الأربعاء, 27-نوفمبر-2024 الساعة: 06:53 م - آخر تحديث: 05:01 م (01: 02) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
30 نوفمبر.. عنوان الكرامة والوحدة
صادق‮ ‬بن‮ ‬أمين‮ ‬أبوراس - رئيس‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام
ذكرى الاستقلال.. وكسر معادلات الطغيان
قاسم‮ محمد ‬لبوزة‮*
الذكرى السنوية للاستقلال الوطني من الاحتلال البريطاني البغيض
أ.د عبدالعزيز صالح بن حبتور
ثورة الـ "14" من أكتوبر عنوان السيادة والاستقلال والوحدة
بقلم/ يحيى علي الراعي*
زخم الثورة وحاجته لسلوكٍ ثوري
إياد فاضل*
خواطر في ذكرى تأسيس الموتمر الشعبي العام
د. أبو بكر عبدالله القربي
المؤتمر الشعبي رائد البناء والتنمية والوحدة
عبدالسلام الدباء*
شجون وطنية ومؤتمرية في ذكرى التأسيس
أحمد الكحلاني*
ليبارك الله المؤتمر
راسل القرشي
ميلاد وطن
نبيل سلام الحمادي*
رؤية وطنية تلبّي احتياجات الشعب
أحلام البريهي*
المؤتمر.. حضور وشعبية
أحمد العشاري*
قضايا وآراء
المؤتمر نت - أحمد الحبيشي
أحمد الحبيشي -
نقد ثقافة التطرف !!
عندما يتمترس المثقف وراء أفكاره ويدعو الى تطبيق نموذجه، يتحول بالضرورة الى داعية يشرح افكاراً جاهزة ولايفكر لكي ينتج أفكاراً جديدة.. ولذلك فإن الدعاة يخسرون دائماً لمستقبل لأنهم يشتغلون على القولبة والنمذجة في واقع تتغيرأنساقه ووجهات تطوره بإستمرار، ويحتاج تبعا ً لذلك الى إعادة إكتشاف مفاعيله على نحو مستمر أيضا ً.. أمّا صناعة الأفكار فهي صنو لصناعة الواقع.. والذين يعيدون بإستمرار قراءة الواقع، يستطيعون تغيير وتطوير أفكارهم والمشاركة الفاعلة والمتجددة في عمليات التغيير التي تحدث في عالم الحقيقة الواقعي.. وبقدر ما تتغير طريقة التعاطي مع الأفكار، يتغير مفهوم المثقف للحقيقة التي تظل على الدوام نسبية ومتغيرة، ويصبح أكثر قدرة على المساهمة في إعادة صياغة الواقع وتغييره من جديد .
تأسيساً على ما تقدم يمكن القول ان ضمورا ً كبيرا ً أصاب الأيديولوجيا القومية والإشتراكية، حيث تم تعويم جهازها المفاهيمي التقليدي القديم وحصره في مفاهيم عائمة وزئبقية مثل ((التضامن العربي، العمل العربي المشترك،العدالة الإجتماعية، البعد الإجتماعي، الخ ))، مقابل فكرة الوحدة القومية العربية وفكرة الإشتراكية.. امّا الآيديولوجيا الدينية التي ارتبطت بالإسلام السياسي فقد شهدت صعوداً أوصلها الى تبني صيغة بديلة عن كل ما هو موجود في العالم المعاصر، واتسمت هذه الصيغة بانقسامها الى مشاريع متباينة بين الدعوة السلفية الى الاقامة الدائمة في الماضي والنزوع الى العنف الجهادي والغاء الآخر وبين الترويج لفكرة الإستحلال الحضاري والتمكين السياسي المدني الذي يساعد على الوصول الى السلطة سلميا، والانفراد بها لاحقا، ثم وصلت الى مأزق ٍ حاد ٍ أفضى الى التراجع عن صيغة البديل الشامل والتخبط خلف صيغ كان الجهاز المفاهيمي القديم للأيديولوجيا الإسلامية يرفضها جملة ً وتفصيلا ً .
