|
نص كلمة الزعيم صالح بمناسبة عيد ثورة 26 سبتمبر وعيد الاضحى وجه رئيس الجمهورية السابق الزعيم علي عبدالله صالح رئيس المؤتمر الشعبي العام كلمة بمناسبة العيد الثالث والخمسين لثورة السادس والعشرين من سبتمبر الخالدة وعيد الأضحى المبارك. المؤتمرنت ينشر نصها : كلمة الرئيس السابق الزعيم علي عبدالله صالح رئيس المؤتمر الشعبي العام بمناسبة عيد الأضحى المبارك وأعياد الثورة اليمنية المباركة (سبتمبر وأكتوبر) بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين الواحد الأحد والفرد الصمد لا إله إلا هو من له الملك لا شريك له والصلاة والسلام على محمد ابن عبدالله الرسول الصادق الأمين وخاتم الأنبياء والمرسلين وعلى آلة وصحابته أجمعين مع قدوم عيد الأضحى المبارك أتوجه إلى أعضاء المؤتمر الشعبي العام وأحزاب التحالف الوطني الديمقراطي وكافة أبناء شعبنا اليمني بالتحية والمباركة بهذه المناسبة الدينية العظيمة. كما أنه مما يتعين القيام به من التكاليف الدينية والأخوية والأخلاقية التوجه بالتهاني القلبية الصادقة لكل أبناء أمتنا العربية والإسلامية بهذه المناسبة الدينية الغالية عيد التضحية والفداء.. والامتثال الصادق والأمين لطاعة الله أولاً والإرتقاء لمعاني هذا العيد الجليل والكبير وكما علمنا الرسول الكريم ومهما كانت النفوس متألمة وكانت القلوب كليمه ومجروحة جراء ما تتعرض له بلادنا من عدوان غاشم وما يواجهه شعبنا من قتل وإبادة من قبل النظام السعودي المعتدي ومن تحالف معه.. فإن إيماننا وصدق إنتمائنا للأمة الإسلامية يقتضي أن نعظم هذا العيد الذي هو هبة الله لعباده المؤمنين مهما عظمت الآلام والأحزان فلابد من مشاركة ضيوف الرحمن أفراحهم بأداء فريضة الحج وإقامة ركن هام من أركان ديننا الإسلامي الحنيف في رحلة عقيدية حافلة بالدروس والمشاق والثمار الروحية المباركة والحسنات المضاعفة والتي نسأل الله سبحانه وتعالى أن لا يحرم منها أبناء شعبنا الذين منعهم نظام آل سعود من أداء هذه الفريضة بعد أن عقدوا العزم والنية الخالصة وتوفرت لهم سبل الاستطاعة المادية والنفسية ليأدوا فريضة الحج في هذا العام ويسعدوا مع إخوانهم وأخواتهم المؤمنين والمؤمنات بإقامة الركن الخامس من أركان ديننا الإسلامي الحنيف, ولا شك بأنه إدراكاً لأحكام الحديث النبوي الشريف على صاحبه أفضل الصلوات والتسليم "إنما الأعمال بالنيات.. ولكل إمرء ما نوى.." فإن الله سبحانه وتعالى قد كتب لهم الأجر المستحق عن ذلك وإن لم يستطيعوا السفر إلى بيت الله الحرام ويؤدوا الشعائر في الأماكن المقدسة والوقوف في عرفات الله.. وإننا لندعو لهم ولكل من قاموا بأداء فريضة الحج أن يتقبل الله حجهم وأن يكتب لهم الأجر العظيم الذي فاز به الحجاج من كافة أقطار المعمورة إنه سميع مجيب. أيها الإخوة الأعزاء والأخوات العزيزات: إننا في هذا اليوم المبارك والذي يتكرر في كل عام ليؤكد في جوهر مظهره العظيم ومحتواه المقدس واحدية الأمة الإسلامية وقوة عروتها الوثقى التي لا إنفصام لها مهما كانت التحديات والمؤامرات