![]() |
الوحدة التي يخافونها..!! منذ الإعلان عنها وقعت عليهم كالصاعقة.. قضَّت مضاجعهم، رأوا فيها خطراً على عروشهم ومستقبل مملكاتهم.. لم يدَّخروا وقتاً ولا مالاً لمحاربتها.. حشدوا كلابهم وإمكاناتهم، وجنَّدوا الضعفاء من داخلنا لكسرها، لكنهم لم يستطيعوا.. أتعرفون لماذا لم يستطيعوا.. لماذا فشلوا؟! • أولاً، لأن الوحدة اليمنية صناعة يمنية خالصة، وإرادة شعب ووطن.. • وثانياً، لأن حربهم عليها بُنِيت على مخاوف وأوهام ليس لها ما يؤيّدها في الواقع.. في الوحدة اليمنية أمن واستقرار المنطقة والإقليم؛ وفي الحفاظ عليها يكمن مستقبل اليمن وأمنه واستقراره وتنميته.. نحن هنا لا نحلم ولا ننجّم، بل نستعرض واقع الحال، ونبيّن حقيقة أصبحت قناعة كل اليمنيين شمالاً وجنوباً شرقاً وغرباً.. نقول ذلك لأن اليمنيين بمن فيهم أولئك الذين "ناضلوا" وما يزالون من أجل الانفصال أدركوا بعد أكثر من اثني عشر عاماً من الفوضى والتشرذم أن "الرخاء" الذي كان مأمولاً لم يتحقق، بل أدى إلى: • ضياع الدولة وانهيار المؤسسات • قتل ودمار، وتجويع، وضياع الحقوق العامة والخاصة • تفريط بالقرار السيادي اليمني، وتدخُّلات خارجية، وانتهاك صارخ للسيادة الوطنية حقائق أكدت لكل اليمنيين أهمية الحفاظ على الوحدة، وأن الوحدة هي الحل، وفيها الخلاص، بينما الاقتتال وسفك الدماء، والتنازع، والتقاسم، لن ينتج عنه إلا المزيد من إشعال الحرائق، التي لا يتحمل تبعاتها إلا البسطاء من اليمنيين في كل مناطق اليمن وجهاته وأجزائه.. كثيرون ذهبوا بعيداً، وتخندقوا وراء أجندة خاسرة في متارس من قَش، لا علاقة لها بالدولة ولا بالوطن ولا بالمواطن، الأمر الذي قاد إلى هذا الانهيار الذي يعيشه اليمنيون في الداخل والشتات.. حيث لا دولة، ولا أمن ولا حياة.. من هنا نعود ونقول إن استعادة الدولة، ولجم السلاح، وكبح جماح الفوضى، والحفاظ على سيادة الوطن ووحدته، لا يمكن أن يتحقق إلا بالحوار وصناعة السلام بعقول يمنية وأيادٍ يمنية.. وعندما نقول إن السلام هو الطريق الوحيد لحل المشكلة اليمنية، إنما نعني بذلك أننا نريد دولة يتحقق فيها الرخاء والأمن والاستقرار.. يعني أن ننفض غبار الماضي، وأن نتبرأ من الانخراط في مؤامرات الخارج الذي يرى في تمزيق اليمن واقتتال أبنائه واختفاء دولته استقراراً له، وتحقيقاً لمصالحه.. تحية للوحدة في عيدها.. وتحية لمَنْ ينشد السلام للحياة ولأجلها. |