كان روّاد فكر النهضة يبحثون عن أسباب تخلف المسلمين وسر تقدم أوروبا وغير المسلمين، ويطرحون اسئلة جديدة بحثا ً عن أجوبة تُمكِّن المسلمين من مغادرة نفق التخلف والإنقطاع الحضاري.. ثم جاء (( الإخوان المسلمون )) بوجهة تفكير مختلفة، فعوضاً عن السؤال : لماذا تخلف المسلمون وتقدم الآخرون ؟ طرح المفكر الإخواني ابو الحسن الندوي في منتصف الخمسينات سؤالا ً هروبيا ً هو : ماذا خسر العالم بتوقف المسلمين من المساهمة في صنع حضارتهم ؟.. وقد وصف الندوي حضارة الغرب بالهشاشة والضعف والإنحراف وتنبأ بسقوطها في نهاية القرن العشرين بسبب عدم مشاركة المسلمين في هذه الحضارة.. وفي منتصف الستينات أطلق مفكر إخواني آخر هو سيد قطب النار على الحضارة الحديثة ووصفها بالجاهلية والكفر داعياً المسلمين الى محاربتها وإسقاطها بالقوة، وما من شك في أن هذه الأقكار الإخوانية أسست لحقبة العنف الجهادي التكفيري التي شهدها العالم العربي والإسلامي خلال السبعينات والثمانينات والتسعينات والحقت به أضرارا ً جسيمة !!
كانت اسئلة رواد فكر التنويرفي القرن التاسع عشر تدور حول اسباب تقدم الغرب وتخلف العالم العربي والإسلامي،وتحاول البحث عن الأجوبة في واقع المسلمين المتخلف، فيما تلقي مسؤولية تخلف المسلمين على عاتقهم أنفسهم.. امّا الأسئلة التي طرحها المفكر الإخواني فقد نزعت الى تبرئة المسلمين من أسباب وعوامل العجز، وحاولت تقديم صورة مغلوطة عن واقع التخلف الذي يعيشونه مفادها ان العالم الإسلامي لا يعيش إنحطاطا حضارياً، بل ان الحضارة الغربية هي المنحطة، أمّا أسباب انحطاطها وإنحلالها فهو عدم مشاركة المسلمين في صنعها.. بمعنى ان هذه الأسئلة تحاول الإيهام بأن الإنحطاط لا يوجد في العالم الإسلامي بل في الحضارة الحديثة التي اصبح الغرب معقلها الرئيسي منذ الثورة الصناعية، وإن إنقاذ هذه الحضارة من إنحطاطها مشروط بمساهمة المسلمين من النقطة التي توقف عندها ابداعهم الحضاري، أي بالعودة الى الأجوبة التي كان قد طرحها الفقه السلفي على اسئلة الحياة في تلك الحقبة الغابرة من عصور التاريخ !
يقينا ً ان جماعة الأخوان المسلمين كانت تنظيما ً سياسيا ً بامتياز.. وكذلك كان فكرها الإصلاحي السلفي سياسياً هو الآخر.. و لا ريب في أن فكر الأخوان المسلمين قام على مبدأ التأصيل أي العودة الى الأصول وهو ما أدّى الى ان يتجاوز الفكر السياسي الإخواني حقبة التنوير التي طرحت على يد رفاعة الطهطاوي وجمال الدين الأفغاني ومحمد عبده ومحمد العطار وعلي مبارك وعلي عبدالرازق، وخير الدين التونسي اسئلة ً جديدة بتأثير صدمة الحداثة مع الحضارة الغربية في القرن الثامن عشر (( حملة نابليون على مصر )) والقرن التاسع عشر (( الحملات الإستعمارية على العالم العربي والإسلامي ))، لينتقل مباشرة أي الفكر السياسي الإخواني الى عصر الغزالي والذهبي والقرطبي وابن تيمية وابن القيم والشاطبي وغيرهم من مؤسسي فقه التشدد في العصور التي شهدت بداية غروب شمس الحضارة الإسلامية، وقد أسفرت هذه النقلة عن نزعة إلغائية إنعزالية ترفض مخرجات الحضارة المعاصرة وقيم العالم الجديد، وتسعى الى قراءة النصوص الدينية والفقهية بطريقة تدين الحضارة الحديثة والعالم المعاصر والمجتمعات الإسلامية إدانة شاملة على أساس منهج التأصيل !!
