السبت, 27-أبريل-2024 الساعة: 06:10 م - آخر تحديث: 03:57 م (57: 12) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
أخبار

في السينما الألمانية منذ أسبوع

المؤتمر نت- نزار العبادي -
(صديقي الغريب) يسيء لليمنيين ويهين المسلمين

كما هو شأن كل من لعب على حبال أحداث الحادي عشر من سبتمبر ليجني فرص عمره الذهبية، انتهز المخرج الألماني (إلمار فشر) هوس الحملة الدولية على الإرهاب ليحوك من خيوطها مشاهد فيلمه (صديقي الغريب Fremder Freund) الذي بدأ عرضه في دور السينما الألمانية الأسبوع الماضي.
ومع أن الفيلم استوحى أفكاره من قصص ذاع صيتها في الصحف الألمانية عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر، عرفت بـ(سفاحين همبورج) التي تتناول حياة شاب يهودي عاش متداخلاً في أوساط المجتمع الألماني، وارتكب أفظع الجرائم الدموية في الوقت الذي كان يبدو للناس ودوداً، وغير مثير لريبة أحد.. لكن "إلمار فشر" أبى أن تبقى تلك القصص عالقة في أذهان الناس بشخوصها الحقيقيين، وآثر أن يستثمرها في فيلم مواكب لثقافة صراع الحضارات، ولكن ببطولة يمنية مسلمة.
الفيلم يرسم صورة بشعة للإنسان اليمني المسلم من خلال شخصية (يونس الرانة) الطالب اليمني الجامعي الذي وصل برلين لإكمال دراسته، فشاءت الصدفة أن تجمعه بزميل ألماني مهذب يدعى (كريس) وصديقته (جوليا) التي تعيش معه في نفس الشقة، ومن ثم الانتقال لمشاطرتها نفس الشقة في برلين.
ومن تلك اللحظة أخذ المخرج ببناء القيم الأخلاقية النبيلة للشعب الألماني، ومستوى كرمه وحسن معاملته للغرباء، ليجعل بالمقابل صورة الإنسان العربي (يونس الرانة) القادم من اليمن بقناع البراءة والخجل والوقار الإسلامي في الوقت الذي يضمر في قلبه شراً مستطيراً لحياة الغرب. إلا أن المخرج بعد أن بنى ملامح الفضيلة في (يونس) قاده إلى التعرف إلى الفتاة الألمانية الجميلة (نورا) ثم خطبتها، ليضعه في آخر الأمر وجهاً لوجه مع الحقيقة في موقف يشاهد فيه (نورا) تقبل رجلاً آخر فتثور ثائرته ويميط القناع عن شروره الكامنة وأحقاده الدفينة.
وهكذا يواصل المخرج صناعة فصول الرذيلة في ذات الإنسان العربي المسلم، خاصة عندما ينقل عدساته إلى باحات المساجد ومفردات العلاقة التي قامت بين (يونس) ورجل دين يحمل خلفية تاريخية في سجون باكستان تنحرف بعدها شخصية (البطل) اليمني رأساً على عقب في إطار ما عزز المخرج لذلك من أدوات فنية تجعل من المسجد موضع شبهة، ونذير شؤم على حياة الفرد.
ولما كانت بعض الأفكار من الصعب إيصالها للمشاهد، فقد عمد المخرج إلى بدء فيلمه بمشهد (كريس) وهو يطبع على الكمبيوتر بعض مذكراته، لينقل لنا من حين لآخر اللقطة ذاتها ولكن بخواطر مختلفة يقول (كريس) في بعضها: (ما دمنا لا نستطيع النظر إلى أعماق هؤلاء الناس الأغراب، ينبغي علينا أن نكون في جاهزية لأي شيء- خاصة من العرب).
وفي مشهد وقح للغاية كان (كريس) يقول: (أليس الناس الذين يبدأون فجأة بالوضوء لأداء فروضهم الدينية ويداومون على ترديد "الإسلام دين محب للسلام" يستحقون أن نشك فيهم ونرتابهم؟).. ولعل ذلك هو المشهد الأكثر إثارة للتقزز والاشمئزاز من الفكرة التي يبنيها المخرج، ففي كل مرة كان يفرط على نحو مرضي جداً بتصويراته للمناسك الدينية الإسلامية على أنها نذر شؤم تنم عن خطر عظيم.
(صديقي الغريب) فيلم ذو نزعة عدوانية تحمل في طياتها حقيقة الصراع النفسي للمخرج بين الواقعية التي تحكي مفردات هجمات الحادي عشر من سبتمبر وبين ذاته الثقافية العنصرية التي تسعى لإلصاق الرذيلة بكل ألوانها بالعرب المسلمين، وهي تبدو لنا توجهاً غريباً جداً في تاريخ الإنتاج السينمائي الألماني الذي لم يسبق له أن أدخل مثل هذه العناصر في نتاجاته الفنية للربع الأخير من القرن العشرين على أقل تقدير.
وعلى كل حال فإن الطالب اليمني (يونس الرانة) كان كبش فداء (فشر) الذي يلمع بذبحه على دكة الإرهاب صورة المجتمع الألماني الذي احتضن هذا المواطن اليمني ووثق به وقربه من حلقاته الاجتماعية الداخلية، وأشركه في الكثير من خصوصياته دون أن يعلم أنه من أمة لا تستحق الكرم، أو الثقة وكان ينبغي على الألمان رسم دوائر الشك حولها في كل آن ومكان.. وليس من دليل على ذلك أكثر مما أكده سلوك (الرانة) الذي ما لبث أن اختفى من ساحة الأحداث الألمانية فجأة ليظهر مجدداً ويداه ملوثتان بدماء آلاف القتلى من ضحايا الهجوم على نيويورك وواشنطن في الحادي عشر من سبتمبر 2001م.
من المؤكد أن (صديقي الغريب) لم يكن مجرد رسالة تحذير للشعب الألماني من العرب والمسلمين بل أنه دعوة جديدة للعودة إلى الثقافة (الديكارتية) التي تجعل من الشك أساساً للعمل المخلص وفقاً لنظرية (أنا أشك إذن أنا موجود).








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "أخبار"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024