صحف لندن:الغزو حوّل العراق إلى "كشكول مخيف" في الذكرى الخامسة لغزو العراق، فتحت صحف لندن ملف الغزو من بدايته، وركزت بعض افتتاحياتها على سبب تأييد أعداد كبيرة من الناس لهذه الحرب، وركز بعضها الآخر على حجم الكارثة التي حلت بهذا البلد، في حين نبهت إحداها إلى أن المهم الآن هو جبر كسر العراق. ففي افتتاحيتها، قالت صحيفة “الجارديان” إن الأيام أثبتت أن غزو العراق كان خطأ جسيما لا تزال أبعاده تتكشف يوما بعد يوم منذ بدايته، أسقط دكتاتور مقابل إثارة حرب أهلية بشعة، وحوّل الغزو بلدا لم تكن له علاقة -عند بدء الحرب- مع تنظيم القاعدة ولم تكن لديه أسلحة دمار شامل إلى ساحة للمقاتلين الإسلاميين. وأضافت أن ما قام به الاحتلال ليس سوى استبدال نظام سني بآخر شيعي، موقدا بذلك نار الفتنة بين السنة والشيعة في هلال من الصراع يمتد حتى الشواطئ الشرقية للبحر الأبيض المتوسط. وخلق الغزو لحلفاء أمريكا في المنطقة مثل تركيا و”إسرائيل” مشاكل أكثر مما سبب لأعدائها مثل سوريا وإيران، بل كرس كون إيران قوة إقليمية. ولا تزال بريطانيا لم تفتح تحقيقا في مسؤوليات الفاعلين المحليين الذين دفعوها إلى المشاركة في هذه الدراما. وسيتطلب خروج أمريكا من هذه الورطة دورتين رئاسيتين على الأقل، لكن أي تطرق للانسحاب يجب أن يأخذ في الاعتبار الأمرين التاليين: وضع العراق الحالي، ووجهته المستقبلية المحتملة. وتحت عنوان “المهم الآن هو جبر كسر العراق”، قالت “فايننشيال تايمز” في افتتاحيتها إن العراق المفعم أصلا بالجروح والاستبداد، تمزق إربا إربا تحت وطأة احتلال كان لزاما أن يقابل بتمرد عنيف وكذلك بسبب صراع طائفي وحشي من أجل السيادة. وقد قطع التطهير العرقي الطائفي نسيج الأمة العراقية ليس على أساس المحافظات وإنما على أساس شوارع الحي الواحد، فتحول العراق إلى كشكول مخيف تتحكم فيه ميليشيات متناحرة في حرب أهلية ذات أبعاد مختلفة. ومن المعتقد أن مئات الآلاف من العراقيين قد قتلوا، كما استنزف مستقبل العراق بعد أن اضطر أساتذته وأطباؤه ومهندسوه وعمال إدارته ورجال أعماله إلى الهجرة. ووصفت الصحيفة الوضع الحالي في العراق، فاستنتجت أنه لم يعد هناك بدائل جيدة فيما يتعلق بحل المعضلة العراقية، وأضافت أنه قد يتم تحييد العراق بوصفه بلدا كما وقع لأفغانستان بعيد الانسحاب السوفييتي منها، ويبقى “فريسة لأمراء الحرب والميليشيات ومرتعا للاستبداد الجهادي”. (وكالات) |