الأحد, 19-مايو-2024 الساعة: 04:39 م - آخر تحديث: 04:31 م (31: 01) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
صديقي بن مساعد بن حسين سجل تاريخه الوطني بأحرف من نور في اليمن العظيم
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
ضبابية المشهد.. إلى أين؟
إياد فاضل*
شوقي هائل.. الشخصية القيادية الملهمة
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
المؤتمر نت -
د. سعاد سالم السبع -
السفر بمرافقة الصمت والدخان
في طريقنا من صنعاء إلى مكة لأداء العمرة، 24ساعة ونحن قابعون في حافلة مكيفة، محكمة الإغلاق لا نشم فيها سوى رائحة السجائر التي عكرت المكان بروائح أثارت حساسية الصدور واحمرار العيون لدى غير المدخنين في الحافلة ومنهم المرضى، صمت مريب في هذه الحافلة، لا يقطعه إلا سعال المرضى من أثر التدخين وشخير كبار السن، أما النساء فمعظمهن مستغرقات في النوم ، ربما وجدن في هذا الوقت الثقيل شيئا مريحا بالنسبة لهن وهو الاسترخاء بعد عناء العمل في منازلهن، خاصة ومعظمهن آتيات من الأرياف وأجسادهن توحي بمدى الإرهاق الذي يكابدنه في الحياة من أجل خدمة أسرهن …

وحدهم الأطفال هم السعداء لأنهم لم يرافقوا أسرهم على هذه الرحلة، إلا طفل واحد كانت عيناه مليئة بالدموع ووجهه عابسا طوال الطريق، يتململ في كرسيه غارقا في كآبته، يرفع عينيه بين الحين والآخر بنوع من التبرم وعدم الرضى إلى وجه أبيه وكأنه يقول له : أما آن لهذه الحافلة أن تصل إلى حيث تريد يا أبي؟ ما الذي جعلك تحشرني في رحلة ليس لي فيها هدف سوى مرافقتك؟ ومعه حق، فالطريق طويل ولا شيء في الرحلة يسلي الركاب، حتى جهاز الفيديو المعلق بسقف الحافلة لم يشغل، كنا نظن أن سائق الحافلة من أعداء التكنولوجيا، أو ممن يحرمون مشاهدة التلفاز، خاصة وقد لوحظ أنه لم ينبس ببنت شفه طوال الرحلة، حتى حين اعترضه صوت سائق سيارة جيش يصرخ في وجهه كونه مسرعا أثناء المطر وقف أمامه مشدوها ، حينها اكتشفنا أن السائق باكستانيا ولا يجيد العربية، ولم يرافقه معاون كما هو معهود في الرحلات الطويلة ..

يا الله …حتى قيادة الحافلات تتطلب خبرات أجنبية في اليمن مع أن السائقين اليمنيين مبدعون، وأكثر خبرة بمخاطر الطرق اليمنية التي تتحدى السائقين بحشر حافلتين في طريق ذي اتجاهين لا يستوعب سوى حافلة والخروج منه بسلامة الله، ويملكون مهارات قيادة كافة أنواع السيارات وبصورة تمكنهم من دخول المسابقات العالمية، خاصة على قمم الجبال وفي المنحنيات، فمن منا يجزم أن أي سائق أجنبي يقود السيارة ببرود أعصاب في مناخة مثلا أو في سمارة مثلما يفعل اليمني ؟ لا أعرف الحكمة من توظيف الأجانب لقيادة الحافلات على الخطوط الطويلة في اليمن، وحتى وإن كان المستثمرون غير يمنيين ، فهل أجر الأجانب أقل من اليمنيين ؟ لا أظن ذلك ..لأن اليمن أثبتت في كل الأحوال أن الأجنبي أغلى سعرا من اليمني في مختلف الوظائف العامة والخاصة، هل لأن الأجانب لا يتناولون القات ؟ ربما ...لكن الذي لا حظناه أن سائق الحافلة قد شرب أكثر من عشر علب من مشروب الطاقة في الطريق ودخن أكثر من علبتي سجائر .. (وكله مكيفات) هل لأنهم أجمل هنداما من السائقين اليمنيين ؟ ربما هذا أيضا سبب ، لكني أجزم انه لو اشترطت أي شركة استثمارية حسن الهندام للتوظيف فلن يتأخر اليمني في تلميع كل شيء يرتديه من رأسه حتى قدميه بما في ذلك جلده الشاحب بفعل القات والتدخين ولو وصل الأمر به أن يذهب لألمع صالونات التجميل، و يستعير بدلات أقربائه المشهورين بالأناقة وحتى نعالهم ... حتى يتمكن من كسب الوظيفة.. السر في استقدام سائقين أجانب لليمن عند المستثمرين الذين يوظفونهم ، وأظن أنهم لن يستقدموهم إلا إذا كانوا مستفيدين، فقط نتمنى أن نعرف وجه الفائدة حتى يتدرب اليمنيون على تحقيقها للمستثمرين وينالوا رضاهم..

أعود للرحلة..لكم أن تتصوروا جو الرحلة ، أكثر من عشرين شخصا يجلسون معا في مكان صغير 24 ساعة لا يتكلمون، ولا يتلقون أية معلومات سوى ما تختلسه عيونهم من مناظر على جانبي الطريق، لا أعرف لماذا لا تستغل الجهات المسئولة وقت المسافرين على الطرق الطويلة في توعيتهم؟ ، ومتى ستتمكن الجهات المختصة من معرفة قيمة الوقت في حياة الإنسان ؟ في نظريات التعلم شيء أسمه التعلم وفق الحاجات، وهو تعلم فعال يحقق غرضين؛ فهو يشبع لدى الفرد حاجاته للمعرفة وفي الوقت نفسه يمكن من خلاله تحقيق هدف التوعية والتثقيف الجماهيري...

حينما يسافر الإنسان من بلد إلى بلد آخر وخاصة الخطوط البرية الطويلة فإنه يحلم بالمتعة وبقضاء هدف رئيسي للسفر وأهداف أخرى؛ منها معرفة معالم الطرق التي يجتازها ومعرفة أهم عادات وتقاليد و معالم البلد القادم إليها وغيرذلك ..

و الحاج والمعتمر تكون لديه حاجة جد قوية لمعرفة مناسك الحج والعمرة وأهم المعالم الدينية التي يحبذها ويستطيع زيارتها والتعرف عليها في رحلته ... فأين ذلك في خطط المستثمرين؟

السفر البري يمكن أن يكون متعة في كثير من البلدان ولكن في بلادنا السفر البري قطعة من جهنم في وجود الصمت والتدخين وعدم الالتزام بنظم السير،فضلا عن أنه لا توجد أية نية لاستغلال الأجهزة التي صنعها الأجنبي في وسائل النقل البري كالتلفاز والراديو وجهاز التسجيل فهي إما صامتة أو تبث أفلاما لا علاقة لها بالرحلة.... ماذا لو منعوا التدخين في الحافلات المكيفة ؟وتم التنسيق مع وزارتي الثقافة والإعلام وسفارات الدول التي يسيرون رحلاتهم إليها لتزويدهم بأفلام وثقافية عن كل ما يتعلق بالرحلات سواء أكانت رحلات سياحية أو دينية أو غير ذلك... ألا يكون ذلك وسيلة من وسائل جذب الركاب لرحلاتهم؟!!

[email protected]








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024