سر الرعد وسر الشمال!! أحست المملكة العربية السعودية بإنكشاف جزءها الشمالي بسبب عدوانها على اليمن وطول المدة التي استغرقها هذا العدوان الذي لا يبدوا في الأفق أنه وصل مراحله الأخيرة، وقيامها بتعزيز تواجدها العسكري على حدودها الجنوبية نتيجة لاختراق الجيش اليمني والقبائل المساندة له لتلك الحدود على حساب انتشارها العسكري على الحدود الشمالية. هذا الاحساس بالخطر والناتج عن الشعور بعدم تواجد الكم الكافي من القوات والعتاد في حدودها الشمالية لمواجهة ما يعتقده حكام آل سعود "خطرا شيعياً" باتت تمثله قوات الحشد الشعبي العراقية ذات الاغلبية الشيعية والتي صارت تمتلك من العتاد والقوة ما يمثل تهديداً حقيقيا للفكر الوهابي الذي يعتبره أصحاب المذهب الشيعي فكراً تكفيرياً يجب مواجهته واجتثاثه . بالإضافة إلى فشل المملكة العربية السعودية في الدفع بالانظمة الموالية لها لتبني حربها وعدوانها على اليمن وارسال قواتها البرية لاجتياحه نتيجة للاصوات المعارضة داخل تلك الانظمة لمثل هكذا خطوة لاقتناعهم وإدراكهم بأن هذه الحرب لاتعنيهم وليست كما يروج لها حكام السعودية بأنها حرب لمكافحة الخطر الايراني المحدق بالوطن العربي والامة الإسلامية. ومع تعالي الاصوات الغربية المنادية بحظر بيع الاسلحة للسعودية نتيجة قتل المدنيين واقتراف جرائم حرب وانتهاك حقوق الانسان في عدوانها على اليمن، وجدت السعودية نفسها أمام خيارين كلاهما مر أما ان توقف عدوانها على اليمن وتعيد تقسيم قواتها بالشكل الذي يتناسب مع حجم الخطر الذي صار يطوق المملكة بشكل شبه كامل وبهذا تكون قد خسرت في اول حرب مباشرة تخوضها السعودية، وسيمثل مثل هذا القرار انتكاسة لأسهم الملك سلمان ووزير دفاعه الطموح محمد بن سلمان داخل الاسرة الحاكمة. وإما أن تواصل مغامرتها في عدوانها على اليمن متجاهلة الخطر المحدق بها شمالًا ومعتمدة على التطمينات الامريكية والباكستانية في الدفاع عنها حال وجود اي اعتداء على اراضيها.. وهي تطمينات لم تعد ذات ثقة بالنسبة للسعودية خاصة بعد توقيع واشنطن للاتفاق النووي الايراني. ونتيجة لكل هذه الأسباب فقد كان الحل الأمثل للخروج من هذا المأزق بالنسبة لحكام السعودية هو إجراء مناورات واختيار الحدود الشمالية مكاناً لتلك المناورات المسماة بـ(رعد الشمال) فهي بذلك تضمن وجود قوات كافية لتأمين حدودها الشمالية وتضمن امدادها بعتاد عسكري كبير غير معروف الكم او النوع غربياً. ومن جهة أخرى رفع الحرج على حكام الانظمة المتحالفة مع المملكة وتجنيبها الضغط الشعبي والاصوات الرافضة لمشاركة قواتها في حروب مذهبية لاتعنيهم، وإيجاد الذريعة الكافية لتبرير ارسال قواتهم وعتادهم إلى المملكة بحجة المشاركة في المناورات المزعومة. |