الأحد, 28-أبريل-2024 الساعة: 01:24 ص - آخر تحديث: 01:09 ص (09: 10) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
أخبار

الجانب السوري رفض تضمينها في المسلسل

المؤتمر نت-خاص -
(المؤتمرنت)ينشر نص الرؤية التاريخية التي كتبها الأستاذ مطهر الإرياني لمسلسل(سيف بن ذي يزن)(الحلقة الثانية)
حصل(المؤتمرنت) على نسخة من الرؤية لتاريخية التي كان الأستاذ مطهر الإرياني قد كتبها بهدف إدراجها ضمن سيناريو مسلسل (سيف بن ذي يزن)الذي عرض على شاشة الفضائية اليمنية
وشاشة الفضائية السورية والمنتج من قبل شركة (لين) السورية بالاشتراك مع المؤسسة العامة اليمنية للإذاعة والتلفزيون ولاقى رفضاً قويا من قبل اليمنيين بسبب تشويهه لتاريخ بطل يمني هو سيف بن ذي يزن.
مطهر الإرياني انتقد المسلسل بشدة واوضح أن الجانب السوري تعمد الإساءة الى سيف بن ذي يزن وانه رفض اخذ مضمون ما كتبه في هذا الجانب.
(المؤتمرنت) يواصل نشر نص الرؤية التاريخية التي كتبها الأستاذ مطهر الإرياني في حلقات.
ينفض اللقاء، وينصرف الملك يرافقه المضيف (يزيد بن كبشة) ويدخلان من الباب الذي جاء منه (الملك) في بداية الاجتماع، وترافقهما الكامير وهما يسيران نحو البناء المخصص لـ (ذي سمهر) منذ البداية.
ونرى الأقيال ينصرفون أيضاً متجهين إلى المبنى الذي عقد فيه اجتماعهم الأول.
ونرى (مرة ذا سحر) و (حنيف ذو خليل) وهما يسطران الرسائل على الأرقاق لإرسالها إلى من لم يحضر من الأقيال بسبب تضييق الأحباش ونرى (مازن ذا ذمرى) و (مَرْثَد ذا سحر) وهما يجهزان الرسل للانطلاق بالرسائل إلى الأقيال.
وتركز الكاميرا على (معدي كرب بن السميفع) وابن قريبه (سيف بن ذي يزن) وقد امتطيا جوادين أصيلين ويرافقهما ثلاثة من فرسان (الأيزون)، نم نسمع (معدي كرب) يقول مخاطباً (سيفا):

معدي كرب: أرني فروسيتك يا (سيف)

وينطلق (معدي كرب) ويُفاجأ (سيف) قليلاً، ولكنه سرعان ما ينطلق. ويهتف:

أنا ابن ذي يزن.. أنا ابن أبي مُرَّة (حَيْ حَيَاوْ) (صوت لحن الجواد يهتف بصوت أعلى)

ولا تمضى برهة حتى يحاذى ذى جواده جواد عمه-كما يناديه- ويلتفت سيف قائلاً:

ها أنا محاذٍ لك يا عماه.

معدي كرب: مرحى.. مرحى.. –ثم بصوت جاد- ولكن ألم أطلب منك أن تتكتم أمر أبيك حتى آذن لك.

سيف: لم أتمالك نفسي يا عماه. لقد ذهب من الخيال بعيداً للحظة فتخيلت خصماً يتحداني.

وبعد انطلاقهما انطلق بعدهما الفرسان (الأيزون) الثلاثة، ونرى الجميع وقد وصلوا إلى نهاية السهل الذي أمام القلعة.
قطع وتجول الكاميرا على السهل الخبتية الممتدة وما يتخللها من إكام وجبال وما فيها من أشجار الطلح والسدر والأشجار الأخرى المتفرقة.
قطع زمني مناسب
ويمكن العودة الى (مصنعة كدور) لنعرف أن الرسل قد انطلقوا بالرسائل إلى الأقبال في مختلف أنحاء اليمن قبل أيام، وإن أكثر من وحضر وافد غادوالى مناطقهم للإعداد للحرب.
ونرى (مرة ذا سحر) وقد أملي على الكاتب الحميري نص المسند الذي يسجل ما تم الأتفاق عليه في لقاء الأقبال وذلك بإيجاز مركز كما هو شأن الساند، وخلاصة هي:
ـ كما يقرؤها علينا مرة