تميز الفكر الإخواني الذي مهّد فيما بعد لظهور تيار الإسلام السياسي فكريا ًوتنظيميا ً بالإنغلاق التأصيلي سواء في مسائل الفروع الحرام والحلال اوفي المسائل الكبرى المتعلقة بالعصر والعالم والحضارة المعاصرة والقيم الإنسانية المشتركة، فكانت النتيجة تأويلا ً منغلقا ً ومتعصبا ًللنصوص وإدانة للعصر كله بما ينطوي عليه من منجزات حضارية وقيم إنسانية مشتركة وأفكار ونظم سياسية، ووصلت مسيرة هذا الفكر ذروتها بثقافة مأزومة تخاف العالم، وتتجه بدوافع العجز وضيق الأفق الى مقاتلة المجتمعات الإسلامية بل العالم بأسره وثقافته بالسلاح !!
مع تحول الحضارة العالمية نحو العولمة وإنتقال النظام العالمي الى النظام الكوني تهاوت كافة الأيديولوجيات التي تفترض إمكانية تقسيم العالم الى عوالم حضارية ومنظومات أيديولوجية متناحرة.. وكما سقطت الأيديولوجيا القومية والآيديولوجيا الإشتراكية في هذا التوقيت، بدأت الأيديولوجيا الدينية التي صاغها الإسلام السياسي تدخل مرحلة الأفول والإنهيار .
وإذا كان القوميون والإشتراكيون حاولوا تعديل الجهاز المفاهيمي للأيديولوجيا القومية والإشتراكية، وإختزاله الى أدنى مستوى من الصيغ الضبابية التي لاتتجاوز التضامن العربي والعدالة الإجتماعية، فإن الأيديولوجيا الدينية بدأت هي الأخرى تعديل جهازها المفاهيمي من خلال التراجع عن إدانة العصر ومخرجات الحضارة الحديثة، حيث إضطر بعض الإسلاميين الى التراجع بقبول الديمقراطية بدلا ً من تكفيرها، والتسليم بضرورة الإنفتاح على الغرب وحضارته بدلا ً من وصفهما بالجاهلية، والإعتراف بأن إشكالية التمايز مع الغرب هي معرفية وليست دينية.. والأكثر من ذلك ارتفعت أصوات داخل الحركة الاسلامية تطالب بإصلاح الجهاز المفاهيمي للفكر السياسي الإسلامي، وإعادة قراءة التاريخ الاسلامي وتراثه الفقهي بمنهج نقدي تحليلي، والتحذير من إضفاء القداسة على كل ما هو تأريخي، والمطالبة بفتح باب الإجتهاد وإعادة الإعتبار لمفهوم مقاصد الشريعة وفقه المصالح .
ولعل التوجهات والتمايزات الأخيرة التي بدأت تظهر في أوساط الإسلاميين تعيدهم الى أسئلة حقبة فكر التنوير التي وجه الفكر الإخواني ضربة قوية لها، و سعى الى تجاوزها من خلال العودة السلفية الى الخلف والتوجه الى فكر الغزالي والذهبي وابن تيمية والشاطبي وأضرابهم، متجاهلا ً حقيقة ان أسئلة حقبة فكر التنوير التي كان المفكرون الإصلاحيون يبحثون عن إجابات عليها هي أسئلة العصر وليست اسئلتهم الشخصية ، وهي فوق كل ذلك أسئلة غير مسبوقة ولم يطرحها أي عصر من العصور السابقة !!
لا مبالغة في القول إن مشكلة الإسلام السياسي معقدة للغاية، فإذا كان بوسع رموز هذا التيار سهولة التنكر لفكر سيد قطب التكفيري والبراء من كتاب (( معالم في الطريق )).. بعد أن أصبح الكاتب والكتاب في ذمة التاريخ.. فليس بوسعهم التخلص من رموز إخوانية فكرية ارتبطت حياتها ولا زالت مرتبطة بنشر الفكر التكفيري التصفوي، والدعوة الى فقه التشدد وإدانة الأفكار الإصلاحية التي بشرت بها حقبة فكر التنوير .
أمثال هؤلاء كثيرون في اليمن وغيرها من أقطار العالم العربي والإسلامي، ولازالوا أحياء ويتسنمون مواقع قيادية وروحية في حركة الإسلام السياسي، الأمر الذي يجعل من الصعب المراهنة على نجاح هذه الحركة في التجدد والخروج من مأزق الركود ما لم تحسم تناقضاتها وخطابها السياسي العام !
