العدوان الهمجي علي لبنان الحروب السابقة التي عصفت بدول الشرق الأوسط منذ نهاية الحرب العالمية الثانية جراء الصراع العربي الإسرائيلي بسبب زرع وقيام دولة إسرائيل في قلب الوطن العربي في مايو 1948م، هذه الحرب أخذت من هذه الدول عصارة إمكانياتها وقدراتها، ورجالها، وبحكم أن دول الهلال الخصيب ومصر من الدول المواجهة لدولة إسرائيل فإن هذه الدول لا زالت تعاني من مآسٍ ومخلفات الحروب الماضية التي دارت مع هذا العدو، وقد تعافت كل من مصر والأردن لتوقيعهما اتفاقيات سلام مع إسرائيل بينما لبنان وسوريا رفضت ذلك وأراضيها لا زالت تحت الاحتلال الإسرائيلي الغاشم. وترفض دولة العدو الانسحاب من أراضي الدولتين رغم صدور قرارات مجلس الأمن ( 242 -338 – 425) أما فلسطين أولى القبلتين وثالث الحرمين وأرض الديانات فلم يمر يوم واحد منذ احتلالها دون أن تقدم الشهداء تلو الشهداء. ومن أجل تحرير الأسرى اللبنانيين القابعين في سجون العدو، أقدمت المقاومة الإسلامية اللبنانية الباسلة على أسر جنديين وقتل (8) من جنود العدو داخل الأراضي اللبنانية المحتلة، فإذا بإسرائيل وجيشها الذي لا يقهر وجدت فريستها المنشودة فجهزت عدتها واستدعت الاحتياطي، إضافة إلى جيشها النظامي الذي لا يقهر فنفذت خطتها المعدة سلفاً ليس لتدمير وإنهاء حزب الله، ولكن لتدمير لبنان الجميل، أو كما أوضح المسئولون الصهاينة تنفيذ القرار (1559) فقامت بقصف المدن اللبنانية براً وبحراً وجواً مستخدمة أطنان القنابل المدمرة والحارقة العنقودية والذكية، وقتلت وشردت المئات والآلاف، وحولت البنية التحتية اللبنانية إلى ركام مستغلة البيئة السياسية الوطنية والقومية للأقطار العربية التي أصبح من سماتها التباعد والاختلاف والتحول الخطير في سياسات شعوب وأنظمة الدول العربية التي تحتل موقعاً جرافياً متميزاً، وتملك من القواسم المشتركة والإمكانيات ما لا تملكه بقية دول العالم، غير أن التحديات وهي من مخلفات الاستعمار هي الأكثر هيمنة وسيطرة على عقول قادة ومفكري هذه الأمة جراء النظام العالمي الجديد القائم -كما يشاع -على احترام حقوق الإنسان وحرية الفكر والتعددية السياسية هذه هي أولويات النظام العالمي الجديد القائم على العولمة السياسية والثقافية والاقتصادية، والذي يرتكز على تغليب النعرات الشعوبية والمناطقية والقطرية في الوطن العربي على المصلحة القومية لهذه الأمة المجسدة بتاريخ وعقيدة ومصير أبناء العروبة والإسلام حيث توحدنا اللغة المشتركة وفلسطين الجريحة، ومما يؤسف له بأن الحرب الظالمة التي تشنها إسرائيل على لبنان وفلسطين قد أثبتت هذه المرة أن الشعارات القومية أصبحت جزاًمن القرن الماضي والدليل على ذلك أن الحرب في أسبوعها الرابع وإسرائيل تواصل عدوانها السافر والغاشم والدول العربية لا تحرك ساكناً، بل أن صوتها أصبح غير مسموع وغير مقبول. كما أن الخلافات بين الدول العربية مع بعضها البعض شجعت إسرائيل ومن يقف معها في تحويل بلد الأرز والوحدة الوطنية ألى معمل تجارب الأسلحة المحرمة التي يستخدمها جيش نظامي يملك من السلاح ما لا تملكه الدول الكبرى، تواجه بها مجموعة من