بقوة وعون الرحمن يعلن الأقبال الذين اجتمعوا في مصنعة كدور بأنهم يبايعون (ذاسمهر) ملكا لسبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنة وأعرابهم في جبال طود وتهامتها كما اتفقوا على الشروع في الإعداد للثورة ومحاربة الأكسوم والأحباش وقتلهم اينما ثقفوا وطرد فلولهم فلا يبقى منهم أحد على هذه الأرض. وقد كلفوا القيل( معدي كرب ذايزن) بمهمة لتحقيق هذه الغاية والتزم الحاضرون بمثل ذلك وقد بعثوا رسائلهم الى جميع الأقبال للألتزام بما التزموا به وتكون الثورة من المشرق في وقتها هي بداية شن الحرب على الأحباش في كل مكان بالرحمن .

يظهر أمام الكاميرا( ذوا النجيز يزيد بن كبشة)

يزيد: يا أخاذي سحر 00 الملك يريد أن يراك

ذوسحر: سمعا وطاعة.

تدخل الكاميرا مع (ذي سحر) و( يزيد) لنرى الملك متكئا في صدر المجلس وعلى يمينه ويساره مجلسان للمغريين وعلى أمتداد جداري القاعة مجالس حسب مراتب الناس، ولم يكن في القاعة احد حينما دخل(ذو سحر) و(يزيد).

ذو سحر: سلام الرحمن عليك أيها الملك.

الملك: بوركت يا إبن ذي سحر، وبوركت تحيتك تحية الحنيفيين.

يشير الملك إلى المجلس على يمينه ويقول لمرة:

إجلس أيها الشيخ الجليل ـ يجلس ـ

يشير الملك إلى المجلس على يساره ويقول ليزيد:

إجلس يا أخا كندة. يجلس ـ

ذو سحر: إسأل أيها الملك يجب. ونمحضك صادق الرأي.

يزيد: وبعد ذلك مر نطع.

الملك: تعلمان أن بقية السيف من كبار الأقبال منهم من اعتصموا بحصونهم وقلاعهم وقطع الأحباش دونهم السبل ومنهم من هم في قبضة الأحباش فهم في ضيق، فلم يحضر لقاءنا منهم إلا قليل. والأقبال المستجدون بعد مصارع آبائهم جاءنا منهم عدد أكبر والباقون هم مثل كبار الأقيال أما في مصانعهم منتظرون أو تحت يد الأحباش محصرون. فماذا ترجِّيان منهم بعد بلوغ رسائلنا إليهم؟ وما المدة التي تريان أن ننتظرها حتى تتجلى الحقائق التي نبنى عليها قرارنا الحاسم؟ وقد مرت أيام على انطلاق (معدى كرب) في مهمته، وانطلاق الرسائل إلى الاقيال.

يكون الليل هنا قد بدأ يرخي سدوله، فتدخل فتاتان سافرتان ومعهما فتى والجميع يحملون مناضد من المرمر عليها السرج ويضعونها أمامهم ثم ينصرفون، فيلتفت الملك إلى (ذى سحر) فيقول:

