|
القربي : الدولة مهددة بالانهيار وهناك من يركز جهوده للهجوم على المؤتمر قال الدكتور ابوبكر القربي الأمين العام المساعد لقطاع الفكر والثقافة والاعلام إن قيادات المؤتمر الشعبي العام بالمحافظات الجنوبية ترفض محاولة شق صف المؤتمر وتتمسك بوحدة التنظيم السياسي الرائد الذي قدم المنجزات العظيمة للوطن، مشيراً الى ان محاولات اجتثاث المؤتمر جارية منذ العام 2011م وقد باءت كلها بالفشل وبقي المؤتمر تنظيماً قوياً على الأرض، وصمام أمان لليمن وأي عمل للاضرار به هو اضرار بالوطن. (المؤتمرنت) يعيد فيما يلي نشر حوار الامين العام المساعد د ابو بكر القربي : - الواقع على الأرض أعتقد أنه واضح في أعين اليمنيين.. أن هناك تدهوراً أمنياً واقتصادياً وأن الوضع السياسي أيضاً يبعث على القلق لأن الأطراف السياسية المختلفة تتعامل مع ما يجري على أرض اليمن إما من واقع الخصومة أو من واقع الانتقام أو من واقع فرض الحلول التي يريدها طرف على الأطراف الأخرى، ومع هذه الحقائق، اضافة الى ما نسمعه من تصريحات من الدول الشقيقة والصديقة حول الوضع في اليمن تستدعي اليوم أن يعيد الكثير من الساسة اليمنيين والقيادات السياسية النظر في مواقفهم السياسية وفي اسلوب تعاملهم مع هذه التطورات.. المؤتمر الشعبي العام كما تعرف كان قد بادر بالدعوة إلى مصالحة وطنية باعتبار أن المصالحة الوطنية هي التي ستضع الأسس لبناء اليمن الجديد والتي يتمكن من تنفيذ مخرجات الحوار الوطني المتوافق عليها، وكون أن هناك مخرجات غير متوافق عليها معناه أن هناك احتمالات لنسف الكثير مما تحقق حتى اليوم في مؤتمر الحوار الوطني. المؤسف أنه في القراءة لاتفاقية السلم والشراكة بدا وكأنها أهملت أو تجاهلت أو ألغت المبادرة الخليجية، وهذا طبعاً بكل تأكيد لا يقلق دول الخليج فقط وإنما يقلق مجلس الأمن لأن دول الخليج ومجلس الأمن تعتبران المبادرة الخليجية هي الأساس لإخراج اليمن من الأزمة وإنهاء المرحلة الانتقالية وفقاً للآلية التنفيذية التي وضعت. يا دكتور لماذا لا يتم العمل الآن من أجل الاتجاه نحو الانتخابات.. لماذا تتهرب الأطراف السياسية من الانتخابات؟ إلى متى سيظل التمديد؟ خاصة وأنه تم التمديد لمدة عام بعد انتهاء فترة الرئاسة والآن نمر بهذا الظرف ونواجه نفس المشكلة؟ - المؤتمر الشعبي العام دائماً كان حريصاً على أن تنتهي المرحلة الانتقالية في موعدها للأسف الشديد- هناك مماطلة في البداية في عمل اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني، وبعدها في الحوار الوطني نفسه، والآن نجد أنفسنا في دوامة المشاكل، صياغة الدستور وفي تشكيل الهيئة الوطنية لمتابعة تنفيذ مخرجات الحوار الوطني، كل هذا التأخير إما أنه متعمد أو غير متعمد، إذا كان متعمد فأنا اعتقد أنه سيؤدي بالبلد الى مزيد من الاحتقان، وإذا كان غير متعمد وإنما نتيجة ظروف، أنا اعتقد أنه من المصلحة اليوم أن تجتمع الاحزاب السياسية في إطار وقفة جادة مع المرحلة الانتقالية لأن الاستقرار الحقيقي لليمن لن يتحقق الا إذا انتهينا من المرحلة الانتقالية وأجرينا استفتاء على الدستور وأجرينا الانتخابات، كلما طالت المراحل الانتقالية وهذا في تجارب الكثير من الدول كلما أدت الى المزيد من التدهور في الأوضاع الأمنية. لو انتقلنا الى القضية الأخرى فيما يتعلق بمخرجات لقاء بوتسدام هل جرى الاتفاق بين الأحزاب على تحديدفترة زمنية للعمل؟ - لا اعتقد أن هناك تزميناً ولكن هناك تأكيداً على النقطة التي أشرت اليها، قضية الانتخابات، كان هناك تأكيداً على أن العقوبات هذه لا تسهم في حل الأزمة وتعقد الحل السياسي في اليمن وتنفيذ المبادرة الخليجية، اتفقوا على قضايا أخرى تتعلق بمخرجات الحوار الوطني، وأنا سعيد الحقيقة أن الأحزاب المشاركة والفاعلة على الأرض أستطاعت أن تصل الى كلمة سواء وتخرج بالاتفاق الذي تم في بوتسدام. يعني هل اللقاء لم يتطرق حسب علمكم الى موضوع الاقليمين؟ - أعتقد أن أحد أطراف الحراك الذي يمثله الأخ المهندس حيدر العطاس طرح هذا الموضوع لكنه رفض من بقية الأطراف. إذاً يا دكتور لو انتقلنا الى موضوع آخر وهو موضوع زيارتكم للصين.. كيف كانت؟ هل يمكن أن تستعرضوا نتائج الزيارة؟ - كانت زيارة حزبية بدعوة من الحزب الشيوعي الصيني للمؤتمر الشعبي العام، لأن الحزب الشيوعي الصيني كما تعرف يعتبر الجهاز الذي يضع ويرسم سياسات الدولة في الصين، وبالتالي هذه الدعوة جاءت أولاً للإطلاع على التجربة الصينية الخاصة بهذه المرحلة الجديدة التي بدأت فيها الصين خطوات متقدمة في المجال الاقتصادي والسياسي وفي مجال الحريات وفي مجال مكافحة الفساد، وليستمعوا منا حول مجريات الأمور في اليمن وتنفيذ المبادرة الخليجية والمرحلة الانتقالية، كان الحوار اعتقد مهماً جداً للجانبين.. بالنسبة للجانب الصيني أنا أعتقد أنهم استمعوا إلى ما طرحناه حول التطورات على الساحة اليمنية وكان واضحاً أنهم عرفوا الكثير من التفاصيل التي ربما لم تكن تنقل لهم أو كانت تنقل اعلامياً بصورة خاطئة، نحن كنا حريصين جداً على أن نطرح التطورات على الساحة اليمنية بمنتهى الأمانة والحرص على المصداقية لأن هذه الأيام كما يقول المثل «الكذب حبله قصير»، وهذا الذي يجب أن تتعامل معه وسائل الإعلام في اليمن التي تحاول أن تبدع في الكذب وليس في الحقيقة. وتعتقد أنها استطاعت أن تكيف الناس وفقاً لهذه الأكاذيب، والذي يحدث هو العكس أن الناس يكتشفون الحقيقة ولا يصدقون بعد ذلك ما يأتيهم من هذه الجهات حتى وإن كان صادقاً، ولهذا طرحنا لهم الأمور بوضوح، حددنا لهم مواقف المؤتمر أين كانت أخطاء المؤتمر وما هي إنجازات المؤتمر في العملية السياسية وفي إخراج اليمن من المرحلة، ما هي التنازلات التي قدمها المؤتمر خلال هذه المرحلة، وعملية تهميشه وتقليص دوره. ومن جانبهم طبعاً اعترفوا أن هذه الأمور لم تكن تصلهم بصورة متكاملة الزيارة ازالت الغموض وهذا مهم للمؤتمر في دولة مثل الصين ومن الدول الخمس دائمة العضوية. نحن استفدنا كثيراً لأننا رأينا في اسلوب عمل الحزب الشيوعي تواجده على كافة مستويات الدولة والأقاليم، واطلعنا على التنسيق المتميز بين قيادات الحزب على كافة الأقاليم الصينية، وكما تعرف الصين مساحة كبيرة جداً وسكانها يفوق المليار والـ400 مليون، ومع ذلك تجربتهم أعتقد أننا سنستفيد منها كثيراً في اليمن. هل ناقشتم معهم مسألة خطورة العقوبات الدولية وتأثيرها على التسوية؟ - طبعاً.. طبعاً.. قلنا لهم إن العقوبات لا تخدم التسوية السياسية بالعكس تعقد الأمور بالنسبة للتسوية السياسية. دكتور.. ترأستم لحنة مؤتمرية كلفت بزيارة محافظات عدن ولحج وأبين.. ما هي نتائج لقاءاتكم مع قيادات الفروع؟ - طبعاً الذين يعادون المؤتمر الشعبي العام ويدركون أنه خرج من الأزمة السياسية منتصراً وأن وضعه اليوم أقوى مما كان عليه في 2011م يسعون الى إضعاف المؤتمر الشعبي العام للأسف أن هناك بعض عناصر مؤتمرية ربما أيضاً دخلت في هذه العملية ولا مبرر لاتخاذهم مواقف من هذا النوع، لكن المطمئن أننا عندما نزلنا الى عدن واجتمعنا بقيادات فروع المؤتمر في أبين وعدن ولحج وجامعة عدن أولاً أغلبية إذا لم يكن 90% من قيادات الفروع شاركت في هذه الاجتماعات.. هذه القيادات كلها كانت تؤكد على ضرورة معالجة كل القضايا أو الخلافات في إطار النظام الداخلي للمؤتمر ولوائحه والجميع يرفض أية محاولة لتقسيم المؤتمر أو إحداث انقسام داخله.. أن الجميع يعتقد أن العلاقة بين رئيس الجمهورية ورئيس المؤتمر يجب أن تكون علاقة تكاملية لمصلحة اليمن في المقام الأول قبل أن تكون لمصلحة المؤتمر وأنهم جميعاً يرحبون بانعقاد المؤتمر العام الاستثنائي في أقرب فرصة حتى يأتي ممثلو المؤتمر من كافة المحافظات ويختارون قيادة جديدة للمؤتمر. هل التقيتم مع الميسري؟ - الميسري طلبنا اللقاء به.. هو كما تعرف عضو لجنة عامة وبالنسبة لي أنا عندما كنت نائب رئيس جامعة صنعاء كان هو تلميذ في كلية الهندسة بالجامعة، وكان من أعضاء فرع المؤتمر ومن الناشطين في المؤتمر، وطلبت أن يرتب لنا لقاء معه كما طلبنا مع الفروع باعتبار أنه هو الآن الذي يحضّر لما يسمى «لقاء مؤتمر جنوبي» في 15 ديسمبر، لكني عرفت الآن أنه أجّل الى يوم 20 ديسمبر.. واعتذر عن اللقاء طالباً أولاً الاعتذار قبل أن يلتقي باللجنة، كنت أتمنى من أحمد الميسري كقيادي مؤتمرياً أن يكون حريصاً كما نحن على المؤتمر وأن يأتي وأن يلتقي وأن يستمع الى الطرف الآخر، لأنه للأسف الشديد هناك كثير من التشويه للحقائق والمعلومات تؤدي أحياناً الى ردود فعل لا تخدم مصلحة الوطن قبل أن نقول مصلحة المؤتمر. هل استطعتم أن توضحوا الحقيقة لأعضاء المؤتمر في المحافظات الجنوبية؟ - نعم.. نحن حاولنا حقيقة أن نؤكد في لقاءاتنا مع قيادات فروع المؤتمر على مجموعة من القضايا الأولى أن أحداث 2011م التي كان الهدف منها اجتثاث المؤتمر فشلت وبقي المؤتمر تنظيماً قوياً على الأرض في كل محافظات الجمهورية، لا أحد ينكر ذلك، وبالتالي يجب أن نتصدى لأي محاولة اليوم للإضرار بالمؤتمر أو إحداث انقسامات في صفوفه. والثانية اننا عندما نقول الحفاظ على المؤتمر نحن نتكلم عن تنظيم ليس فقط كأعضاء في المؤتمر وإنما قيادات الأحزاب الأخرى عبّرت عن ذلك، والمجتمع الاقليمي والدولي يعتبر المؤتمر هو صمام الأمان لليمن، وبالتالي أي عمل للإضرار بصمام الأمان هو إضرار بالوطن، لذا على المؤتمريين أن يكونوا أحرص من غيرهم على حماية المؤتمر من محاولات الضرر أو إحداث الانقسام النقطة الثالثة أنه إذا كان الذين يريدون أو يختلفون حول قرارات اللجنة الدائمة التي اتخذت مؤخراً، من حقهم أن يختلفوا، وفي النظام الأساسي هناك معالجات لهذه الاختلافات وبالتالي لنحتكم للنظام الداخلي لكي نعالج هذه الخلافات وألا نسعى الى تعميقها بدلاً من احتوائها، النقطة الرابعة أن فروع المؤتمر في محافظات الجمهورية مرحّب بقياداتها أن تأتي الى صنعاء وأن تجلس مع المعنيين في مختلف الدوائر لمناقشة هذه الأمور وإيجاد الحلول لها. خامساً أننا سندعو الى مؤتمر عام وهذا هو الفيصل في أي خلافات، مؤتمر عام استثنائي. لو عدنا الى اللجنة التي شكلت للالتقاء برئيس الجمهورية.. هل من جديد حول هذه اللجنة؟ للتوضيح.. هم طرحوا شروطاً عليكم لإيقاف هذه التداعيات في المحافظات الجنوبية وبالتحديد الميسري.. هل العودة عن قرارات اللجنة الدائمة أحدها؟ إلى أين وصلت التحضيرات للمؤتمر العام الاستثنائي؟ قرارات المؤتمر في اللجنة الدائمة التي اتخذت مؤخراً البعض علّق عليها أنها غير مكتملة وخاطئة؟ علمنا أن هناك خطة نزول ميداني لقيادات المؤتمر.. هل تعطونا صورة حول أهدافها؟ هل هناك دعم خارجي لمحاولة إحداث انشقاق داخل المؤتمر؟ هل فتحت اللجنة العامة حواراً مع رئيس الجمهورية بهذا الخصوص؟ وخاصة بعد التداعيات الأخيرة؟ باعتباركم وزير خارجية سابق ومطلع على الشأن الخارجي لسنوات طويلة ما خطورة ايقاف الدول والمنظمات المانحة لمساعداتها لليمن.. هل الحكومة قادرة على تجاوز هذا المنزلق في ظل تراجع أسعار النفط، البلاد مهددة بالانهيار الاقتصادي في ظل تخريب أنابيب النفط والغاز والكهرباء؟ اليمن هي في وضع أسوأ أولاً لأن إنتاجنا من النفط يتضاءل ثانياً لأن إنتاجنا مهدد دائماً بتخريب الأنابيب ثالثاً لأن ميزانية الدولة الأن - للأسف الشديد- في بند المرتبات يزيد نتيجة التوظيف الكبير الذي حدث والمطالبة أيضاً بتوظيف إضافي دون إدراك أن الدولة لا تستطيع أن تتحمل هذا، معنى هذا على المستوى الداخلي هناك فعلاً أزمة مالية لا يمكن أن تعالج فقط من منطلق الموارد، الموارد لا يمكن أن تغطي، وبالتالي سيكون هناك فجوة وعجز في ميزانية الدولة، الدول المانحة تأتي بأموالها لكي تنفقها على مشاريع في اليمن، ربما بعض الدول تقدم دعماً للضمان الاجتماعي أو الصندوق الاجتماعي للتنمية، للتخفيف من آثار الفقر وخلق فرص عمل. كيف تعلقون على عودة المواجهات بين الحوثيين والإصلاح في أرحب في ظل موقف الدولة «المحايد»؟ لكن نحن أمام هذا الواقع الآن، ونأمل أن تكون هناك إمكانية لتبني فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي لمصالحة وطنية شاملة بين الأحزاب السياسية، لأنها هي التي خلقت الأزمات في حقيقة الأمر منذ بداية الأزمة ومن قبلها.. الآن أعتقد أننا معترفون أن وضع قوات الأمن والجيش سيئ جداً، وما لم يعاد الى الأمن والجيش قدراته ويعاد بناؤه على أساس وطني كما قلنا في بداية الحوار الوطني سنجد أن هذه الصراعات ستتكرر لأن الجهة الوحيدة التي يمكن أن تمنع هذه الصدامات والمعارك هي الجيش والأمن، لكن الجيش والأمن الآن غير قادر أن يقوم بهذه الأمور لأسباب نعرفها جميعاً ويجب أن تضغط وتعمل كل الأحزاب حتى يمكن لنا أن نعيد النظر في بناء قوات الجيش والأمن على أساس وطني وهو ما كنا نتمناه من بداية المرحلة الانتقالية. باعتباركم الآن أميناً عاماً مساعداً للمؤتمر لقطاع الاعلام.. ماذا تحملون للمؤتمر من أجل خطاب إعلامي جديد؟ هل سيمنح المؤتمر حكومة بحاح الثقة؟ حتى لو أقصي المؤتمر منها؟ |