التي تواجهها وتحاك ضدها وبأدوات من بعض أبنائها, وأخطرها على الإطلاق إشعال الفتن المذهبية والطائفية بين أبناء الأمة الإسلامية في العديد من الأقطار العربية والإسلامية وهو ما يعتبر أشد وأخطر ما واجهته وتواجهه بلادنا في محاولة لتمزيق الوحدة الوطنية والنسيج الاجتماعي المتماسك والراسخ, وهو ما نشدد على التحذير من التمادي فيه, وندعو كل أبناء شعبنا إلى التصدي الشجاع والحازم له وسرعة العمل على إيقاف كل صور الاحتراب الداخلي وتفويت الفرص على من يحاولون إثارة الفتنة التي تهدد وحدة الشعب وسلامة وجوده, والسير قدماً من أجل إنجاز التقارب والتفاهم لبناء المداميك القوية للسلم والأمن والاستقرار بداية من نقطة إيقاف العدوان وإنهاء الإحتراب والحفاظ على ما تبقى من بنيان الدولة الذي تم بناؤه على امتداد مسيرة طويلة من النضال والجهاد والتفاني والإخلاص من قبل كل أبناء الشعب اليمني الأبي المكافح وقياداته ومسئوليه في كافة المؤسسات في الدولة والمجتمع.. وكان الرأسمال الأول والأعظم هو عزيمة كل اليمنيين على استثمار ما توفر من قدرات الوطن المحدودة وإمكانياته الذاتية الشحيحة والذي استمروا في إنجازها من قوت يومهم وبصبرهم وجلدهم ومعاناتهم وبقيت الثروة العظمى هي قوة الشعب وإيمانه وديمومة ثورته وتمسكه بقيم الإخاء والمحبة والتعاون والمساواة والإلتزام بالنهج الديمقراطي التعددي والتنافس أمام صناديق الاقتراع والاحتكام إلى التفاهم والحوار الذي هو السبيل الوحيد لصيانة وجوده في حاضره ومستقبله.. وإننا في المؤتمر الشعبي العام لنتطلع من كل القوى السياسية والاجتماعية أن تُحكّم العقل وتعمل صادقة وبإخلاص للتصدي للعدوان الجائر على شعبنا وبلادنا وإنهاء الاقتتال الداخلي وتحقيق السلام باعتباره المطلب الجوهري الأول لمواصلة الحوار والتفاهم للخروج ببلادنا من براثن هذه الفتنة وأن تعود الأطراف المتصارعة داخل الوطن إلى رشدها وأن يعمل الجميع على صيانة الأرواح وحقن دماء اليمنيين والحفاظ على ما تبقى من مقدرات الشعب والوطن.. وأن يقفوا صفاً واحداً ضد كل من يتآمر على بلادنا وشعبنا ومنجزاته الوطنية والقومية وفي المقدمة النظام الجمهوري الخالد والوحدة الوطنية.. وإفشال كل محاولات الإلتفاف على النهج القومي المبدئي الداعي لتحرير الأرض العربية وتحقيق التضامن العربي وتفويت الفرصة أمام الأعداء الذين يعملون على التفتيت والتمزيق للوطن العربي لصالح أمن وسلام إسرائيل ونهب الثروات العربية وقتل ما تبقى من روح الإباء والثورة العربية الصامدة. نقول ذلك ونحن على مشارف العيد الثالث والخمسين للثورة اليمنية المباركة سبتمبر وأكتوبر الذي نتقدم بالتهاني القلبية المخلصة لكافة أبناء شعبنا ولقواته المسلحة والأمن واللجان الشعبية الباسلة بهذه المناسبة الوطنية الغالية.. مؤكدين على الإيمان الراسخ واليقين الثوري الحي بأن الثورة اليمنية الخالدة (26 سبتمبر و 14 أكتوبر) ستظل حية ومتنامية في وجدان كل أبناء شعبنا اليمني الحر الثائر.. ويزداد عنفوانها مع تجدد التحديات ويقوى مراسها في