ذو سحر: أيها الملك الجليل. إن ما اتفقنا عليه وأبلغناه للأقيال، فيه خير على كل وجه من وجوهه، - بشرط ألا يَحُدَّ من الأحداث ما يُغَيِرِّ سير الأمور- وأتمنى إلا يلتحق بنا هنا في المشرق إلا من كانت ديارُه ومنازلُ قومه مصاقبةً للمشرق لينضم إلينا مع قومه، أما كبار أقيال النجد الأوسط وسراة اليمن الغربية وتهامة اليمن فأتمنى أن تأتينا منهم عهود المناصرة ساعة الجد على أن يبقوا حيث هم كي يستنفروا قومهم ويكونوا بينهم عند إعلان الثورة من هنا من المشرق، أما من هم في قبضة الأحباش فإن مَن وصلَنا منهم نجاة بنفسه من خطر يحس أنه محدق به ففي ذاك خير، ومن بقى منهم وهو ينفخ في نار الفتنة لإضرامها بين الأحباش فإن في بقائه خير أكبر. أما مدة انتظار النتائج فإن هذه الأيام الخمسة عشر المتبقية من هذا الشهر (ذي داوان) مدة كافية، وفي أثنائها ستظهر أيضاً مساعي لقبائل (معدى كرب اليزني) ومن معه في معسكرات الأحباش.

الملك: لك الخير أيها الحكيم السبئي، وليت للأحداث عقلٌ أو حكمةٌ فلا تخرج عن هذا المسار القويم. ماذا ترى أيها البطل المغوار الذي لا يختلف على شجاعته وجرأة فؤاده أثنان. ماذا ترى؟

يزيد: أيها الملك الجليل. إني على ما كان من حداثة سني، لذو عقل مفتوح لاكتاب الحكمة وبُعْد الرأي إلى جانب ما وصفتني به مما لا يختلف فيه اثنان وإن كان نظري إلى نفسي لا يرقى إلى ذلك. أيها الملك الحكيم. تقول الحكمة: إن الذكي هو مَن استفادَ من تجارب غيره، وأقل منه ذكاءً من لم يستفد إلاّ من تجارب نفسه، وأما الغبي فإنه مَن لم يستفد لا مِن هذا ولا من ذاك. وفي اجتماع اليوم علمني كلامك الحكيم وكلام هذا السبئي العليم وكلام أمثاله، أن أتروى قليلاً، وأن أعطى للأكلة التي على النار الوقت الكافي لانضاجها، فها أنا أكبح عُرام نفسي الشَّمُوس، وألجم جواد إرادتي الجموح. فرأيي هو ما أقررته أيها الملك الجليل من أي هذا السبني عميد (ذي خليل)، فالصبر يا إلهي الصبر فكفكف تحرق للقتال، وهدئ لهفتي للنزال.

الملك، يبتسم برضىً وتعجب لأنه يعلم أن يزيد لم يجشم نفسه على هذا التروي إلا على مشقة. ويقول:

لك الخير يا أخا كِنْدة. وإني لأعلم أن الصبر عبءٌ ثقيل عليك، وسأوكل إليك ما يعينك عليه، فانطلق غداً إلى (حضرموت) وعد إلى (شبوة) ثم إلى (بيحان وحريب) وتلك الأنحاء فحشد الناس في هذه المناطق المجاورة واتفق مع (كبارهم) و (أقيالهم) أن يكون اللقاء في (مأرب) عند سماعهم بصوت نفير الحرب من (مصنعة كدور). وبعد ذلك عد إلينا في (كدور) وستكون مدة الانتظار قد أوشكت على الإنصرام، وتكون أنت قد قطعت أوصال الصبر بالأسفار والاستنفار.

(يزيد) يهب واقفاً بحماس ويقول:

السمع والطاع أيها الملك، وإني لمنطلق الآن لولا أنـ . . .

(الملك) يقاطعه مبتسماً ويشير بيده مهدئاً، ويقول:

غداً. . غداً . . يا بني، وأعرف ما هو الذي ألجم جوادك الجموح حينما قلت: "لولا أنـ . ." لقد أردت أن تقول: "لولا أنكم ضيوفي.."
نعم: نحن ضيوفك وأنعم بك مُضيفاً، ولكن في أخيك (عبدالرحمن بن وائل) وفي والدتك (كبشة بنت عليان المرادية) وفي الآخرين من أهلك ومن المقيمين بالقلعة ما فيه الغَناء.

