احذروا !! لن تكون النتيجة داوية وهدار كلنا يمنيون؛ وسنظل - بمذاهبنا المختلفة وأهوائنا المتقلبة وعقوقنا المستمر للوطن، وعنجهيتنا المستفزة – سنظل ننشط في اليمن وتظلنا سماء اليمن، ولن تقبلنا إلا اليمن ، ولن نشعر بكرامتنا إلا في اليمن ، ولن تحمينا إلا اليمن، وسنبقى في اليمن لأنه لن تحتملنا غير اليمن، والحقيقة التي نتجاهلها أو نجهلها أنه لن يكون أي واحد منا في منأى عن النار إذا استمرت الفتنة، واشتعلت الحرب بين اليمنيين- لا قدر الله-.. الطبول والأبواق التي تحن بالدولارات والريالات والدراهم، والتعبئة الحاقدة التي تتم وراء الأبواب الموصدة لن تحمي أصحابها إذا اشتعلت النار- لا سمح الله- فلن تكون النار مقصورة على فئة دون أخرى، ولن تدمر الحرب مشروعا وتترك آخر، سيعم الدمار كل ما له علاقة باليمن حتى بيوت الله ودور الأيتام لن تسلم..لن يجد اليمنيون مكانا يفرون إليه من نار الفتنة إذا اشتعلت نار الحرب بين اليمنيين –لا سمح الله- .. اليمن لا تحتمل مزيدا من الحروب، وإذا نال أصحاب الفتن هدفهم الغبي واستطاعوا إدخال اليمن في مرحلة دموية فلن يبقوا على وجه الأرض، ولن يبقى لهم أثر، هم وذرياتهم حتى من لم يزل في بطن أمه، وهم من يحفرون قبورهم بأيديهم ويعمقونها، حينما يجرون اليمن إلى الهاوية.. اليمن واسعة، رحبة ، معطاءة، تستوعب كل المجانين، والمتهورين، والمتحذلقين والمتزلفين ؛ جميعهم يعيشون أحرارا متمتعين بالأمن والاستقرار في حضن اليمن، والديموقراطية – ما شاء الله- (وفَّتْ وكفَّتْ) ومكنت من لم يكن لهم شأن -لا قبل الوحدة ولا بعدها- من أن يدَّعوا أنهم من أصحاب المشاريع الوطنية الكبرى، إشاعة أعلنوها على سبيل التجربة، مطبقين قول المثل الشعبي (إن صابت مرة وحمار، وان خابت داوية وهدار)..لكن الحقيقة لن تكون كما يظنون،بل (إن صابت دمار للوطن بكامله، وان خابت دمار لهم ولمكتسباتهم الكبيرة والصغيرة حتى غرف نومهم لن تسلم) نعرف أن كثيرا منهم استفاد من هذه الإشاعة، وكسب بدل (المرة والحمار) عمارات وشركات وأرصدة في البنوك، لكن بعضهم يتناسى ماضيه وما قدمه للوطن، ويعرف في قرارة نفسه أنه لا يستحق ما وصل إليه بفضل الثورة والوحدة، لأنه لا يمثل إلا صفرا مفردا في سجل التضحيات والنضال الوطني، ومع ذلك لم يحمد الله على ما هو فيه ، بل صدق نفسه بأنه منقذ اليمن من كل أزماتها،وبدأ يعلن نبوءته على مرأى ومسمع من الناس، وطلع له صوت في ظل الاستقرار، وسكوت الدولة عنه، وصار يعمل ليلا ونهارا ليصل إلى ما وصل إليه الحمار والثور في قصة المثل الشعبي( كل يا حمار واحمد الله .قال لابد من صوت يسمع به خلق الله) .. وربما لو أعمل مثيرو الفتن عقولهم قليلا ، ووقفوا مع أنفسهم للحظات لوجدوا أن ما يقومون به من تحريض للعامة ، ودق لطبول الحرب لن تمكنهم من الوصول إلى ما يزينه لهم أسيادهم وممولوهم أيا كان نوعهم واتجاههم وجنسهم، بل إن غباءهم سيفقدهم كل المكاسب التي حصلوا عليها بفضل الثورة والوحدة والديمقراطية، ولن تكون حياتهم في مأمن من نقمة الشعب إذا نطق السلاح- لا سمح الله- بإمكان مثيري الفتن والحروب أن يظلوا مستفيدين من الوطن ويحصلوا على مليون (مرة وحمار) إذا قصروا حقدهم على أنفسهم، ولم يعلنوه، ولم يستغلوا عامة الناس بأوهامهم التي لن تتحقق حتى لو لم يبق على وجه اليمن أي أثر للحياة.. لو أنهم (يقصرون الشر) لكان أفضل لهم أولا وليس لغيرهم ، لأن أمورهم محسوبة ، ونتائجها محسومة من قبل أن تشتعل النار، حتى لو صابت أو خابت؛ فالنتيجة واحدة ومعروفة، والراشدون والراشدات يشمونها من الآن، ويضعون أيديهم على قلوبهم، ويتمنون لو أن الأرض تنشق وتبتلع كل من يدقون طبول الحرب ويثيرون الفتن، قبل أن تشتعل النار لأن الأشجار المثمرة لا تنمو في المستنقعات، والمواطنون محتاجون لبيئة نظيفة يشعرون فيها بالهدوء حتى يهتموا ببناء مستقبل الأجيال القادمة. [email protected] *كلية التربية - جامعة صنعاء |