قيادات لها قوة التأثير كثيرون الذين أبدوا حرصاً على المصالح العليا للوطن وقليلون جداً الذين لا يدركون المصالح العليا للبلاد بمقدر ما يعرفون أشياءهم اليومية ولا يقدرون أهمية الأمن والاستقرار والتنمية الشاملة ، ذلك ما لمسته من الجهود الإعلامية سواء كانت التنظيمية أو الرسمية ، وهو جهد في حقيقة الأمر بالغ الأهمية لأن الرسالة الإعلامية التي تعتمد على الواقع وتنطلق منه هي التي تحقق الهدف وتعزز الوحدة الوطنية وتخلق رأياً عاماً مستنيراً ومسانداً للقضايا الوطنية وحامياً للثوابت. ولئن كانت وسائل الإعلام والقائمون عليها هبوا بحمية منقطعة النظير للدفاع عن الوحدة الوطنية وكشف المخططات العدوانية على الهوية اليمنية فلأن ذلك واجب وطني وديني ، ولأن ما حدث قد مس اليمنيين في كرامتهم وعزتهم وشرفهم (الوحدة) ، وأنا هنا أؤكد أن الأغلبية الصامتة من أبناء الشعب ينبغي أن تخرج عن صمتها في كل شبر من وطن الثاني والعشرين من مايو1990م وفي المهجر وكل مكان في الكون ، كما أن الغالبية الصامتة في المواقع القيادية التي ما زالت لم تفصح أو تنطق ببنت شفه بشأن ما يدور في الساحة الوطنية ، هذه القيادات يقع عليها اللوم الشديد لأننا في موقف لا ينبغي فيه السكوت وهي مطالبة أكثر من غيرها لأنها في مواقع قيادية وفي مواقع المسئولية ، لأن الشارع بات على درجة عالية من الوعي والإدراك ويقيم الجميع ويحمل المسئولية كل من يتخاذل أو يرتجف من قول الحقيقة أو يتخلى عن الدفاع عن وحدة الوطن. إن الحضور الذي لمسته في الدورة الثالثة للجنة الدائمة والدورة الثانية للمؤتمر العام السابع من كل محافظات الجمهورية والحس الوطني المسئول الذي لمسته من الحضور جعلني أسجل عظيم التقدير والاحترام لكل شرفاء الوطن ونبلاء الأمة الذين جعلوا من مصالح الوطن فوق الأهواء والنزوات ، وكم أسعدني وبعث في قلبي السرور رؤية أولئك الأوفياء والنبلاء من القيادات المؤتمرية التي تعاني والجميع يدرك معاناتها ، ومع ذلك لم أسمع لهم أنيناً بقدر ما لمست استعدادهم المطلق للتضحية من أجل الوطن هؤلاء وأمثالهم الكثير في وطن الثاني والعشرين من مايو المجيد هم الدرع الأمين لحماية وتعزيز الوحدة الوطنية لأنهم فوق الصغائر وهم بحجم اليمن الكبير ، رواسي من شامخات اليمن فألف ألف تحية من أعماق القلب تصل إلى قلوبهم النقية الطاهرة وفكرهم الوحدوي الناصع ومواقفهم النبيلة التي لا تنسى. إن الشرفاء والنبلاء من أبناء الوطن الذين إزدانت بهم فعاليات الدورة الثانية للمؤتمر العام السابع يستحقون الإنصاف والتكريم لأن بصماتهم التنظيمية والوطنية بات علامة بارزة في مختلف مراحل العمل التنظيمي الميداني وكان لهم شرف التواصل مع الجماهير وتأثيرهم البالغ في مختلف المواقف ، ولذلك فإني أتصور أن على تنظيمنا الرائد أن يعود لتلك العناصر النبيلة لتجديد الاستفادة منهم ، لأن خبراتهم وقدراتهم على الأداء قد ظهرت بجلاء عندما افتقدناهم حيناً ولا يجوز أن نفتقدهم مرة أخرى ، فهل يدرك المؤتمر هذه الحقيقة ويستجيب لما نطرحه منذ أمد بعيد ويحقق الاستفادة من كل القيادات التنظيمية التي تركت أثراً إيجابياً بارزاً نأمل ذلك بإذن الله. |