمريكية بعد أن كانت الهجمات على المدمرة كول قد أثرت قليلاً في هذه العلاقات وبعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر ، وقد شكر الرئيس صالح الرئيس بوش على دعمه لليمن في مجال مكافحة الإرهاب بينما عبر الرئيس بوش عن شكره لليمن في تعاونه المستمر في تقديم المتطرفين والقتلة إلى العدالة وأشاد بالتحالف اليمني الأمريكي ضد الإرهاب . وفي أثناء زيارته طلب الرئيس صالح إعادة الشيخ محمد علي المؤيد وهو عالم دين سلمته ألمانيا إلى الولايات المتحدة الأمريكية مع مساعده محمد زايد وهو الآن يقبع في السجن بعد أن أتهم بدعم حماس وأثبتت براءته من دعم القاعدة. وقد طالبت منظمات حقوق الإنسان اليمنية بالإفراج عن الشيخ المؤيد نظراً لحالته الصحية التي بدأت تتدهور كما أشار بذلك رئيس اللجنة الوطنية للإفراج عن المؤيد - وبما أن أوروبا والمجموعة الدولية تتعامل مع حماس كحركة مستقلة فلماذا تجرم الشيخ المؤيد ..؟ كما ناقش صالح مسألة المواطنين اليمنيين القابعين في جوانتاناموا وطالب بإطلاق سراح كل يمني مسجون في جوانتاناموا ، وطالب بإسقاط اسم وكان البرلمان اليمني قد صوت ضد انضمام اليمن إلى محكمة الجنايات الدولية خوفاً من أن تستعمل هذه المحكمة كأداة لتسليم ومحاكمة الزنداني بتهم الإرهاب ، وكان الزنداني قد أنضم مؤخراً إلى دعوة العلماء الدينيين لتصحيح المفاهيم الخاطئة التي وجدت في التفاسير الإسلامية والتي تروج للخلاف المذهبي والعنف السياسي . وكشف مارك فالكوف – محامي ( 17) يمني مسجونين في جوانتاناموا – أنه حصل على وثائق من البنتاجون تشير إلى أن عدد من السجناء اليمنيين كانوا مرشحين للخروج من السجن في يونيو 2004م إلا أنهم لم يخرجوا . و قالت الحكومة اليمنية إن بعض المواطنين اليمنيين السجناء ما زالوا رهن الاستجواب بينما أطلق العديد من السجناء من كلٍ من أفغانستان والسعودية وبعض الأوروبيين من جوانتاناموا وعادوا إلى بلدانهم .. وبالرغم من ذلك يوجد (100) يمني في جوانتاناموا البعض منهم في سجون انفرادية وينامون على أسرة فولاذية محرومين من الكتب والصحف الإخبارية وهم في الطريق إلى الجنون البطيء . ويدعي مسئولون أمريكيون أن هناك (107) سجين يمني في جوانتاناموا بينما يستشهد نشطاء حقوق الإنسان أنه يوجد تقريباً (150) سجين يمني في جوانتاناموا . وهناك تقارير تزعم أن تعذيب المعتقلين اليمنيين في معسكرات الاعتقال الأمريكية أثارت عداوة كبيرة للأمريكيين في اليمن . لقد قام الرئيس صالح بجهود كبيرة في الإصلاحات والتي منها استعادت اليمن ثقة المانحين الدوليين الذين كانوا قد علقوا معوناتهم لليمن لمدة سنتين بسبب القضايا الأمنية ..وفيما يتعلق بالإصلاحات السياسية اعتبر إعادة انتخاب صالح لسبع سنوات قادمة إشارة إلى الاستقرار والأمن فبسبب هذه الجهود تدفقت المساعدات الأوروبية مرة أخرى وأعلنت إدارة بوش في فبراير أن اليمن مؤهلة للدخول في صندوق تحدي الألفية . واستلمت اليمن (94) مليون دولار من الصندوق و(59) مليون دولار لقطاع الأمن والجيش . وأخيراً نستطيع القول بأن زيارة الرئيس صالح لواشنطن ناجحة بكل المقاييس . *المصدر |