ما من شك في أن مأزق العالم العربي في نهاية القرن العشرين والألفية الثانية جاء محصلة ً لتراكم مريع من الإخفاقات والتراجعات التي تتالت منذ قرون طويلة، تمتد الى ظهور السلفية المتشددة التي ناهضت العقل، وحاربت الفلسفة والعلوم الطبيعية والترجمة، واضطهدت الفلاسفة وعلماء الكيمياء والفيزياء والطب والرياضيات والمنطق، وأحرقت كتبهم الثمينة، الأمر الذي مهّد لتراجع مساهمة العرب والمسلمين في إنتاج العلوم والآداب والفلسفة والفنون، وغروب شمس الحضارة العربية والإسلامية . وزاد من خطورة هذا المأزق انه تزامن مع إنتقال الحضارة الحديثة في نهاية الألفية الثانية وبدايات الألفية الثالثة، من الحداثة الى ما بعد الحداثة.. ومن العالمية الى العولمة .
مأزق التخلف
المثقف الشمولي هو نتاج طبيعي للثقافة الشمولية التي تحصرنفسها ووظيفتها في نسق الأفكار لا في الوقائع، ثم تقفز فوق الواقع وتهمل تفاصيله وأحداثه.. بمعنى ان المثقف الشمولي هو الذي يستخدم الأيديولوجيا للقيام بوظيفة حراسة الأفكار.. والمعروف ان حراس الأفكار يفشلون على الدوام في سد جميع الثغرات التي تتسلل منها رياح التغيير .
لكل جدار سميك نقاط ضعفه الخاصة به.. ولم تخل جدران الشمولية من الثغرات التي تسللت منها الرياح المعاكسة.. والثابت ان كل النظم الإستبدادية والشمولية لم تسلم من هذه الثغرات، ولم تخل من الهواء النقي والأفكار الجديدة، وهو ما يفسر حقيقة أن الإستبداد بكل أشكاله وألوانه لم يكن عبر التاريخ حائلا ً دون ظهور نماذج خالدة من دعاة الحرية والتفكير الحر أمثال الحلا ّج وابن عربي وناظم حكمت وغوركي وبابلو نيرودا وسولجنستين وزاخاروف ورسول حمزاتوف واحمد فؤاد نجم والموشكي والزبيري والسيّاب.. الخ .
لاريب في ان التطرف يحتاج الى مواجهة بوسائل مختلفة.. وعندما يكون التطرف إشتغالاً في مجال الأفكار لابد من مواجهته بوسائل النقد والحوار النقدي.. اما عندما يتحول الى إرهاب دموي فلا يكون هناك امامنا من طريق آخر للتعامل معه سوى طريق إخضاع الجريمة ألإرهابية ومرتكبيها الذين أفرزتهم ثقافة التطرف للقوة المشروعة.. أي قوة الدستور والقانون .
الثابت ان بلادنا اكتوت بنارالإرهاب المتستر بالدين شأنها في ذلك شأن بلدان عربية عديدة.. وقد ارتبطت ظاهرة الإرهاب بنوع مدمر من العنف الديني والسياسي المنظم، وأخذت مداها عبر فتاوى فاشية تجيز سفك الدماء وقتل النفوس ونشر الرعب وتقويض أسس الدولة المدنية والمجتمع المدني، سواء تم ذلك من خلال ضرب وتفجير المصالح الأجنبية والمنشآت الوطنية وإغتيال المفكرين والمثقفين والتلويح بقوائم الموت .
من نافل القول ان الهدف الرئيسي لهذا الإرهاب الدموي هو إزاحة العقبات التي تحول دون قيام دولة دينية وإحياء السلطة الكهنوتية للإكليروس إستنادا ً الى فكرة « التفويض الإلهي «.. ومثل هذه الدولة لا يمكن ان تقوم الا ّ على تعصب رجال الدين وهم جماعة من البشر لتأويلهم الخاص للنصوص وفق مصالحهم الدنيوية , وقمع معارضيهم وتصفيتهم وإقامة ما يزعمون انه حكم الله فيهم من خلال محاكم تفتيش ميدانية كتلك التي شاعت في العصور الوسطى في اوروبا .
اننا لا نتعرض في اليمن لإرهاب مدمر فحسب.. بل لقمع متجسد في أفكار متعصبة تغذي منابع الإرهاب وتصنعه.. وحين تتحول هذه الأفكار المتعصبة الى جرائم إرهابية يرتكبها بعض الجهلة من ضحايا التعبئة الخاطئة التي يمارسها حرّاس هذه الأفكار، ينهض القانون بوسائل سلطة الدولة لمواجهة الجريمة ومرتكبيها.. لكن ينبوع الجريمة لا يتوقف عن إعداد المزيد من المجرمين، والتمهيد لجرائم إرهابية جديدة .