ويعود الملك إلى الابتسام وهو يستطرد مشيراً إلى (مُرَّة):

وما أنا وهذا الخليلُ (الخليلي) غير فردين من سكان القلعة وحاميتها وحراسها، يقوم بأودنا ما يقوم بأودهم من طعام وشراب..

في هذه اللحظة يلتفتون إلى الباب فيجدون (عبدالرحمن) ووالدته (كبشة) وابنتها (روعة) وبعض أهل (يزيد) وسكان القلعة وهم مبتسمون بسعادة، ويقول:

عبدالرحمن: سمعتكم وأنا قادم تذكرون الطعام، وما قدمت مع والدتي ووالدة (يزيد) واختنا (روعة) إلا لنقول لكم: تفضلوا أيها القوم الكرام فإن طعام العشاء حاضر.

قبل الإنصراف إلى الطعام يشير الملك بالتريث وينظر إلى (البرزة) وهم يبتسم، ويقول:

أعرف والدك (عُليَّان ذا الشجَّة المرادي)، وأعرف أنه كان له إبنة سماها (البرزَة) وزوجها إلى (وائل بن فهد الكندي) وهو أنت فأخبرينا كيف اكتسبت اسم (كبشة)؟ ولماذا اختار (يزيد) أن يدعى بك؟

(برزة) تتحدث بهدوء ضاحكة الوجه، فتقول:

ليباركنك الرحمن أيها الملك. يقولون أنني في بعض المواقف أبليت بلاء حسناً فهتف أحدهم مطرياً: "أنت اليوم كبش القوم"، وهتف ثانٍ متفكها غير عيَّاب: "ولكنها كبشةٌ وليست كبشاً" ومنذئذٍ صرت أدعى بهذا الاسم. أما (يزيد) فقد أراد أن ينتخي في أحد المواقف فقال: "خذها وأنا ابن كبشة" فناداه الناس بهذه الكنية، والانتخاء بالأمهات عادة عربية كما تعلم أيها الملك.

بعد قطع مناسب تعود الكاميرا ليرى المشاهد الصباح عند شروق الشمس على منظر سهلي واسع وفي أثنائه كوكبة من الفرسان تُشاهَد من بعيد وهي منطلقة عدوا يثير الغبار، ثم تدنو الكاميرا وقد أصبح عدد الخيل خببا ثم هروله وتدنوا الكاميرا أكثر حتى تتميز أشخاص خمسة من الفرسان ثم يعرف المشاهد أنهم (معدي كرب) و (سيف) والفرسان الثلاثة المرافقين لهم، ونفهم أنهم باتوا ليلتهم في (مأرب) وأنهم انطلقوا منها قبل شروق الشمس قاصدين (صرواح) نفهم ذلك من خلال كلامهم حيث يلتفت (معدي كرب) إلى الفرسان المرافقين قائلاً:

معدي كرب: كيف رأيتم كرم الضيافة عند (بني مقّار) في (مارب)؟

أحد الفرسان: إنهم لقوم كرام حقاً ايها القيل.. لم أر مثل كرمهم، وقد أبوا إلا أب يزودونا إلى (صرواح) يزاد يكفى للوصول إلى البحر بحر الحميريين الغربي.

فارس ثان مخاطب الأول بمرح تغلب عليه بروح الدعاية.

الفارس الثاني: وماذا تظن سادات (مارب)؟ هل تظنهم رعيان الإبل في بوادي الشِّيح والقيصوم؟

يضحكون قليلاً ثم يتكلم الفارس الثالث:

كنت أظن أيها القيل أننا سننزل عند أحد (بنى ذي سحر) أو (بني ذي خليل) الذين حضروا لقاء (مصنعة كدور).

