الزنداني.. حين يتناسى !! يحتاج الزنداني وهو القيادي الاخواني الى من يذكره بكل مواقفه التي تغرد خارج سرب الوطنية والانتماء الى اليمن.. شأنه شأن كل قيادات الاخوان التي تعودت على ان تكون دائما في موقف البيع والشراء بقضايا الوطن لا لشيء إلا من اجل مصالحها الحزبية والشخصية الضيقة ... الزنداني في بيانه امس حاول العودة الى المشهد من باب توزيع الادعاءات والأكاذيب ضد الاخرين – كما هي عادته – مادحاً في الوقت نفسه السعودية التي تشن حرب إبادة على بلاده، ووصف هذا العدوان السعودي الاهوج والبربري والوحشي بأنه بذل من السعودية للغالي والنفيس من اجل انقاذ اليمن ...مذكراً بما وصفها فضائلها عليه وعلى نجاح اعجازه العلمي... وإذا كانت ادعاءات الزنداني التي اوردها بيانه لا تحتاج الى رد او تكذيب لكونها في الحقيقة والواقع اكاذيب تعود قادة الاخوان على ترويجها ضد صالح منذ فترات طويلة.. لكن ما يحتاجه الزنداني هو التذكير بتاريخه الذي لا يختلف عن تاريخ أي (نخاس) يبيع ارضه ووطنه وشعبه من اجل (حفنة) من الدراهم والدنانير والريالات السعودية.. فالزنداني الذي ربما يتناسى تاريخه وتآمره على الشهيد الثائر محمد محمود الزبيري ويعتقد ان الاخرين لا يعرفون سر مشاركته في اغتيال الزبيري ...يتناسى ايضا وهو يتحدث عن كرم السعودية في نجاح مشروعه في الاعجاز العلمي في القرآن ان ذلك الكرم السعودي لم يكن إلا غطاءاً لمشاركته في تأسيس وتحشيد وتجنيد من كانوا حينها يسمون بالمجاهدين وإرسالهم الى افغانستان لمحاربة الشيوعية ،والتي تفرخت منها فيما بعد الطامات الكبرى المعروفة حالياً بالتنظيمات الارهابية (طالبان، والقاعدة، وداعش، والنصرة، وأنصار الشريعة) وكل الكوارث التي حلت بالبلدان العربية والإسلامية جراء هذا المشروع الذي تبناه وأنتجه وأخرجه الى الوجود تنظيم الاخوان المسلمين وما الزنداني إلا واحد من اولئك الذين اسهموا بفاعلية في هذا المشروع الكارثي. هل يحتاج الزنداني اليوم الى تذكيره بأنه لا يزال موضوعاً على قائمة الامم المتحدة للمتهمين بتمويل الارهاب ...وتذكيره كيف حاولت واشنطن مراراً وتكراراً الضغط على القيادة السياسية اليمنية ممثلة بالرئيس السابق الزعيم علي عبدالله صالح لتسليمه اليها على خلفية تلك التهمة ...وكيف كان موقف صالح الوطني الرافض لتسليمه الى امريكا وتأكيده على ان ذلك يخالف الدستور اليمني .. ربما أيضاً يحتاج الزنداني الى تذكيره بمكالمة مستشارة الامن القومي للرئيس الامريكي والتي اضطر صالح لان يجمع الزنداني وسفير واشنطن حينها ويسمعهم تسجيل للمكالمة والتي هو – أي الزنداني – يعرف فحواها جيدا .. كل ذلك وأكثر يحاول الزنداني تناسيه عامداً ظناً منه انه يستطيع ان يحجب ضوء الحقيقة بغربال وهو واهم طبعاً بظنه ذاك ...فالتاريخ يرصد ويسجل كل شاردة وواردة ولا ينسى مواقف اولئك النفر الذين استغلوا الدين خدمة لأهدافهم ومآربهم السياسية التي تعج بالنفاق والتمصلح والكسب على حساب كل شيء بما في ذلك الوطن.. وربما والحال هكذا يحاول الزنداني ان يتناسى كل شيء لكن كيف لنا جميعا ان ننسى كل ما ارتكبه بحق الوطن ...وان نسينا ما كان سابقاً من باب الافتراض .. فهل سينسى الشعب اليمني موقفه من الحرب السعودية وعدوانها الحالي على اليمن ارضاً ودولةً وشعباً وإنساناً ... يستحيل ذلك.. فالبيان الاخير للزنداني سيمثل دليلاً دامغاً عليه ..وعلى موقفه الذي يتماشى مع موقف كل مؤيد ومطبل ومهلل للعدوان على البلد ...وممارسة النخاسة بحق شعب ...وهو موقف لا يمكن إلا ان يكون له ما بعده .. فالشعب اليمني سيأخذ بحقه من المعتدي وممن طلب العدوان ...من القاتل ومن المؤيد لقتله ...من الخائن لوطنه ...اكان الزنداني او غيره فكلهم في الاخير سواء... كلهم (عيال العاصفة) ...وبائعي الاوطان... وسيحاكمون وستكون نهايتهم شر نهاية جراء ما اقترفوه بحق هذا الشعب اليمني العظيم ... |