"تذكرة للرذيلة" بصحف مغربية!
الخميس, 29-مارس-2007المؤتمرنت - "كانت لدي مشاكل مع زوجتي، وفي حالة غضب اتصلت برقم موجود بأحد الإعلانات بصحيفة يومية، وعلى الهاتف كانت شابة... تواصلت مكالمتنا بعد منتصف الليل وبعد سلسلة مواعيد كدت أقع في المحظور لولا أن هداني الله".
مقدمات خيانة زوجية أوشكت أن تدمر أسرة الموظف عبد الله في سنين، و"الخطوط الساخنة" كانت الدافع له على ارتكاب هذا الخطأ.
وتوفر للقراء -هذه الخطوط التي غزت عددًا غير قليل من الصحف المغربية في الآونة الأخيرة- أرقامًا هاتفية تعرض "الصداقة والتعارف" بين الجنسين وأرقام المنجمين وغيرها...، وهو ما أثار جدلاً حادًّا في المغرب؛ إذ يعتبر خبراء إعلاميون أن هذه الخطوط هدفها ربحي بحت، وتقود إلى ارتكاب الفواحش، ويطالبون الحكومة بالتصدي لها.
لكن في المقابل، يرد أصحاب الصحف بأن الأمر لا يعدو كونه وسيلة إعلانية "ترفيهية" تبقي صحفهم على قيد الحياة، حيث توفر لهم مصدرًا هامًّا للتمويل في ظل التراجع الملحوظ في نسبة إقبال المغاربة على شراء الصحف.
وتقدم أغلب الصحف هذه "الخدمة" على صفحاتها، بحيث يجد القارئ تحت كل رقم هاتفي نوع "الخدمة" المقدمة من قبيل: "خط الأحباب"، "نادي الأصدقاء"، "علم التنجيم"، "أحلى الأغاني"، و"برجك اليومي" وغيرها...
وفي تعليقه على هذه الظاهرة يقول عبد الفتاح أزبير، الأستاذ بالمعهد العالي للصحافة والإعلام بالمغرب لـ"إسلام أون لاين.نت": "هذه ظاهرة غير صحية، فهدفها ربحي خالص، كما أنها وسائل إعلانية فارغة من أي مضمون جدي أو حتى ترفيهي".
ورغم تأكيده على أن الظاهرة غير صحية يشير أزبير في تصريحات لـ"إسلام أون لاين.نت" إلى أن "المؤسسة الصحفية تلبي من خلال نشر هذه الإعلانات حاجة قائمة عند فئة من القراء تريد أن تعرف جديد المنجمين، وترغب في التعارف علي شخصيات جديدة، فلولا الطلب لما كان هناك عرض أصلاً".
"مدخل لممارسات مشبوهة" هكذا صنّف الصحفي محمد لشيب، المستشار الإعلامي في مجلس النواب، عمل الخطوط الإعلانية الساخنة.
وأضاف لشيب لـ"إسلام أون لاين.نت" أن "الموضوع يبدأ بمكالمات هاتفية تتحدث عن الصداقة والطالع والبحث عن الشريك أو الشريكة، لكنها تنتهي إلى علاقات غير شرعية".
ويؤكد أنه تابع من موقعه كصحفي بعض الأرقام؛ ليكتشف أنها "تذكرة دخول مباشر إلى عالم العلاقات الجنسية غير الشرعية".
ورأى أن ما تدعو إليه هذه الأرقام يتعارض مع منع القانون المغربي لكل إخلال بالحياء والاحترام العام الواجب.
وقال المستشار الإعلامي بمجلس النواب: "هناك مشكل قانوني يثيره نشر هذه الأرقام من جهة مدى مراقبة مضمون هذه المكالمات التي تتم في الغالب ما بعد منتصف الليل، ثم من جهة النصب والاحتيال الذي تمارسه شركة الاتصالات، حيث يوهم الإعلان بأن مبلغ المكالمة في حدود 5 دراهم (نحو نصف دولار)، لكن المستخلص في الفاتورة يصل إلى مبالغ خيالية، خاصة إذا نجحت مستقبلة المكالمة في جر المتصل إلى إكمال 20 دقيقة من الاتصال".
ورفض الصحفي عبد القادر جعوان اتهام الصحف بتشجيع الشباب على الانحراف، وقال لـ"إسلام أون لاين.نت": إن إعلانات الصداقة والدردشة مجرد وسيلة إعلانية ترفيهية تدر المال على الصحف.
وأضاف: "أغلب الصحف تعيش على ما تجود به الشركات من إعلانات تبقيها على الساحة وتدفع منها رواتب الصحفيين وتسير بها أعمالها، ثم إننا نقدم بضاعة للسوق والمواطن حر في أن يقبل تلك البضاعة أو يتركها للكساد".
ويرى جعوان أن "الدولة ملزمة بتقديم الدعم اللازم للصحف حتى لا تضطر إلى القبول بتنازلات صحيح تساعدها على الاستمرار، لكنها تضر بالمجتمع".
ظاهرة الخطوط الساخنة المثيرة الجدل يرى أحد الإعلاميين، فضل عدم الكشف عن اسمه، أنها: "تندرج في سياق عام تسعى من خلاله بعض الجهات إلى توظيف كل الوسائل لإغراء الشباب وإغوائهم ودفعهم إلى الانحراف، إما نحو الجنس أو الانشغال بالمواضيع التافهة"، دون تحديد ماهية هذه الجهات.
أما أزبير فيحمل المسئولية لمُلاك الصحف قائلاً: "إنهم اختاروا مسايرة ما هو مطروح في السوق، والبحث عن الربح دون الاهتمام بالنتائج السلبية على شبابنا".
ويزيد لشيب على ذلك "مسئولية الجهات الحكومية المختصة بقطاع الاتصالات والإعلام والتي لا شك أنها تعلم علم اليقين بما يقع عبر هذه الخطوط". وكالات