رجال حزب الله لا يملكون غير العقيدة والإرادة من أجل تحرير مزارع شبعا والأراضي العربية المحتلة في فلسطين والتي طال نباح شعراء الأمة العربية على امتداد ستين عاماً لتحرير فلسطين، وبكل أسف ها هو مجلس الأمن يفشل في إصدار قرار يعمل على وقف إطلاق النار كما فشل مؤتمر روما وكما فشلت مبادرة الرئيس علي عبدالله صالح التي كانت في مقدمة المبادرات الدبلوماسية والتي لو حظيت بموافقة الدول العربية ما أستمرت هذه الحرب وما نتج عنها والتداعيات التي ستلي هذه الحرب على امتداد السنوات القادمة، وما بلغت الحركة الدبلوماسية ذروتها شرقاً وغرباً وأخذت عدة محاور عربية وإسلامية وأوروبية ودولية – البعض من هذه الدول تسجل فقط موقف المتعاطف من خلال البيانات في التصدي للعدو الإسرائيلي في ظل التباين الدولي والدعم الأمريكي الذي جعل إسرائيل ترفض دعوات المجتمع الدولي لإيقاف الحرب.. وفي كل الأحوال فإن إسرائيل مستمرة في شن غاراتها الجوية وتعمل على تقطيع أوصال الجسور اللبنانية وتظل إسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي ترفض القرارات الدولية – وأكاد أجزم أن هذه هي المرة الأولى في تاريخ الحروب والتي يصبح فيها وقف النار مستعصياً، وليس هناك من هم لإسرائيل غير مزيد من ارتكاب المجازر البشعة وقتل المدنيين وهدم العمارات والمباني على ساكنيها، كما عملت في قانا يوم قتلت (54) مدنياً معظمهم من الأطفال، وهذا ليس بجديد فقد سبقها مجزرة قانا التي ارتكبتها عام 1996م وما أشبه الليلة بالبارحة فبعد غارة قانا الأسبوع الماضي شنت غارتها يوم أمس وقتلت (33) مدنياً متحدية المجتمع الدولي بأكمله. ومرة أخرى نؤكد في حالة عدم وقف إطلاق النار إلى أهمية دعوة الجمعية العامة للأمم المتحدة لتتحمل مسئوليتها الأدبية والقانونية والإنسانية بحيث توصي مجلس الأمن باتخاذ قرار وقف إطلاق النار الفوري وتطبيق البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة وصولاً إلى وضع إطار سياسي يضمن حقوق الطرفين الإسرائيلي والعربي وٌفي مقدمتها تبادل الأسرى وانسحاب إسرائيل من كافة الأراضي العربية المحتلة بما يتفق وقرارات الشرعية الدولية وما تضمنته المبادرة العربية الصادرة عن قمة بيروت عام 2002م. وكلمة أخيرة أقولها إنه لن ينفع الندم يا عرب في حالة هزيمة المقاومة اللبنانية- لا سمح الله- لأن إسرائيل لن ترحم أي دولة عربية حتى وأن وقعت معها اتفاقيات سلام لأن هدفها هو تكوين دولة تمتد من النيل إلى الفرات وتحية لشهداء المقاومة في فلسطين ولبنان وتحية للوحدة الوطنية اللبنانية. وتحية إلى فنزويلا ورئيسها " هوجو شافيز" التي سحبت سفيرها من تل أبيب احتجاجاً على العدوان على لبنان، وتحية إلى فرنسا ورئيسها التي تفاوض لوقف إطلاق النار.. وتحية لكل الشرفاء في العالم المتضامنين مع الشعب اللبناني والفلسطيني. وتحية حارة للرئيس علي عبدالله صالح الذي كان صاحب المبادرة لعقد قمة عربية طارئة التي لم تعقد.. وتحية ثانية للرئيس علي عبدالله صالح الذي وجه بتحويل التبرعات الخاصة بحملته الانتخابية لصالح لبنان وفلسطين. والنصر قادم بإذن الله تعالى. |