|
لبوزه: الوحدة وُجدت لتبقى ومؤامرات العدوان ومرتزقته سوف تتحطم قال الدكتور قاسم لبوزة نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام: إن الوحدة اليمنية وُجدت لتبقى وستظل قدراً ومصيراً تتوارثه الأجيال، مؤكداً أن مؤامرات العدوان لن تزيد الشعب إلا صلابة وقوة. وأشار لبوزة الى أن لدول تحالف العدوان باعاً طويلاً في التآمر على بلادنا ومنها من ينظر للوحدة اليمنية كمصدر خطر عليه وعلى مصالحه. وقال: إن ما يسمى المجلس الانتقالي أخذ أكبر من حجمه وقدراته فهو لا يمتلك حاضنة شعبية تمكنه من فعل ما رُسم له.. الى التفاصيل: * كيف تنظرون لذكرى الوحدة اليمنية والتي تأتي في ظل جملة من التحديات والمؤامرات التي تواجه الوطن جراء العدوان الغاشم؟ - بدايةً انتهز هذه الفرصة لاُهنئ شعبنا اليمني العظيم والقيادة السياسية كما اُهنئ رئيس المؤتمر الشعبي العام الشيخ المناضل صادق بن امين ابوراس وكل قيادات وقواعد ومناصري المؤتمر بمناسبة الذكرى الواحدة والثلاثون لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية، ففي هذا اليوم المجيد 22مايو 1990م رفرف علم الجمهورية اليمنية خفاقاً في سماء عدن الباسلة بعد تضحيات جسام قدمها الآباء والاجداد الذين بذلوا الغالي والنفيس لتحقيق هذا الهدف السامي الذي تضمنته اهداف ثورة 26سبتمبر و14 اكتوبر الخالدة. وبالعودة إلى مضمون السؤال لابد من التأكيد على أن الوحدة اليمنية وجدت لتبقى لأنها قيمة دينية وسياسية واقتصادية واجتماعية عظيمة ولانها جزء لايتجزأ من تاريخنا وهويتنا ووجودنا وقوتنا ومنعتنا ونهضتنا كيمنيين، فلم تكن الوحدة حدثاً عابراً وإنما كانت وستظل قدراً ومصيراً تتوارثه الاجيال اليمنية منذ القدم وبالتالي فإن مؤامرات العدوان ومرتزقته على الوحدة اليمنية سوف تتحطم على قلعة صمود الشعب اليمني ووعيه بحتمية الوحدة واهمية تعزيزها وتعميقها عملاً وليس قولاً والدفاع عنها مهما تعاظمت الخطوب والتحديات التي لن تزيدنا إلا صلابة وقوة.. * اكدت الممارسات التي يقوم بها تحالف العدوان ضد وطننا سعيه للإضرار بالوحدة اليمنية.. ما الأهداف التي يسعى من ورائها، ولماذا يرون الوحدة اليمنية خطراً عليهم؟ - لاشك أن مؤامرة تحالف العدوان وسعيه للاضرار بالوحدة اليمنية امر واضح وجلي وهذا ليس بخافٍِ على احد بل إن بعض دول تحالف العدوان كان لها باعُ طويل في التآمر على اليمن ووحدته وامنه واستقراره، فمنذ اللحظة الاولى لقيام الجمهورية اليمنية قامت تلك الدول وفي مقدمتها جارة السوء السعودية بالتعاون مع اللوبي الصهيوني وغيره من دول الغرب بالعديد من المحاولات المتكررة البائسة للنيل من الوحدة اليمنية، وماحرب صيف عام 1994م ومحاولة فرض الانفصال بالقوة العسكرية إلا احدى حلقات التآمر على اليمن ووحدته، فالسعودية تنظر للوحدة اليمنية وازدهار وتقدم اليمن مصدر خطر عليها وعلى مصالحها.. ولعلكم قد سمعتم عن تلك الوصية الغريبة التي يتوارثها ابناء الاسرة المالكة في السعودية عن الملك المؤسس والتي تزعم أن قوتهم وبقاء ملكهم مرهون بضعف وتشتت اليمن وهذه الوصية وهذا المعتقد الغريب ينم عن عقليات متحجرة لاتعي حقائق التاريخ ولامتطلبات الواقع التي تؤكد ان قوة اليمن قوة لكل دول المنطقة وللعرب بشكل عام.. وهنا اشير الى ان استمرار التآمر على بلادنا قد اكسبنا قوة ومنعة ضد اي محاولة للنيل منا أو الاضرار بنا، فكلما شعر اليمنيون انهم مستهدفون ازدادوا قوة وصلابة وتماسكاً وإن كان هناك بعض اليمنيين قد خانوا الوطن وتآمروا عليه وربطوا مصيرهم بدول العدوان فهم قلة رهنوا انفسهم للعدوان مقابل دراهم معدودة فأصبحوا منبوذين من قبل كل فئات الشعب اليمني الاصيل الذي يقف شامخاً دفاعاً عن الوطن بكل إباء. * يؤكد المراقبون والسياسيون والمهتمون أن بقاء اليمن موحدا يمثل قوة للمنطقة فلماذا الإصرار السعودي والإماراتي للإضرار باليمن ووحدته؟ - لقد اكدت حقائق التاريخ منذ القدم أن قوة اليمن قوة لكل العرب والمسلمين كما اسلفت، وليس بخافٍِ على احد ان الجيوش الاسلامية التي فتحت الاقطار من السند والهند شرقا إلى مشارف فرنسا غربا كانت معظمها من اليمنيين، فاليمن هي ارض المدد واليمنيون هم اهل حضارة ونخوة وإباء ولم يسجل مدى التاريخ انهم قاموا بالاعتداء على اي من الدول العربية بل كانوا في طليعة المدافعين عن قضايا الامة،وفي تصوري أن هذه الصفات والمواقف الاصيلة الثابتة لليمنيين تجاه القضايا العربية وفي مقدمتها قضية العرب الاولى ( قضية فلسطين) تعد احد الاسباب التي جعلت الغرب واسرائيل يتآمرون على اليمن بواسطة حكام وقادة دول العدوان وفي مقدمتها السعودية والامارات.. * هل تقصد أن هناك تعاوناً مشتركاً بين دول العدوان واسرائيل للاضرار باليمن ووحدته ولماذا في تصورك؟ - نعم فهناك تحالف استراتيجي بين تلك الدول واسرائيل وليس تعاوناً مرحلياً فقط وهذا امر واضح لالبس فيه فإسرائيل على سبيل المثال تسعى للسيطرة على الكثير من الجزر والموانئ اليمنية لتضمن مزيداً من عوامل القوة لأمنها القومي، ولذلك تستخدم بعض عملائها من قادة الانظمة العربية في السعودية والخليج لتمزيق اليمن وإضعافه ليتسنى لها تحقيق اطماعها خاصة بعد أن قامت اليمن بإغلاق مضيق باب المندب أمام امدادات اسرائيل بالنفط والسلاح الذي كان يمر عبر باب المندب اثناء حرب 1973م بين العرب واسرائيل فأُصيبت اسرائيل بمقتل ومن تلك اللحظة سعى اللوبي الصهيوني للسيطرة على الممرات المائية من خلال السيطره على الموانئ اليمنية وغيرها من الموانئ المطلة على ضفتي البحر الاحمر ومضيق باب المندب والبحر العربي بكل السبل، وحالياً تعتقد أن الوقت اصبح مواتياً لتحقيق خططها بواسطة تلك الدول التي هرولت للتطبيع معها سراً وعلانية.. * هل للتطبيع مع الكيان الصهيوني علاقة بالعدوان الاخير على المدن والمقدسات الاسلامية في فلسطين..؟ - بكل تأكيد، فلو لم يكن هناك تطبيع مع الكيان الصهيوني لما شاهدنا مثل هذه الوحشية والغرور والعنجهية للعدوان الغاشم على المصلين في المسجد الاقصى ومحاولة طرد السكان الفلسطينيين من منازلهم في حي الشيخ جراح في هذه الايام المباركة، وهذا الانتهاك غير المسبوق للمقدسات الاسلامية في القدس الشريف.. لان التطبيع جعل الكثير من شعوب المنطقة في حيرة من امرها بعد ان تم تدجين وترويض الكثير من شعوب المنطقة لاسيما وقد شاهدوا حكامهم وهم يدخلون بيت الطاعة اليهودية بشكل علني ويتم الترويج الإعلامي والسياسي الممنهج له خلافاً لقوله تعالى (( يا ايها الذين آمنوا لاتتخذوا اليهود والنصارى اولياء بعضهم أولياء بعض فمن يتولهم منكم فإنه منهم))، وبالمقابل انظر الى تلك الحشود المليونية التي تخرج في شوارع صنعاء والمدن اليمنية الاخرى وفي شوارع بعض الدول العربية في محور المقاومة والتي أتصور انها يجب أن لاتهدأ ولاتستكين حتى يعود الحق لأصحابه ويتم طرد