«الإخوان» أفيون الشعوب !! كان من السهل على الاخوان إقصاء كل الاطراف والأحزاب السياسية اليمنية من منصة ما عرفت ساحة التغيير بصنعاء ولم يكن صعباً عليهم في اشتباك ثمان ساعات إقصاء الناصريين والقوميين من الساحة بتعز ولكن مشكلة الاخوان في الواقع تصورهم أنهم سيشكلون الأحزاب أو الخارطة السياسية الدينية كما مصر كإخوان وسلفية من واحدية الفكر. فالإخوان في ظل هذا التموضع للقوى الدينية السياسية يضمنون احتكار دور أوصياء ووسائط الله للوصاية على الشعب تعززها الوصاية الدولية التي فرضوها على اليمن تحت «الفصل السابع. عندما يقرأ الاخواني عبدالمجيد الزنداني النص القرآني «فما اختلفتم فيه فردوه إلى الله» فيوصي وكأنه وكيل الله في اليمن أو في الأرض «جمعية علماء الإخوان» التي يرأسها. المشكلة أساساً ليست في شيعية إيرانية ومجوس أو رافضة أو غير ذلك مما يطرح ويربط ولكن المشكلة هو أن الاخوان يريدون احتكار السلطة الدينية على طريقة الكنيسة في العصور الوسطى. أساس كل الصراعات بين الاخوان وأنصار الله في العديد من المناطق هو ان الاخوان لا يقبلون أنصار الله كطرف في الواقع ولا يقبلون التعايش معه ولا حتى أن يظل، وهم استعملوا سلفيي دماج وأولاد الأحمر لحروب الاخوان الموجهة ضد أنصار الله. بتلقائية ما تسير أوضاع اليمن فهو البلد المفتوح لكل فكر سياسي أو ديني والطبيعي أن يترك أنصار الله لعرض بضاعتهم كفكر كما مارس الاخوان أو السلفية وإذا في هذه البضاعة ما يخل كمجوسية أو رافضة أو إساءة للصحابة فالناس سيتركونها ويعزفون عنها وذلك أفضل للاخوان. الاخوان استراتيجيتهم تكفير وقتل الآخر الفكر والبشر وبالذات من يطمح لمنازعتهم في السلطة الإلهية أو في وجوده ما يضعفها. فالمشكلة ليست في إفتاء الزنداني وجمعية الاخوان بتكفير 37 مفكراً وعالماً دينياً وسياسياً من أعضاء مؤتمر الحوار الوطني وتم بعدها اغتيال د. أحمد شرف الدين ولكن المشكلة هي أن لا ينازع دور هذه الجمعية اللاهوتي أو صلاحيتها الإلهية. من هذا السقف والهدف يمارس الاخوان تخريجات وبدائل لحروبهم كسلفية وأولاد الأحمر أو حتى حاشد للتوفيق بين أحادية وديكتاتورية التفعيل والأفعال وبين تعددية ودمقرطة التقويل والأقوال. كيف لطرف يفوج الإرهاب إلى العراق وسوريا على أنه جهاد وهو يمارس الحرب ضد الإرهاب في اليمن؟ ما دام ذات الطرف من الحالة السورية يجمع بين دورين متناقضين هما الحرب بالإرهاب في دول عربية والحرب ضد الإرهاب في اليمن فهو حين يريد وحسب الحاجية يمارس التنصيص والتفعيل كإرهاب بالجهاد أو جهاد بالإرهاب.. إذا السلفي الشهير مقبل الوادعي كفر الزنداني لأنه قبل بالديمقراطية فذلك التكفير الشهير قدم واحدية الفكر سلفياً واخوانياً ولكن ذلك كان تكفير تجاه رفيق فكر لتجاوز معياري أو ثوابتي لهذا الفكر. الزنداني والاخوان يمارسون تكفير الآخر الفكر والآخر البشر من الاشتراكي الى «أنصار الله». عناصر الاخوان في الكثير من قرى عمران تحولوا إلى مليشيات ويعيشون في حالة استنفار وحين مجيئ ضيف غير مألوف أو معتاد لمنزل يمارسون تحقيقاً للتأكيد فإذا اتضح أن الضيف غير مناصراً لهم حركوا الموقف قتالياً أو عسكرياً مع المستضيف حتى لو كان الضيف من أبناء القرية وانتقل مع اسرته إلى مدينة كصنعاء أو غيرها. ماذا أبقى الاخوان في تفعيل وافعال من هذا النوع لشعارات الديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات. إذا هذا ما يتعامل به مع ضيف في منزل مواطن يفترض أنه حر بل ومن بداهات حرية الفطرة في مثل هذه الأمور فماذا لو أراد البعض أو أغلبية من قرية المجيئ بشخص ليحدث الناس كما يمارس الاخوان كل يوم في جامع قرية؟ في ظل حكم وعهد الرئيس السابق «صالح» كان الاخوان ينقلون أبنائنا الطلاب إلى أي قرية مجاورة لحضور أمسيات سياسية وكانوا يسألون عن أمنيات أولئك الصبية والشباب وبين ردودهم من يتمنى تفجير نفسه بالرئيس علي عبدالله صالح وبالدكتور الإرياني فكيف لنا أن نقرأ وكيف لنا أن نقارن؟ لا الاخوان ولا غيرهم يستطيعون قلع أو منع فكر أياً كان هذا الفكر ولنا قياس ومقارنة التطورات بتكفير الوادعي للزنداني وفي أوهام الزنداني في تكفير د. أحمد شرف الدين وزملاءه فالذين بمستطاعهم قتل البشر لا يستطيعون قتل أو منع واقتلاع فكر وتكفير الزنداني وتصفية شرف الدين كان مردوده لصالح أنصار الله وفكرهم أكثر بكثير من مردوده في تخويف أو منع أو قمع. الذين كانوا يعبئون الصبية والشباب بأمنيات التفجير الانتحاري بالحاكم علي عبدالله صالح لا يستطيعون احتمال أو تحمل مجيئ ضيف لمنزل في أحد هذه القرى لا يهدد بانتحاريين ولا يمارس تعبويتهم الانتحارية وربما لا ذكر لهم ولا يذكرون في غداء أو مقيل. الاخوان في ذعر وخوف من أفعالهم وتفعيلهم لأنهم نفسياً يسقطون أفعالهم وتفعيلهم في عقود مضت على أن ذلك أفعال وتفعيل الآخر معهم وضدهم. ليس الدين أفيون الشعوب كما طرح في النظرية الماركسية ولكن المحطات الأمريكية في المنطقة أعطته استحقاق هذا التنصيص والاخوان ذروه هذا النجاح والانجاح الأفيوني..! |