![]() ظاهرة الارقام الخلفية ظاهرة بدأت تتفشى في شوارعنا، بعد ان كانت مخالفات محدودة.. بدأها المراهقون او المدللون من ابناء المتنمرين -ان جاز الوصف- ثم انتقلت الى بعض الكبار منهم.. ثم الى سيارات الاجرة (تاكسيات وحافلات وميني باص ) هذه الظاهرة المسيئة الى النظام المروري المستهترة بمسؤوليات شرطة المرور، غير الآبهة بالخطة الامنية، والمثيرة لعجب الزائر والسائح والمقيم من الاجانب، هي: انتزاع اللوحة المعدنية الخلفية للمركبة، والاحتفاظ بها بجانب السائق، والاكتفاء باللوحة الامامية.. اما لماذا؟ فيمكن القول ان هناك سبباً ظاهرياً مختصره، منع شرطي المرور من تسجيل اية مخالفة من المخالفات التي يرتكبها سائق المركبة المستهتر بقواعد المرور واخلاقيات السير وآداب الطريق.. كون شرطي المرور عند مرور المركبة من امامه او من امام اشارة ضوئية يرى في مقدمتها لوحتها المعدنية- وان مشوهة المعالم- فاذا ما تجاوزت محدثة مخالفة مرورية فليس هناك لوحة في مؤخرتها حتى يسجل المخالفة برقمها.. ولم يعد هناك امام الشرطي أو ضابط المرور سوى منادات السائق أو الصراخ أو اطلاق صفارته -ان كان بحوزته صفارة- فلا يجد استجابة من السائق المخالف الذي قد يسخر منه ويتندر مستهزئاً.. وهذا سلوك في غاية الصفاقة ولا يمكن ان يحدث في أي بلد في العالم .. ومثل هذا السلوك المستهتر اذا ما اعتبرنا انه يحدث بغرض ممارسة الاستهتار المروري وتحاشي رصد أية مخالفة وفقاً لما هو معمول به.. فان الامر اخطر من ذلك بكثير كون تلك المركبات ذات اللوحة المعدنية الامامية فقط، قد تستخدم لارتكاب جرائم قد تصل الى جرائم الاغتيال.. ولا يتمكن احد المارة من التقاط رقم تحمله.. كون اللوحة الخلفية للمركبة هي ما يمكن الناس من تدوين رقمها عند هروبها وفرارها بسرعة تناسب حجم الجريمة التي قامت بها . من المؤسف ان شرطة المرور يشاهدون هذه الظاهرة ولا يحركون ساكنا او يقومون بما تحتمه خطورة ذلك، وقد دفعني فضولي ذات يوم الى تنبيه ضابط مرور لميني باص بلوحة امامية فقط، فكان جوابه محط استغرابي اكثر من مخالفة السائق .. مرة اخرى رأيت شرطياً يسأل سائقاً عن اللوحة الخلفية لسيارته، فأخرجها السائق من تحت مقعده ورفعها في وجه الشرطي ومر بسلام .. بقي ان نقول اذا ما كانت شرطة المرور لا ترى خطرة ولا حتى استهتاراً في ذلك الفعل، فما علينا الا التوجه نحو النقاط الامنية في شوارعنا.. لعل وعسى.. فالامر لا يقل خطورة عن الدراجات النارية غير المرقمة وهذا ما يدركه ابسط رجل أمن . 26 سبتمبر |