المحتل الصهيوني من فلسطين وكل شبر من الاراضي العربية المحتلة، وإذا كانت حركات التحرر العربية في الماضي قد نالت الدعم والمساندة من الزعيم الخالد عبدالناصر فهاهي جمهورية إيران الاسلامية تقود زمام المبادرة في دعم ومساندة محور المقاومة في المنطقة العربية ضد هذا الكيان الصهيوني الصلف، وبالتالي على الشعوب العربية والاسلامية الحرة ان تعلن رفضها للتطبيع وتنهض لمقاومة هذا الكيان الخبيث وعملائه وادواته.. * سيادة النائب تشهد القضية الفلسطينية تطورات مؤسفة وتواصل قوى الاحتلال بطشها بالشعب الفلسطيني، فكيف ينظر المؤتمر الشعبي العام الى القضية الفلسطينية لاسيما في هذه التطورات؟ - أولاً اهنئ المقاومة الفلسطينية على الانتصارات التي حققتها وصمودها الأسطوري في وجه العدو الصهيوني الغاصب.. ولاشك أن المؤتمر الشعبي العام ينظر للقضية الفلسطينية بأنها قضية العرب الاولى وقد افسح لها مساحة كافية من الاهتمام في الباب الخامس من الميثاق الوطني واعتبرها في مقدمة القضايا المصيرية العادلة ودعا المؤتمر الى التلاحم التضامن العربي والاسلامي لمواجهة الصلف الصهيوني والانتصار لقضية فلسطين وكل قضايا الامة العربية، وبالتالي فإن المؤتمر الشعبي العام عمل منذ وقت مبكر لدعم القضية الفلسطينية في كل ادبياته وفعالياته ومشاركاته الداخلية والخارجية ناهيكم عن دعوة المؤتمر للمصالحة الفلسطينية ورأب الصدع في الصف الوطني وعقد في العاصمة صنعاء مؤتمر المصالحة الفلسطينية، ناهيكم عن دعمه وتبرعاته السخية للقضية الفلسطينية في مختلف مراحل النضال الفلسطيني واحتضنت اليمن العديد من الفصائل والقيادات الفلسطينية ومقرات المنظمات التابعة للشعب الفلسطيني والعاملة لنصرته، ومن هنا يمكن التأكيد ان المؤتمر الشعبي العام كان ومايزال من المكونات السياسية الاكثر دعماً واهتماماً ونصرة لقضية العرب الاولى ولن يهدأ له بال إلا وقد تحقق النصر المؤزر للشعب الفلسطيني واستعاد كامل اراضيه المحتلة واعلنت دولته وعاصمتها القدس الشريف.. ومن خلال هذا اللقاء اجدد دعوة كل المكونات والاحزاب والفعاليات السياسية ورجال الاعمال وكل ابناء الشعب اليمني لمؤازرة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة بكل مانستطيع، كما ندعو كل الشعوب العربية والاسلامية الحية لنصرة القضية الفلسطينية دون تردد او تواكل. * ما تقييمكم لمواقف المؤتمر الشعبي العام إزاء القضايا الوطنية عموماً والوحدة اليمنية على وجه التحديد؟ - المؤتمر الشعبي العام تنظيم وطني خرج من رحم الشعب اليمني فجاء معبراً عن معاناته وتطلعاته وحاملاً مشروعه النهضوي منذ تأسيسه في 24 اغسطس 1982م وحتى الآن. ولذلك فقد كان ولايزال المؤتمر هو الرافعة الوطنية الصلبة التي ارتكزت عليها تطلعات الشعب اليمني في التقدم والرخاء والازدهار والامن والاستقرار ولعلك قد اطلعت على النظام الداخلي للمؤتمر الذي يتضمن الحقائق الخمس المعبرة عن تطلعات الشعب اليمني وعلى مختلف الجوانب والصُعُد ومنها (الحرية والعدالة والمساواة والديمقراطية والتعددية وإعادة تحقيق الوحدة اليمنية) التي نحتفل بالذكرى الواحد والثلاثين لاعلانها.. * اشرت إلى أن المؤتمر الشعبي العام شكل رافعة حقيقية لتطلعات الشعب اليمني فهل من توضيح؟ - هذه حقيقة تجسدت على ارض الواقع ولاينكرها إلا جاحد او مكابر، فقد جاء تأسيس المؤتمر الشعبي العام بفكره الوسطي المعتدل بمثابة المحطة الاولى لانطلاق العمل السياسي والتعددية الحزبية المعلنة وتجسيد مفاهيم الرأي والرأي الآخر في بلادنا وهذا الامر أوجد انفراجة سياسية كبيرة لكل الاحزاب والسياسيين والناشطين الذين كانوا قبل تأسيس المؤتمر يعملون من تحت الطاولة فاصبحوا بعد تأسيسه يمارسون نشاطهم الحزبي والسياسي بشكل علني تحت مظلة المؤتمر، وبالتالي يمكن القول إن المؤتمر هو الرئة التي تنفس من خلالها كل الاحزاب والسياسيين في الوطن بعد عقود من الكبت السياسي والعمل السري. ولايفوتني ان اشير الى ان الاستقرار السياسي ساهم في وجود الاستقرار الاقتصادي والتنموي والثقافي والاجتماعي وتحقق للوطن في ظل الموتمر اكبر المنجزات في التعليم والصحة والمياه والاتصالات وشبكة الطرق والكهرباء وغيرها من المجالات.. * دعوات المؤتمر للمزيد من التلاحم وتقوية الجبهة الداخلية في مواجهة كل التحديات هل وجدت اهتماماً من قبل القوى الأخرى؟ - المؤتمر الشعبي العام اكبر المكونات السياسية الفاعلة في الساحة الوطنية وله نشاط سياسي واجتماعي متنامٍ ملحوظ في تقوية الجبهة الداخلية ومواجهة التحديات والتصدي للعدوان الغاشم.. كما أن للمؤتمر نشاط ملحوظ في مقاومة العدوان من خلال اعضائه المتواجدين في مختلف مؤسسات الدولة بدءاً بالمجلس السياسي الاعلى ومجلسي النواب والشورى وحكومة الانقاذ الوطني ناهيك عما تقوم به قيادات وقواعد المؤتمر من نشاط سياسي واجتماعي كبير في عموم الساحة الوطنية ولاننسي ايضا دور حلفاء المؤتمر المتمثلين بأحزاب التحالف الوطني الديمقراطي وهم أكثر من 12 حزباً سياسياً يعملون الى جانب المؤتمر بحس وطني كبير في توعية افراد المجتمع باهمية الاصطفاف والتلاحم الوطني في مواجهة العدوان في جبهات العزة والشرف وهناك ايضاً احزاب ومكونات سياسية كبيرة تمكنت من عمل الكثير في الدفاع عن الارض والعرض وفي مقدمتها انصار الله الذين لاينكر جهودهم وتضحياتهم الكبيرة إلا جاحد، وبالتالي استطيع القول إن المؤتمر يعمل جنبا الى جنب معهم ومع كل القوة الحية في الساحة الوطنية في مواجهة العدوان حتى يتحقق النصر المؤزر بإذن الله.. * وماذا عن المؤتمريين الذين في الخارج؟ - المؤتمر تنظيم عريق وله أطره التنظيمية ونظامه الداخلي الذي يحدد آلية ومنهجية عمله وتحديد مواقفه وتوجهاته في التعامل مع مختلف القضايا وهذا الامر واضح للجميع وقد تم الافصاح عن خطوطه العريضة في اكثر من اجتماع للجنة العامة واللجنة الدائمة الرئيسية وايضاً الخطابات المتلفزة للأخ رئيس المؤتمر الشيخ المناضل صادق بن امين ابو راس، ناهيكم عن البيانات السياسية للمؤتمر والتي تدعو كافة القوى الوطنية وعامة الشعب اليمني للاسطفاف ومواجهة العدوان.. أما الاشخاص الذين في الخارج واتخذوا موقفاً سلبياً تجاه العدوان فلا يمثلون إلا انفسهم فقط وقد اتخذ المؤتمر الشعبي العام عبر الاطر التنظيمية في صنعاء قرارات تنظيمية بحقهم بفصل كل من خرج عن النظام الداخلي للمؤتمر وعن النظام والقانون والدستور لاسيما الذين تماهوا مع العدوان الظالم.. أما الاشخاص الذين مازالوا في الخارج ولم يتمكنوا من العودة للداخل لكنهم لم يمارسوا اي عمل او نشاط ضد الوطن فوضعهم يختلف ولهم منا كل التحية. * يقال إن هناك خلافاً سعودياً إماراتياً حول اليمن بهدف التهدئة وعدم التأجيج للاوضاع بالمحافظات الجنوبية ما تعليقكم على هذا، وهل ترونها تعد تغطية لممارسات قادمة؟ - السعودية والامارات هما رأس الحربة في العدوان على بلادنا وإذا كان هناك من خلاف بين هاتين الدولتين فهو خلاف على تقاسم مناطق النفوذ وعلى المصالح التي تسعى كل منهما لتحقيقها من عدوانهما على اليمن، فدويلة الامارات على سبيل المثال تسعى جاهدة ومنذ وقت بعيد للسيطرة على الموانئ اليمنية ومنها مياء المنطقة الحرة في عدن والذي لو تم تفعيله لانتهت اهمية موانئ دبي بشكل جذري، وحالياً تسعى الامارات للسيطرة على الجزر والموانئ اليمنية ومنها جزيرتا سقطرى وميون بالاضافة الى ميناء بلحاف النفطي في شبوة وغيرها، أما السعودية فتسعى لايجاد خط انابيب نفط من الشرقية الى البحر العربي عبر المهرة بالاضافة الى سعيها لاقتضام اجزاء جديدة من الاراضي اليمنية على امتداد الحدود اليمنية السعودية لاسيما الربع الخالي الغني بالنفط والغاز وهذا امر ندركه ولن نسمح به مهما كانت الظروف.. وهنا لابد ان نحيي الرجال الشرفاء من ابناء المهرة الذين يرفضون ويقاومون الاطماع السعودية بكل قوة، ولاشك إن هاتين الدولتين (السعودية والامارات) تعملان ضمن منظومة المصالح الغربية بتحالفاتهما المعلنة وغير المعلنة وهما عبارة عن ادوات تدور في فلك الغرب وامريكا والكيان الصهيوني منذ وُجدت كدول كرتونية تابعة، وبالتالي فإن الحديث عن خلافات جوهرية بينهما بشأن اليمن امر قد لايتسق مع ما تم رسمه لهما من قبل اللاعبين الرئيسيين في كل مايدور في اليمن والمنطقة بشكل عام. * المجلس الانتقالي المدعوم اماراتيا هل باستطاعته تحقيق احلام الإمارات في المحافظات الجنوبية والشرقية والسيطرة على كافة جوانب الحياة فيها؟ - في تصوري الشخصي أن مايسمى بالمجلس الانتقالي في عدن قد اخذ اكبر من حجمه وقدراته الفعلية فهو لايمتلك حاضنة شعبية كبيرة تمكنه من فعل ماتم رسمه له من قبل الدول الممولة له وليس له مشروعية دستورية ولاقانونية لتمثيل أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية، ولو كان يعمل حساباً لأبناء تلك المحافظات الشرفاء لتمسك بالوحدة اليمنية ورفض التدخل في الشأن اليمني والتواجد الاماراتي في الجزر والموانئ اليمنية التي تسعى الامارات والسعودية واسرائيل للسيطرة عليها.. ولعل الغريب والمحزن ان نشاهد قادة هذه الكيانات وهي تتبجح وتفتخر بعمالتها وتبعيتها للاجنبي والمحتل الجديد وتسعى جاهدة لتمكينه من السيطرة على اجزاء من بلادنا، ولذا اقول ناصحا الأخوة في المجلس الانتقالي او غيره من الكيانات والمسميات التي تتلقى دعماً خارجياً من الامارات أو غيرها وتدَّعي تمثيل المحافظات الجنوبية والشرقية عليكم ان تتعلموا من تاريخ الآباء والاجداد المناضلين الاوائل الذين قاوموا المحتل وضحوا بأنفسهم من اجل الحرية والاستقلال وتحقيق الوحدة، وإذا كان هناك من ضيم او ظلم وقع على البعض فعلينا ان نتعاون جميعاً لاعادة المظلومية وإنصاف المظلوم في ظل دولة يمنية موحدة قوية بدلا من ان يسعى البعض للارتهان وتنفيذ مشاريع صغيرة تتعلق بالتقسيم والتجزئة وانكار الهوية اليمنية الجامعة، ويبدو ان البعض تناسى ان هناك احزاباً ومكونات وقيادات وشخصيات تاريخية وحدوية مازالت تناضل وتعمل ضد التشرذم والتجزئة وضد الاحتلال وضد التواجد الاماراتي والسعودي في اليمن، وهذه المكونات والشخصيات لها وزنها وثقلها وتاريخها المشرف الكبير ولاشك أن بمواقفهم الاصيلة وبيقظة ووعي الشعب اليمني سوف تفشل كل تلك المخططات والمؤامرات التي ستذهب أدراج الرياح.. |