الأحد, 19-مايو-2024 الساعة: 04:00 م - آخر تحديث: 03:56 م (56: 12) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
صديقي بن مساعد بن حسين سجل تاريخه الوطني بأحرف من نور في اليمن العظيم
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
ضبابية المشهد.. إلى أين؟
إياد فاضل*
شوقي هائل.. الشخصية القيادية الملهمة
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
المؤتمر نت - محمد حسين العيدروس
محمد حسين العيدروس -
بالإنجاز لا بالتنظير كسبنا الثقة
الفرق الكبير بين التنظير والإنجاز لا يمكن اختزاله بمقارنة عابرة بين تخطيط ذهني وتجسيد عملي، حتى وإن كان ذلك هو المفهوم الشائع لدى كثير من الناس، فانهماك قوة سياسية معينة بإصدار البيانات، وتوجيه الدعوات، وإعلان المبادرات والمقترحات، والإدلاء بالتصريحات الإعلامية، إنما هو أمر يعبر عن حالة إدمان على "التنظير"، لا يوجد ما يفسرها غير عجز الإرادة عن الإتيان بالفعل، وتحقيق المنجز الذي تطمح إليه الجماهير، وتترقبه أن يأتيها من القوى السياسية المختلفة العاملة في المساحة الوطنية، المتحدثة باسمها.. فأصل الفرق هو في امتلاك الإرادة الوطنية على الإنجاز!

إن الخطأ الفادح الذي ترتكبه بعض القوى السياسية اليمنية المعارضة هو أنها تداوم لسنوات على "تنظير" المشاريع السياسية، ونفخ رؤوس الناس بالوعود والشعارات، والكتابات والخطابات والبيانات، معتقدة أن ذلك كافياً لكسب قناعة المواطن للتصويت لأحزابها في أي تجربة انتخابية تخوضها اليمن، غير أنها سرعان ما تصطدم بنتائجها المخيبة للآمال، لأنها تجاهلت عمق وعي عقلية المواطن اليمني الذي عندما يقف أمام صندوق الاقتراع يجري مقارنة سريعة بينها وبين غيرها من الأحزاب، ويبدأ بحساب ماذا قدم له كل حزب من هذه القوى المتنافسة، وماذا عاد عليه وعلى أسرته وحارته ومحافظته من وجود هذا الحزب أو ذاك!!

إن عدم الاكتراث لهذه الحقيقة تسبب في تكرار الانتكاسة مع كل تجربة ديمقراطية، وأكد عجز إرادتها الوطنية عن تقديم شيء أكثر من الشعارات والبيانات والمقالات الصحفية؛ في نفس الوقت الذي تنبه المؤتمر إلى قوة الرهان الجماهيري على إرادة الإنجاز الوطني، فاستنفر كل طاقاته وإمكانياته البشرية والمادية لتعزيز الثقة الجماهيرية بخياره عبر برامج تنموية كثيفة، ومشاريع خدمية لا حصر لها، وخطط استراتيجية استثمارية طويلة الأجل، إلى جانب حرصه على التوغل في الساحة الشعبية وملامسة الاحتياج العام عن كثب، ليكتسب بذلك النهج شرعية وطنية في تمثيل الجماهير مستمدة من حالة التعايش اليومي وليس من بيانات صادرة من داخل مقايل المقرات الحزبية!!

ففي الانتخابية الرئاسية الماضية، وعندما قدم الأخ رئيس الجمهورية نفسه لأبناء شعبه بصفة "مواطن" يرشح نفسه لرئاسة اليمن، لم يحدثهم عن أعداد البيانات التي أصدرها، أو الخطابات التي ألقاها، بل حدثهم عن منجزات ماثلة لعيان القاصي والداني، فلم يجد حرجاً في الحديث عن الوحدة وهو صانعها، أو الديمقراطية والحريات وهو من أقر خياراتها، أو التنمية وهو قائد مسيرتها، فمن المحال لأحد أن ينكر انتهاء عهد التشطير، أولا يقر بوجود تعددية حزبية وحريات صحفية أغرقت نواصي الأكشاك بالصحف، وزاحمت شبكات الإنترنت بالمواقع المختلفة التوجهات..
ولا أحد يجرؤ على نكران التنمية وهو يقود سيارته على شبكة طرقات بلغت أقصى مناطق اليمن النائية وكسرت عزلتها، فيما المدارس والجامعات والمستشفيات ودور الرعاية الاجتماعية، وخدمات اتصالات وكهرباء وماء ونظافة لم تترك قرية إلا دخلتها، ومشاريع بتولية وصناعية وتجارية تنتشر في كل أرجاء الوطن، وتقف كلها شاهداً على عظمة الإنجاز..

ولأن البعض لا يجد إنجازاً وحداً يحدث الجماهير عنه، صار كل همه مهاجمة إنجاز الآخر، ومحاولة الانتقاص من قيمته وتشويهه، وفي أغلب الأحيان نكرانه تماماً، بل بلغ الأمر أن تمتد أحقاده إلى كل قيمة تعتز بها السلطة والحزب الحاكم، فظهر هناك من يسيء لثورتي سبتمبر وأكتوبر الخالدتين، ويتنكر لتضحيات رجالها ودماء الشهداء، وينهمك في التنظير للشبهات، لأنه يعتقد أن ذلك هو السبيل لتبرير عجز إرادته الوطنية في الإتيان بمنجزات ملموسة.

ومن هنا نجد أنه من خلال زيارة رئيس الجمهورية لمحافظة حضرموت انفتحت أسارير أبناء حضرموت للحديث عن هموم المحافظة، واحتياجاتها التنموية، لأنهم واثقون أنهم يتحدثون لرجل يمتلك إرادة وطنية قوية للعطاء، وما قدم إليهم ليقرأ على مسامعهم خطاب سياسي، وإنما ليعمل ويحقق مزيداً من الإنجاز، فكانت ثمرة اللقاء مشاريع لتوسيع الطاقة الكهربائية للوادي والساحل، وبناء جامعة بوادي حضرموت ومستشفى مركزي وأمور أخرى بينها توجيهاته لحل إشكاليات أراضي المشاريع الاستثمارية..

إن من يراهن على كسب ثقة شعبه لا بد أن يضع نصب عينيه أن المواطن لا ينتظر من أحد خطباً وبيانات سياسية، وإنما يترقب لكل يدٍ أمينة وشريفة تأخذ بيده إلى حياة أفضل ومستقبل زاهر!!








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024