إذا أردنا أن نعرف مجلس الأمن، يجب أن نعرف ما في لبنان معركة الكيان الصهيوني باتت من وجهة النظر العسكرية الأمريكية، تصب في صالح القضاء على هذا الكيان بدلا من تجذير بقاءه، فالإدارة المحافظة في كل من أمريكا و بريطانيا تخشى على نفوذها في المنطقة العربية و على جهود بناء الشرق الأوسط الكبير الذي يريدون، ذلك أن جميع المهل المعطاة للكيان الصهيوني لتسوية لبنان بالأرض، آتت عكسها لتسوي سمعة و قدرات العصابات الصهيونية؛ المسلحة أمريكيا؛ بالأرض بدلا من لبنان. المهل المعطاة للكيان الصهيوني، تحولت لتصب في صالح المقاومة اللبنانية، التي كلما طال أمد صمودها، كلما تبدد وهم أسطورة التفوق العسكري الصهيوني، و زادت خسائره، و تعرى معه وهم الحياد الانجلوسكسوني في حكومات الدول التي يديرها المحافظون الجدد، ليزداد معها شرخ علاقات الدول الانجلوسكسونية مع الأمم المتحدة و المجموعة الأوروبية، بالإضافة إلى أن الصمود الباسل للمقاومة قد انعكس سلبا على مسرح الدمى العربية الحليفة، من خلال المظاهرات و المسيرات المنددة بصمت الحملان. فالصواريخ التي لم تنقطع عن سماء شمال فلسطين المحتلة، ألغت مفهوم الغطاء الجوي المتفوق عسكريا للعصابات الصهيونية على الأرض، تلا هذا التحييد و الإلغاء، إلغاء التفوق البحري من خلال تدمير بارجتين من طراز ساعير الصهيونيتين اللتين كانتا تعدان فخرا للبحرية الصهيونية، و إجهاض محاولات الإنزال التي يتدارك من خلالها الكيان الصهيوني فشله على ارض الجنوب بعد تدمير أفضل آلياته البرية من طراز الميركافا في كمائن المقاومة، و مقابل كل مقاوم يستشهد، هنالك على الأقل ثلاثة من العصابات الصهيونية في لواء جولاني. الفشل الاستخباراتي الصهيوني نراه من تتبع إعلام المقاومة، فالمناطق التي تستهدفها صواريخ المقاومة في شمال فلسطين المحتلة، يتم الإعلان عنها بتسميتها العبرية، فعلى سبيل المثال ضربة بيت شان التي أعلنتها المقاومة، لا تخفى على العرب بأنها بيسان، و لكن المقاومة سمتها بالتسمية العبرية بيت شان، و هنالك العديد من التسميات التي استخدم فيها الاسم العبري من مثل ماتولا التي هي المطلة! و هاجليل التي هي الجليل! فلماذا لم يستخدم إعلام المقاومة الأسماء العربية لهذه المناطق؟ من خلال المتابعة البسيطة لإعلام المقاومة، نؤكد أن استخدام هذه الأسماء لم يأت اعتباطا، بل هي رسالة مزدوجة لعصابات الكيان الصهيوني و قطعان مستوطنيه، لتعريفهم بأن الخطر بات وشيكا من خلال تسمية المناطق بذات الأسماء المحرفة التي الفتها عوضا عن تسمية السكان الأصليين، و تحت السطور تكمن الرسالة الثانية الموجهة لعصابات الصهاينة، فباستخدام الأسماء المحرفة تهزأ المقاومة باستخبارات الصهاينة التي تم شلها من قبل المقاومة لا العكس، وهذا دليل جديد على وجود الفشل الاستخباراتي عند الكيان الصهيوني، الذي زاد من فجواته إلقاء القبض علي العملاء، و لم تفلح الانزالات الصهيونية فيما خلا الوقوع في كمائن المقاومة! ولم تستطع الضربات الجوية الصهيونية إلا أن تنال من حافلات متوقفة على الشوارع اللبنانية، و بيوت فارغة، و دراجات نارية معطلة! واضعين نصب أعيننا ظاهرة الحقد و الثأر المتأصلة في نفوس العصابات الصهيونية ضد المواطنين العزل. كذلك نجد أن المحاولات التي تجريها العصابات الصهيونية لاغتيال قادة المقاومة، لن تخرج من دائرة الفشل حتى لو لا قدر الله قيض لها أن تغتال أيا من القادة، فالمقاومة و رموزها كسبوا الحرب منذ نهاية يومها السابع ليصبحوا ثوارا امميين في مصاف تشي غيفارا، و هوغو تشافيز و نلسون مانديلا و غيرهم، و الأخطر على الكيان الصهيوني من وجود الرموز الحالية، هو في البديل المتوقع الذي هو على غير ما يتمنى الكيان الصهيوني إطلاقا. لتلافي تراكمات الفشل الميداني الصهيوني على التراب اللبناني، نجد أن إدارات المحافظين الجدد الانجلوسكسون قد أعطوا الإشارة لتنشيط الجهود الدبلوماسية في مجلس الأمن سعيا لاستصدار قرار يدعو لوقف إطلاق "نار"؛ ينجز ما لم تستطع الآلة الحربية عن الخروج به، يكون مؤداه قرارا يشعل الحرب الأهلية في لبنان |