والحال ان سلطة الدولة لا تكون فاعلة خارج هذا السياق.. فهي لا تنفع لمواجهة سلطة الثقافة القائمة على التعصب والتطرف، الأمر الذي يستوجب نقد هذه الثقافة وتفكيكها، وهي عملية لا بد ان تتم بالأدوات الفكرية على اساس من المباشرة والعلنية والوضوح وعدم المداهنة .
تهدف هذه العملية الى تفكيك العلاقة بين التعصب والقمع.. وفي تقديري ان العلاقة بينهما هي العلاقة بين السبب والنتيجة، فالتعصب يولّد القمع، والقمع يبقى مغلقا ًفي مدار التعصب.. وأخطر ما في هذه العلاقة هو قيامها على نهج إتباعي نقلي لثقافة تلح وتصر على ضرورة الإجماع وترفض الإختلاف ولا تعترف بالتنوع والتعدد والمغايرة، وتقرن الدخول الى الفرقة الناجية بالخضوع المطلق لما تؤمن به الجماعة وتتعصب له .
وعندما يعتقد المتعصب بانه ينتمي الى الفرقة الناجية، وإن من لا يشاركه أفكاره المتعصبة ينتمي الى أهل البدع والرأي والشرك من الفرق الضالة التي يسري فيها الكفر بالله والمعصية للجماعة، يتحول التعصب تبعاً لذلك الإعتقاد الى ثقافة تبرر قمع المختلف والمبتدع والسعي الى إستئصاله، تطبيقا ً لقول ابي إسحاق الشاطبي « ان الناجين من النار مأمورون بمقاومة أهل البدع والشرك والرأي والضلال، والتنكيل بهم وبمن إنجاز الى جانبهم بالقتل وما دونه
هكذا نكون امام جرائم دموية ناتجة عن ثقافة قمعية ومتطرفة لا تعترف بالمغايرة أو الحوار او الخروج على ما يُسمّى « إجماع جمهور العلماء « وهو إجماع لا يحتمله العقل، ولم يتحقق ولن يتحقق عبر التاريخ !!
ويبقى القول أنه لا توجد وصفة سحرية للخروج من هذا المأزق.. بيد أن الإستجابة لتحديات العولمة ممكنة في حال الإندماج بها وإستيعاب قيمها، وذلك من خلال تأسيس فكر سياسي وخطاب ثقافي جديد يتجاوزان أسئلة النهضة التي عجز الفكر العربي والإسلامي عن الإجابة عليها منذ أن طرحها روّاد فكر التنوير في القرن التاسع عشر تحت تأثير صدمة الحداثة الأولى مع الثورة الصناعية.. على أن يتم الإنتقال بعد ذلك الى صياغة اجوبة جديدة على اسئلة الزمن الجديد التي تطرحها الصدمة الثانية لما بعد الحداثة، تحت تأثير متغيرات عصر العولمة وثورة تكنولوجيا الإتصال والمعلومات !!

العناوين
* مع تحول الحضارة العالمية نحو العولمة وإنتقال النظام العالمي الى النظام الكوني تهاوت كافة الأيديولوجيات التي تفترض إمكانية تقسيم العالم الى عوالم حضارية ومنظومات أيديولوجية متناحرة.. وكما سقطت الآيديولوجيا القومية والأيديولوجيا الإشتراكية في هذا التوقيت، بدأت الآيديولوجيا الدينية التي صاغها الإسلام السياسي تدخل مرحلة التأزم .
* الإستجابة لتحديات العولمة ممكنة في حال الإندماج بها وإستيعاب قيمها، وذلك من خلال تأسيس فكر سياسي و خطاب ثقافي جديد يتجاوزان أسئلة النهضة التي عجز الفكر العربي والإسلامي عن الإجابة عليها منذ أن طرحها روّاد فكر التنوير في القرن التاسع عشر تحت تأثير صدمة الحداثة الأولى مع الثورة الصناعية.. على أن يتم الإنتقال بعد ذلك الى صياغة اجوبة جديدة على اسئلة الزمن الجديد التي تطرحها الصدمة الثانية لما بعد الحداثة، تحت تأثير متغيرات عصر العولمة وثورة تكنولوجيا الإتصال والمعلومات !!

عن 26 سبتمبر








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024