مقاومتها والتغلب عليها وتجاوز كل المؤامرات, وأن الشعب اليمني الأبي سيظل في مواقفه المبدئية الثابتة في الانتصار لحقه في التمتع بالحرية وحكم نفسه بنفسه وفي الممارسة الديمقراطية بعد أن تخلص وإلى الأبد مع فجر السادس والعشرين من سبتمبر من الحكم الإمامي الكهنوتي المتخلف وتحرر من الاستعمار البريطاني البغيض ومضى في معركته المتمثلة في القضاء على الجهل والظلم والعبودية.. واستطاع أن يقدم تجربة إنسانية مهمة في التمتع بالحقوق السياسية وعبر صناديق الإقتراع والاستفتاءات والانتخابات العامة الحرة والمباشرة المعبرة عن إرادته الثورية الحرة وتم الاعتراف ببلادنا في بوتقة الديمقراطيات الناشئة في ظل يمن الثاني والعشرين من مايو يمن الثورة والجمهورية والوحدة ورفد ذلك شعبنا بالعديد من منجزات بناء الحياة الحرة والكريمة في كافة المجالات الإنمائية وبناء الهياكل الأساسية الخدمية والاقتصادية التي صارت تواجه اليوم جرائم التهديم والتخريب من قبل أعداء الثورة والوحدة والحرية والديمقراطية وأعداء التنمية والأمن والسلام والاستقرار في المنطقة.. الذين لم يتوقفوا عن تآمرهم منذ فجر الثورة اليمنية 26 سبتمبر و14 أكتوبر وسخروا لذلك الأموال الهائلة والأسلحة الفتاكة.. معتمدين على ضعفاء النفوس والعملاء الذين أوهموهم بقدرتهم على وأد الثورة والعودة بالوطن إلى عهود الإمامة والنظام الإنجلوسلاطيني, ويحاول أعداء اليمن الممثلين في نظام آل سعود المسكون بالحقد الدفين على شعبنا لإعادة الكرة من جديد حيث كشفوا بوقاحة عن وجههم القبيح بالعدوان الغادر والجائر على بلادنا وشعبنا معتمدين على أولئك الذين باعوا الوطن وباعوا ضمائرهم مقابل ما يتلقونه من أموال بخسه والتي لن تكون إلاّ وبالاً عليهم في المستقبل وسيحاكمهم الشعب على ما يقترفونه من جرائم وعلى مباركتهم لقتل الأطفال والنساء والعجزة وكل المواطنين الأبرياء وما تعرض له الوطن من تدمير لمقدراته ومنشآته وكل مشاريع البنى التحتية من طرق وجسور ومستشفيات ومدارس وجامعات ومشاريع الكهرباء والمياه والمعالم التاريخية والسياحية إلى جانب تدمير التجمعات السكانية بمن فيها والأسواق الشعبية المكتظة بالمواطنين الأبرياء, بالإضافة إلى تدمير القدرات العسكرية والأمنية لشعبنا والتي لم تكن في يوم من الأيام إلا قوة بيد الوطن والشعب تدافع عن السيادة والاستقلال الوطني, وليس كما يشيعون ويحلو لهم أن يصفوا قواتنا المسلحة والأمن بأنها جيش عائلي وأمن أسري, فها هي الأحداث تثبت أن الجيش درع الوطن والأمن سياج الوطن.. وأن إدعاءاتهم كاذبة. ومع ذلك كله فإن تاريخ الثورة اليمنية الخالدة واضح بكل معطياته وبكل ما واجهته المسيرة الثورية المباركة من تحديات ومؤامرات وسوف يبقى تاريخاً ناصعاً في حياة شعبنا ويشكل الأساس الجوهري المتين لمشروعه الحضاري والعمود الفقري لتاريخه الإيجابي المعاصر في ظل حكم الشعب نفسه بنفسه وعلو الصرح الشامخ للنظام الجمهوري الخالد. وبهذه المناسبة الغالية يطيب لنا هنا أن نتقدم باسم كافة أعضاء المؤتمر الشعبي العام