بيان صادر عن المؤتمر بمناسبة العيد الـ35 لقيام الجمهورية اليمنية
الأربعاء, 21-مايو-2025المؤتمرنت - أصدر المؤتمر الشعبي العام بياناً هاماً بمناسبة العيد الوطني الـ35 لقيام الجمهورية اليمنية وإعادة تحقيق الوحدة في الـ22 من مايو 1990م، ينشر المؤتمرنت فيما يلي نصه:
يحتفل شعبنا اليمني العظيم -غداً الخميس- بالعيد الوطني الخامس والثلاثين لقيام الجمهورية اليمنية وإعادة تحقيق الوحدة في 22 مايو 1990م، هذا المنجز التاريخي الذي غيَّر مجرى الأحداث وكرَّس مكانة اليمن في قلب المعادلة الجيوسياسية العربية. وبهذه المناسبة يهنّئ المؤتمر الشعبي العام جماهير الشعب اليمني، وقياداته وقواعده السياسية، وكافة القوى الوطنية الحريصة على وحدة اليمن واستقراره.
وإذْ يحتفي شعبنا بالعيد الوطني لقيام الجمهورية اليمنية في ظل متغيرات محلية وإقليمية ودولية متشابكة ومعقدة، فإن من المهم أن نستوعب أن ما تتعرض له اليمن من محاولات تفكيك وتشظٍّ ليست إلا نتيجة مباشرة لعَظَمة الوحدة التي تحققت، وجعلت اليمن هدفاً لمؤامرات الأعداء التاريخيين، الذين سعوا منذ اللحظة الأولى لإفشال هذا المنجز، وما زالوا مستمرين في ذلك..
إن مكانة اليمن الإقليمية التي تعزَّزت بموقفها العربي والإسلامي والإنساني تجاه القضية الفلسطينية لن تستمر ولن تكون ذات فاعلية إذا ما استمر وضع البلاد كما هو في حالة من التشظّي والانقسام والتجزئة بكل أشكالها الجغرافية، والسياسية، والفكرية، والماضوية، والصراعات الداخلية التي باتت تنهك شعبنا، وتدمر حاضرنا، وتهدد مستقبلنا أفراداً ومجتمعاً وشعباً ودولةً، وذلك لم يكن إلا نتيجة لحجم المشاريع الخارجية لأعدائنا الذين لم يعجبهم منجز الوحدة العظيم، وهاهم اليوم يسعون بكل ما يستطيعون إلى محاولة إعادتنا إلى مرحلة التشظّي والتقسيم وتجزئة بلدنا الكبير والممتد إلى شمال وجنوب وشرق وغرب، وهو أمر لم يكن ليحدث لولا التماهي والتآمر الذي وجدوه من بعضنا ضد بعضنا سواءً بنشر الضغائن والأحقاد وثقافة الكراهية، أو بإثارة النعرات المذهبية والعصبية والمناطقية والانفصالية؛ وكل مشروع فئوي ضيق وصغير لا يعرف من ينفذّه حقيقة ما اقترفه من جُرم وإثم بحق شعب بأكمله وبحق أجيال قادمة، والتاريخ لن يرحم أحداً من لعنات التآمر على وطنه ووحدة بلده وشعبها.
وإذْ يؤكد المؤتمر الشعبي العام على ثبات موقفه المتمسك بالوحدة اليمنية والمدافِع عنها مهما تغيَّرت الظروف، فإنه يجدد تحذير اليمنيين جميعهم من استمرار الانقسامات، ويؤكد على أن حل مشاكلنا كلها مرهون باستيعابنا جميعاً أن اليمن لم ولن يكون كبيراً وقوياً وفاعلاً ومؤثراً إلا بوحدته الجغرافية، التي تتطلب في الوقت نفسه وحدة أبنائه في الدفاع عنها ضد كل ما يهددها مع حقهم وحريتهم في التنوُّع والتعدد تحت سقف الجمهورية اليمنية.
إن المؤتمر الشعبي العام كان وسيظل يجدّد الدعوة لحوار يمني يمني بعيداً عن التدخلات الخارجية، يصيغ من خلاله اليمنيون مستقبل وطنهم ودولتهم وفق رؤى تتجاوز مفاهيم الماضي بكافة أثقاله وتدرك حقائق الحاضر، وتصنع رؤية واضحة لمستقبل يكونون فيه جميعاً في سفينة واحدة بنظام جديد يعطي الحق والصلاحيات للمنظومات المحلية في إدارة شئونها بنفسها بعيداً عن المركزية، وفي الوقت نفسه يصنع لليمن خارطة جديدة قوامها الاتحاد في الجغرافيا والتعدد في الرؤى والمواقف والأفكار والتنافس على البناء والتنمية والتطوير وضمان الحريات الفردية والفكرية والسياسية والثقافية وصنع دولة المواطَنة المتساوية التي يضمن فيها الجميع حقوقهم ويؤدون واجباتهم تحت سقف واحد هو الدستور والقوانين التي يتشارك الجميع في صياغتها.
إن المنطقة برمتها على مفترق طرق ولن يكون لليمن حضورها وفاعليتها في إعادة صياغة مستقبلها ومستقبل المنطقة، وهو ما لا يمكن أن يصنعه فرد أو فئة أو حزب، بل إن ما يصنع الفاعلية للدولة هو وحدة الشعب التي تصنع الدولة القوية القادرة على استغلال واستثمار الإمكانيات والثروات والموقع الجغرافي وكل عوامل القوة لصياغة التأثير.
كما يجدّد المؤتمر موقفه الثابت من القضية الفلسطينية، ورفضه القاطع كل محاولات تصفيتها، خاصةً مشاريع تهجير سكان غزة، مؤكداً أن السلام الحقيقي لا يمكن تحقيقه إلا بإنهاء الاحتلال ومنح الشعب الفلسطيني كامل حقوقه، وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف..
في الختام نجدّد التهنئة لشعبنا اليمني بِعيد الوحدة؛ ونثمّن مواقف قيادات وقواعد المؤتمر وحلفائه وأنصاره في عموم المحافظات المنحازة إلى الوطن والمدافِعة عن وحدته وسيادته واستقلاله.. وندعوهم إلى مزيد من التماسك والاصطفاف خلف قيادتهم..
حفظ الله اليمن والشعب..
صادر عن المؤتمر الشعبي العام
صنعاء: الأربعاء، 23 ذو القعدة 1446هـ
الموافق 21 مايو 2025م