معدي كرب: أسرع كبير (بني مقار) بالقسم ألاَّ ننزل إلا عنده، فأجاز له الآخرون ذلك. ولايزال في مأرب عدد من الأسر السبئية والحميرية العريقة التي عاصرت الحكم السبئي منذ بدايته، وإن كان العديد منهم قد هاجروا مع أقوامهم عند حدوث الكسرةِ الأخيرة في عرم السد، وكانت هذه الكسره في أيام الملك التبع (شرحبيل يعفر بن أسعد الكامل عام اثنين وسبعين وخمسمئة من سني حمير، أي قبل ثمانية وتسعين عاماً من تاريخ اليوم. وكل الأسر فوضت (بني ذي سحر وذي خليل) لينطقوا باسمهم وهم مع الجميع فيما اتفقوا عليه.

الفارس ذو الروح المرحة: أفصح الرحمن لسانكم أيها القيل. لقد حفظتم ما أملي عليكم في (مَسْوَد عبدان) بوادي (عماقين) عن ظهر قلب.

يضحكون جميعاً... وبعد صمت قصير يعلو صوت (سيف) الطفولى متسائلاً:

سيف: عماه... يا عم كم المسافة إلى (صرواح)؟ ومتى نصل؟

معدي كرب: المسافة يا بني بريدان بمقياس (يدع إيل السبئي). وسنصل (صرواح) بالخبب والهرولة والسير عند الظهيرة، ولن نرهق خيلنا بالعدو عنفا ويكفى أننا أعديناها من (مارب) إلى هنا.

ووصل (معدي كرب) ومن معه إلى (صرواح) فاستقبله الأقيال (بنو ذى حباب) أقيال صرواح وخولان الغالية أحسن استقبال.
ويسير (معدى كرب) ومن معه متجهين إلى صرواح بين مستقبليهم، وتظهر أمامهم صرواح بقصورها وبيوتها الشامخة ومعبدها الكبير الذي هو من أكبر المعابد السبئية.
يخاطب (معدي كرب) سيفاً قائلاً:

انظر.. انظر يا سيف فهذه هذه هي قصور (بنى ذي جدن) أصحاب (وادي حباب) وهم أقيال (صرواح وخولان) وذلك البناء المدور الضخم هو معبد صرواح وهو من أقدم ما بناه السبئيون من المعابد لإلاههم الأكبر (إلمقه) أما الآن فاغلب المتعبدين فيه لا يعبدون إلا (الرحمن) بعد عودة اليمنيين إلى الحنيفية ديانة التوحيد وملة أبيهم إبراهيم.

ويلاحظ (معدي كرب) أن مستقبلية وعلى رأسهم (وهب إيل ذو صرواح) يستمعون إليه باهتمام فيوجه الكلام إلى (وهب إيل) متسائلاً:

أما يزال لبني ذي جدن عددٌ في منازلهم الأولى بوادي حباب؟

وهب إيل: نعم أيها القيل، ولقد كان في هذا المعبد –يشير إلى معبد صرواح- كاهنٌ سبئي يقول: "إن دَعوةً صالحةً حظي بها بنو ذي جدن فوضع الرحمن فيهم بركته" ولهذا فلهم منازلُ في مأرب ومنازلُ و (صَرْحَةٌ) في صنعاء ومنازلُ في ظفار كما انتشرت منهم جموع منهم شرقاً إلى (حضرموت) و (وادي رخية) وأماكن أخرى.

معدي كرب: أعلم بعض ما ذكرت أيها القيل، وتعلمون أن بني ذي جدن في المشرق هم حلقاء لبني ذي يزن فهم يد واحدة خيرَهم وشرَهم وسلمَهم وحربَهم.

وهب إيل: نعم: نعلم ذلك أيها القيل الكريم

يصلون إلى وسط البيوت ويقول ذو صرواح وهب إيل:

أيها القيل: لقد علمنا بأنك قادم ولهذا فإن عدد من كبار القوم ينتظرونك في (مسود صرواح) فهل تأخذ قسطاً من الراحة؟ أما تقابلهم أو لا.

معدي كرب: لا بل أقابلهم أو لا إكراما لهم، وإبلاغا لرسالة أوكلت إلي.

يدخلون (المسود) وهو بناء مستطيل رفعت مداميك جدرانه إلى النصف ووضعت عليها أعمدت من الرخام ترفع السقف ولهذا فإنه مضاء جيدا.
الأعمدة منصة للجلوس: يدخل (معدي كرب) ومن معه، فيقف الجالسون على المنصة ويحييهم

معدي كرب : سلام الرحمن عليكم.

الحاضرون بصوت واحد:

وعليك منه سلامٌ ورحمة.

يفسحون له ولقيل صرواح ولسيف مكاناً في الصدر فيجلسون ويجلس الجميع، ويبدأ بالكلام ذو صرواح:

وهب إيل: أيها القوم الكرام، تعلمون عن القادم الكريم إليكم ما أعلم، ويكفي أن نعرف أنه القيلُ (معدي كرب ذو يزن) ابن الملك الذي قتله (إرياط) غدراً ونكثاً بالعهد، ونعلم أنه قادم إلينا من (مصنعة كدور) ليبلغنا ما أجمعت عليه كلمة الأقيال في لقائهم هناك. مرحباً بك يا (ابن ذي يزن) حللت أهلا ونزلت سهلاً، ونحن إليك مستمعون.

(معدي كرب) يصلح من هندامه ويسوي عمامته المقصبة ويقول:

أشكر لكم احتفاءكم بي، وأحمد إليكم الرحمن ومقام الملك (جُرَتْ ذي سمهر)، ولقد سمعتم بلقاء من حضر من الأقيال في (كدور)، وفي هذا اللقاء أجمعت الكلمة على أمور أهمها ثلاثة:
أولاً: مبايعة كبير الأقيال (جرت ذي سمهر) ملكاً لجمع الشمل وتوحيد الصف.
ثانياً: الاستعداد بالعدد والعدّة والعتاد للثورة على الأجياش ومحاربتهم وقتلهم وطرد فلولهم، على أن تتم الثورة في أوانها القريب، ويكون منشاءها من (مصنعة كدور) ويلتقي الجميع في (مارب) لبدء الحرب وشب أوراها في كل مكان.
ثالثاً: ايفاد الرسل إلى من لم يحضر من الأقبال لإبلاغهم بمثل هذا حتى يستعدوا ويعدوا رجالهم للأمر.

يسكت قليلاً جائلا بنظره عليهم. ثم يقول:

لا أطيل عليكم، فإنني أكاد أُحسّ ما في نفوسكم، ولكن حسن المشاورة يقتضي أن أسألكم. ماذا ترون؟

همهمة بين الحاضرين لا نسمع منها إلا قولهم:

راضون . . . موافقون . . . ملتزمون . . .

ثم ينظر الجميع إلى (وهب إيل ذي صرواح) فيقف قائلاً:

إنا بما رضي به الأقيال راضون، وعلى ماتفقوا عليه موافقون، ونعاهد الرحمن على الإلتزام به ما بقى منا رجل واحد.

يهم (معدي كرب) بالنهوض وهو يقول:

الشكر لكم وحمدا للرحمن على اجتماع الكلمة.

يتقدم منه (وهب إيل) حيث يصاحبه ويتبعها الحاضرون إلى القصر الكبير المجاور للمسود، ويصعد به حتى أعلى غرفة فيه وقد أعد له مجلس إلى جوار نافذة واسعة تطل على ما حول صرواح من الجبال، ومن بعيد تلوح (طِيال خولان) أي جبال خولان الشامخة ذات الأشكال المخروطية الحادة التي تبدو وكأنها رماح ضخمة حادة تطعن في أجواز الفضاء؟
وبعد أن يستقر به المجلس، يفتح وهب إيل) الباب وينادي:

يا (شَلْعَة) إحضري الشراب.

ويعود فيجلس بإزاء ضيفة وأمامهما منضدة رشيقة من الرخام ويكرر الترحيب:

أهلا . . أهلا . . مرحباً أيها الحبيب.

وتدخل (شلعة) بقوام مشرقي رشيق ووجه يجمع بين الجمال والصرامة. وترحب قائلة:

مرحباً بك في ديارنا أيها القيل الكريم.








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "أخبار"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024