وقياداته والتحالف الوطني الديمقراطي إلى كافة أبناء شعبنا بالتهنئة القلبية الخالصة وبتحية الإكبار والتقدير للبطولات التي يسطرها أبناء القوات المسلحة والأمن ورجال وشباب اللجان الشعبية في كافة المحافظات وفي المناطق الحدودية اليمنية ذوداً عن السيادة الوطنية وتصدياً وردعاً لكل أشكال العدوان. مؤكدين على تمسك المؤتمر الشعبي العام بنهجه المبدئي الثابت الذي قام وتشكل على أساس منه وكما فصلته مضامين الميثاق الوطني وأنجز في سيرته أعظم المنجزات الوطنية والمكتسبات الشعبية إلتزاماً بعقيدته الإسلامية السامية والشريعة الغراء وتجسيد الأهداف الستة السامية للثورة اليمنية المباركة وترجمه معنى الولاء الصادق لله والوطن والثورة والوحدة.. والحفاظ على سيادة الوطن وأمنه واستقلاله وإرساء وتطبيق القواعد الدستورية الواضحة للنظام الجمهوري الخالد. وسيبقى ذلكم الحصن الصامد للإيمان والالتزام بترسيخ كافة الثوابت العقيدية الدينية والوطنية دون تخاذل أو نكوص وأن يجعل من مبدأ الحوار كما هي سمته الغالبة سبيل المعالجة السليمة الناجحة لكل المشاكل والمعضلات.. لأن المؤتمر الشعبي العام لم يكن في يوم ما إلا في صف الحوار والتفاهم والحرص على السلم الاجتماعي والشراكة الوطنية الحقيقية, وستبقى عقيدته الراسخة بأن ذلك وحده هو سبيل الانتصار والبناء والإعمار.. وإعادة بناء وترميم علاقات بلادنا الخارجية العربية والدولية على أساس من مبدأ عدم التدخل في الشئون الداخلية, والتفرغ بكل طاقاته وإمكانياته السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية لمواصلة بناء مشروعة الحضاري المنشود.. وترسيخ مداميك الدولة المدنية الحديثة دولة النظام والقانون.. وسيظل حاملاً للمشروع الوطني الذي يعتبره القاسم المشترك مع مختلف القوى والمكونات.. ولن يألوا جهداً في الذهاب إلى أقصى مدى لإيقاف العدوان الغاشم وإنجاز الحلول السياسية السليمة وبما يحافظ على سيادة واستقلال بلدنا وكرامة وحرية شعبنا اليمني الأصيل شعب الإيمان والحكمة والعزة والشموخ. وفي الختام أحيي الشرفاء من أبناء مأرب التاريخ الرافضين لمخططات الغزاة ولوجود أي قوى خارجية على أرض الوطن, الحريصين على عدم أن تكون مناطقهم ساحة أو ممراً لممارسة الغزاة عدوانهم على إخوانهم في بقية المناطق والمحافظات وتدمير مقدرات الوطن.. كما أتوجه بالتحية لكل شرفاء الوطن وفي مقدمتهم أبناء القوات المسلحة والأمن واللجان الشعبية في كل محافظات الجمهورية الذين يتصدون لمخططات الإجرام والفتنة مقدرين لصمودهم وثباتهم.. وأ توجه إلى الله سبحانه وتعالى الرحمة لشهداء الوطن وفي مقدمتهم الذين قتلهم عدوان آل سعود الغاشم وأن يتغمدهم بالرحمة والغفران وأن يمن على الجرحى والمصابين بالشفاء العاجل, وأن يعوض كل من فقد منزله أو مصدر رزقه أو أي من أملاكه خيراً إنه على كل شيء قدير. قال تعالى: " فأما الزَّبد فيذهب جُفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض" صدق الله العظيم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته |