الأربعاء, 01-مايو-2024 الساعة: 01:45 ص - آخر تحديث: 12:51 ص (51: 09) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
أخبار
المؤتمر نت -

المؤتمرنت -عرض الباحث -مروان علي العثربي -
دراسة تحليلية جديدة للدكتورعلي العثربي عن طوفان الاقصى
صدر في 7/4/2024م المجلد الثاني العدد الأول 2024م من مجلة جامعة صنعاء تضمن دراسة منهجية علمية لأستاذ العلوم السياسية الدكتور/علي مطهر العثربي أكد فيه إن الصراع العربي الصهيوني في المنطقة العربية قد مر بمنعرجات خطيرة منذ الاحتلال الصهيوني للأرض العربية سنة 1948م ، ثم النكسة العربية في يونيو (حزيران) سنة 1967م واحتلال الكيان الصهيوني للجولان العربي السوري ومزارع شبعا في جنوب لبنان مروراً باتفاق منع الجيش الأردني من تجاوز الحدود السياسية وصولاً إلى اتفاقية كامبديفد سنة 1979م التي حيدت الجيش المصري ، ثم الهرولة العربية نحو التطبيع مع الكيان العنصري الصهيوني منذ بداية ذلك التاريخ وحتى سنة 2023 م ، وأشار أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء أن ذلك الانكسار العربي قد زاد من معاناة الشعب العربي الفلسطيني التي فاقت كل حدود التصور منذ التهجير القسري الذي مارسه الصهاينة في 48و1949م ضد أبناء فلسطين .
وقال الدكتور العثربي أن استمرار الاحتلال الصهيوني للأرض والمقدسات العربية بات السبب المباشر في تفاقم النزاعات في المنطقة العربية ، وطالب المجتمع الدولي أن يجعل من قضية الشعب الفلسطيني أولوية قصوى من أجل إعادة النظر الموضوعي في موضوع الاحتلال الصهيوني والوقوف أمام سلوكياته القهرية التي أجبرت أبناء فلسطين على ترك أرضهم ومزارعهم وقراهم من خلال فرض الهجرة القسرية والإبادة الجماعية التي كان آخرها ما يحدث اليوم من العدوان البربري الصهيوني ضد أبناء غزة وكل فلسطين ، وقال ينبغي على العالم الحر أن يقف إلى جانب الشعب الفلسطيني باعتباره صاحب الحق الأصيل في استعادة أرضه ومقدساته ، لأن صمود المقاومة أمام الصلف الصهيوني قد طال ، وأصبح مواجهة القوة بالقوة هو الطريق الذي يقود للتوصل إلى حل عادل وفق قرارات الشرعية الدولية التي تلزم الكيان العنصري الصهيوني باحترام حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ، موضحاً بأن الحلول المؤقتة أو التسويات الجزئية لم تعد مقبولة اليوم ، لأن المقاومة الفلسطينية قد قدمت دروساً ميدانية أوصلت الشارع العربي والإسلامي والإنساني إلى الاعتقاد المطلق بأن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة ، إذا أريد للمنطقة العربية والعالم أن ينعم بالأمن والاستقرار ، فخارطة الطريق التي تنص على إنهـاء الاحتلال الصهيوني باتت اليوم صيغة غير مقبولة ، لأنها بنيت على أساس مؤتمر مدريد سنة 1993م الذي جاء بمبدأ الأرض مقابل السلام دون أن يكون للشعب الفلسطيني رأي في ذلك ، رغم أن قرارات الشرعية الدولية قد اعترفت بكامل حقوق الشعب الفلسطيني وحقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف .
وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء الدكتور/علي مطهر العثربي أن التراجع عن دعم حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف الذي أشرنا إليه في دراسة سابقة تحت عنوان(دولة فلسطين وصفقة القرن) قد ظهرت معالمه في المخطط الصهيوني المعروف بـ(ثورات الربيع العربي)2011م الذي كان من أهدافه إيصال العرب إلى حالة التراجع واتجاه البعض نحو التطبيع والتماهي مع قوى الاستكبار والاستعلاء العنصري لقيادات الإدارة الأمريكية مقابل البقاء على كراسي السلطة ، الأمر الذي أفرز مواقفاً عربية هزيلة لا تمثل الشعوب العربية التي تأبى القهر وترفض الضيم ، وكان آخرها مسلسل التطبيع المعلن والخفي الذي بدأ في مصر 1979م وفي لبنان 1983م وفي فلسطين 1993م وفي الأردن 1994م وفي الإمارات والبحرين والمغرب والسودان 2020 م .
وقال الأكاديمي العثربي إن القول بأن القضية الفلسطينية مثّلت حرجًا بالغاً للأنظمة العربية منذ سنة 1948م وحتى اليوم حقيقة لا تحتاج إلى جدل أو بحث لإثبات ذلك ، مبيناً أن واقع حال حكام العرب اليوم مع ما تصدره المقاومة الفلسطينية من البأس الذي أحيا القضية الفلسطينية في نفوس الأحرار في كل مكان بات مخجلاً ولا يشرف أحداً ، وقال أن المواقف العربية الهزيلة ولدت مع قيام الجامعة العربية التي وقفت عاجزة أمام الأحداث العسكرية في السابق إبان العدوان على سوريا ولبنان أثناء انعقاد الجلسة الأولى لمجلس الجامعة العربية في يونيو 1945م ، والعدوان الثلاثي الفرنسي البريطاني الصهيوني على مصر سنة1956م ، فما اشبه البارحة باليوم ، فقد ترك العرب في السابق الاعتراف بالدولة الفلسطينية ، حيث بلغ عدد الدول التي اعترفت بدولة فلسطين 131 دولة على أساس حدود 1967م وعاصمتها القدس الشريف ، إلا أن الحكام العرب أضاعوا هذه السانحة واستعاضوها بالاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للفلسطينيين سنة 1974م دون الاعتراف السيادي والمطلق بالدولة الفلسطينية ، وأشار إلى أن القيادات العربية قد مارست الضغط على منظمة التحرير الفلسطينية فتح للانخراط في أوسلو للتسوية مع الكيان الصهيوني في 13/9/ 1993م ، حيث فتح هذا الاتفاق الباب للدول التي نشأت بموجب معاهدة سايكس بيكو سنة 1916م للدخول العلني في علاقات مع الكيان العنصري الصهيوني ، وتأتي كل تلك الهرولة صوب الكيان الغاصب للأرض العربية والمقدسات الإسلامية والدينية بسبب ضعف وهوان الدول العربية وهشاشة أنظمتها السياسية وتغييبها للإرادة الشعبية للجماهير العربية الحرة .
وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء أن الحكام العرب قد قالوا لرئيس منظمة التحرير الفلسطينية الراحل ياسر عرفات سنة 2000م (إننا نقبل فقط ما يقبله الفلسطينيون) ، واليوم قال الفلسطينيون من خلال المقاومة وطوفان الأقصى ماذا يريدون ؟ ، فما الذي يقوله الحكام العرب اليوم للفلسطينيين ؟ ، ثم تساءل الدكتور العثربي وبما أننا اليوم أمام فاعلية طوفان الأقصى الذي أعاد الاعتبار للقضية الفلسطينية وأمام تعصب الغرب وأمريكا مع الكيان الصهيوني ، فماذا سيفعل العرب بعد أن بقيت وما زالت القضية الفلسطينية على جدول أعمال الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي منذ أكثر من 75 سنة ؟ ، موضحاً أن هذه الدراسة قد ناقشت مسيرة النضال الفلسطيني والصلف الصهيوني والمواقف الداعمة لحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف على أساس حدود ما قبل سنة 1967م وفق قرارات الشرعية الدولية ، وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء إن عودة الحياة لجسد القضية الفلسطينية من خلال طوفان الأقصى قد فتح بارقة أمل جديدة للأمة العربية ، وأحيا في نفوس الأحرار في العالم جذوة الحرية والإنسانية وأعطى معناً وقدراً عملياً لمفهوم الردع الذي يصون الحرية والكرامة الإنسانية ، ويمنع الجور والحيف الذي وقع على الشعب العربي الفلسطيني جراء الاحتلال الصهيوني للأراضي العربية والمقدسات الدينية ، والانتهاكات التي يمارسها ضد الشعب العربي الفلسطيني والتهجير القسري وتجريف الأراضي الفلسطينية وانتزاع ملكيتها ومنحها لمن لا يستحقها ، وبناء جدار الفصل العنصري ومنع حق العودة للمهجرين وممارسة سياسة الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني، في تحدٍ صارخٍ لإجماع الإرادة الدولية على حق الشعب العربي الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ، موضحاً أن استمرار الإدارة الأمريكية في تحدي إرادة الشعوب العربية واشتراكها في محاولة قتل الشعب الفلسطيني متجاوزة قرارات الشرعية الدولية التي وافقت عليها في مجلس الأمن الدولي قد بات أمراً مفضوحاً، الأمر الذي أثار الشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم ، وأوجد مواقف محددة للدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي إزاء حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه وعرضه وأرضه ومقدساته الدينية ، وقال أن هذه الدراسة قد أجابت على التساؤلات التالية : هل طوفان الأقصى يمثل قوة الردع التي ترغم الكيان الصهيون على الانصياع لحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ؟ وما هو موقف الشعوب العربية من حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه ؟ وما موقف الحكومات العربية من حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه وإقامة دولته المستقلة ؟ وما مدى تجاوب محور المقاومة مع الشعب الفلسطيني ؟ ثم ما هي الرؤى المستقبلية للقضية الفلسطينية ؟ .
وأشار أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء الدكتور، على مطهر العثربي إلى أن الدراسة العلمية قد وقفت على ما جرى من ردود الأفعال لما أحدثه طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023م ، مبيناً أن أهمية الدراسة تكمن في كونها تتناول حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه ، ولأنها تتعلق بمصير شعب مازال يواجه الإرهاب الصهيوني المحتل ويناضل من أجل عدالة قضيته منذ أكثر من خمسة وسبعين سنة دون أن يجد إنصافاً من مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة ، أو يلقى السند العربي الفاعل ، موضحاً أن الإدارة الأمريكية تتجاهل الشعوب العربية والشرعية الدولية والإرادة الإنسانية التي تقر بحق البقاء للدول ، وهو ما دفع الباحث لإشغال فكره للبحث في تلك المسيرة النضالية للمقاومة الفلسطينية .
وبين أن أهداف الدراسة تركز على تتبع مسيرة النضال الفلسطيني وتطوراتها ، ودراسة الاستراتيجية العسكرية لطوفان الأقصى ونتائجها ودور محور المقاومة وكيفية التجاوب مع طوفان الأقصى وتحليل مواقف الحكومات والشعوب العربية بشأن الموقف من تطورات الأحداث في الأرض الفلسطينية ومعرفة نتائج تلك التطورات وانعكاساتها على مستقبل القضية الفلسطينية والتعرف على الدور الصهيوني في منع قيام الدولة الفلسطينية .
وقال أن دراسته هذه قد سعت إلى إثبات الفرضيات التالية :
طوفان الأقصى الذي ضرب القبة الحديدية للكيان الصهيوني علامة فارقة في مسيرة النضال الفلسطيني من أجل إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف .
يعد امتلاك الشعب الفلسطيني لقوة الردع أسلوباً يرغم الكيان الصهيوني على احترام الإرادة الدولية.
أن محور المقاومة قد لعب دوراً محورياً في الدعم اللوجستي للمقاومة الفلسطينية.
.إرادة الشعوب العربية الداعمة للشعب الفلسطيني أقوى من الإرادة السياسية للحكام العرب.
وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء الدكتور/علي مطهر العثربي أن الدراسة قد اعتمدت على منهج تحليل المضمون في تحليل محتوى مواقف الشعوب والحكومات العربية المجتمع الدولي ، كون الظاهرة محل الدراسة تعتمد على ما تقدمه وسائل الإعلام من المعلومات والبيانات المتعلقة بتطورات أحداث الطوفان في فلسطين ، بالإضافة إلى استخدام المنهج التاريخي للتعرف على الوقائع والأحداث التاريخية في مسيرة النضال الفلسطيني والوقوف على نتائجها.
هذا وقد تناولت الدراسة مسيرة النضال الفلسطيني ومراحل تطوراتها وقال الأستاذ الدكتور علي مطهر العثربي بأن تلك المسيرة قد اتسمت بالثبات الذي لم تؤثر فيه الأحداث وتطورات النزاع الذي بدأت أحداثه وتداعياته بعقد المؤتمر الصهيوني العالمي في بازل بسويسرا سنة 1897م ، مستعرضاً الدور البريطاني الذي زرع الكيان العنصري الصهيوني في الوطن العربي الذي بدأ بتصريح كامبل بانرمان سنة 1907م الذي تضمن ضرورة خلق كيان صهيوني غريب وسط العالم العربي لضرب السيادة العربية ، حيث عملت الحكومة البريطانية وحلفاؤها على استجلاب اليهود الصهاينة من أوروبا والعالم ومنحتهم ما لا تملك بعد أن صاغت معاهدة سايكس بيكو في 1916م لتجزئة الدولة الإسلامية ، وهو ما عرف بتقسيم تركة الرجل المريض (الامبراطورية العثمانية ) ، وجاء بعد ذلك وعد بالفور الذي أطلقه وزير الخارجية البريطاني آرثر بلفور في 1917م ، وفي 1920م عقد مؤتمر سان ريمو الذي أجاز لبريطانيا حق التدخل في التشريع والإدارة الفلسطينية ، وضمان تنفيذ إنشاء وطن قومي لليهود مقابل دعمهم لبريطانيا ضد الشعب الفلسطيني خلال فترة الانتداب ، وبين أنه بعد مرور أكثر من 15 سنة من الانتداب البريطاني قررت لجنة بيل اقتراح تقسيم فلسطين المحتلة إلى دولة اليهود في الضفة الغربية ووضع القدس ويافا والناصرة تحت اشراف بريطانيا وفيما تبقى من الأراضي دولة فلسطين موضحاً الخطوات التي نفذتها بريطانيا مشيراً إلى أن عصبة الأمم وضعت فلسطين تحت إدارة المملكة البريطانية سنة 1922م ، حيث ظهرت مزاعم اليهود الصهاينة بأن فلسطين هي (أرض الميعاد) وأنشأت الوكالة اليهودية للإشراف على تنظيم الهجرة والاستيطان سنة 1929م ، وقبيل انتهاء الانتداب أحالت الحكومة البريطانية مشكلة فلسطين إلى الأمم المتحدة سنة 1947م ، وعلى إثر ذلك تحولت الاطماع الصهيونية المدعومة بريطانياً من الجانب النظري إلى الجانب العملي ، وعقب انتهاء الانتداب البريطاني سنة 1948م أظهرت هيئة الأمم المتحدة دعمها مطالب الصهيونية ، حيث تم الإعلان عن دولة إسرائيل في تاريخ الرابع عشر من مايو1948م التي قامت باحتلال أجزاء من الأرض العربية الفلسطينية .
ثم تناولت الدراسة طوفان الأقصى 2023م الأسباب والتداعيات ، حيث قال أستاذ العلوم السياسة بجامعة صنعاء أن طوفان الأقصى قد جاء ثمرة لجهود المقاومة الفلسطينية التي ترسخ لديها اليقين بضرورة الصمود في وجه الكيان الصهيوني ، انطلاقاً من القناعة بأن هذا الكيان العنصري المحتل لا يؤمن بالسلام بقدر إيمانه بالقوة الاستيطانية التوسعية التي لا تقف عند حدود سياسية محددة ، وبناءً عليه لا ينفع مع هذا العدو غير الردع القوي الذي يحطم ادعاءاته الوهمية التي بنيت على اعتقاد إيديولوجي معقد حدده الصهاينة في المؤتمر الصهيوني العالمي في بازل بسويسرا سنة 1897م ، ولذلك حددت المقاومة الفلسطينية اسلوب النضال اللازم لتحقيق حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ، بل أن المقاومة الفلسطينية ترى أن المفاوضات السياسية لا تجدي نفعاً ما لم تستند إلى قوة رادعة تسهم بشكل فاعلٍ في منع تمدد المشروع الصهيوني وتعزز التحركات الوطنية والقومية والعالمية لتحرير الأرض المحتلة وإقامة الدولة الفلسطينية ، وقدمت الدراسة عرضاً موجزاً لاستراتيجية المقاومة الفلسطينية العسكرية في صناعة طوفان الأقصى .
كما وأوضحت الدراسة دور محور المقاومة في دعم المقاومة الفلسطينية وبيت الدراسة كيفية تجاوب دول المحور مع طوفان الأقصى ، وقال أستاذ العلوم السياسية إن تجاوب محور المقاومة مع طوفان الأقصى قد جاء من اليمن من صنعاء بالنبأ اليقين بأن الشعب اليمني مع مقاومة الشعب الفلسطيني ، حيث أن مشاركة اليمن تعبر عن موقف ثابت لا يتغير ، وهذه المشاركة تدحض الادعاءات بالتبعية لإيران ، وأن قرار المشاركة جاء تلبية للإرادة الشعبية ، حيث بدأ التجاوب بقصف منطقة الرشراش (إيلات) ، ثم استهداف السفن الإسرائيلية في البحرين العربي والأحمر مع التأكيد أهمية حماية الملاحة البحرية وأن الاستهداف ليس موجهاً إلا للسفن والناقلات المتجهة إلى فلسطين المحتلة وما عدى ذلك فإن الملاحة البحرية في أمان ، وبهذا الفعل المشروع استطاعت اليمن أن تفرض السيطرة على مضيق باب المندب الرابط بين البحرين العربي والأحمر نصرة للشعب الفلسطيني ، وهو ما دفع بالولايات المتحدة الأمريكية إلى بناء تحالف لما اسمته بحماية الملاحة البحرية في البحر الأحمر ، وقد صدر بيان عن المكتب السياسي لأنصار الله فند المزاعم الأمريكية وقال بأن أمريكا تضلل الرأي العام وأن العالم أجمع يدرك يقيناً أن العمليات اليمنية في البحر إنما تستهدف السفن الاسرائيلية أو المتجهة نحو إسرائيل ، وأن السفن الأخرى تمر بشكل طبيعي وأن وقف التصعيد في البحر الأحمر يكون بوقف العدوان ورفع الحصار عن قطاع غزة .
هذا وقد قدمت الدراسة عرضاً مفصلاً للمواقف الرسمية والشعبية ، حيث قال أستاذ العلوم السياسة بجامعة صنعاء الدكتور العثربي أن المواقف الرسمية للدول العربية لم تتجاوز عبارات القلق والإدانة المطالبة بضبط النفس والتوسل للدول الفاعلة بضرورة الالتزام بحماية المدنيين وإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة .

وخلصت الدراسة إلى نتيجة مفادها أن المواقف الشعبية كانت الأقوى وهي الصورة الحقيقية الداعمة للقضية الفلسطينية وأن المواقف الرسمية لا تمثل الشعوب العربية بأي حال من الأحوال لأنها عبرت عن ذل الحكام العرب وانكسارهم ، أما موقف الدول الإسلامية فقد أشارت الدراسة بأنها لا تتجاوز الحفاظ عل مصالح تلك الدول .
واستعرضت الدراسة تأثير عميلة طوفان الأقصى على مستقبل القضية الفلسطينية ، حيث قال الدكتور العثربي أن طوفان الأقصى قد أحياء القضية الفلسطينية في نفوس أحرار العالم ، الأمر الذي سيعزز مسيرة النضال الفلسطيني في تحديد معالم المستقبل القريب ، من خلال بروز القوة السياسية للمقاومة الفلسطينية على المستوى الإقليمي والعالمي التي تمثلت في قدرتها على منع تصفية القضية الفلسطينية وعدم القبول بالتسويات السياسية الهشة التي لم تمكن الشعب الفلسطيني من حقه في إقامة دولته المستقلة على ترابها الوطني وعاصمتها القدس الشريف ومن ثم إحداث تجاوب عالمي مع القضية الفلسطينية .
هذا وقد استعرضت الدراسة ممارسة سرطان الكيان الصهيوني لمنع قيام الدولة الفلسطيني ، حيث أوضحت الدراسة الإجراءات العدوانية التي استهدفت الأرض والمقدسات والإنسان الفلسطيني بما في ذلك الإبادة الجماعية والتهجير القسري ، وفي خاتمة الدراسة التي خصصت لمناقشة الفرضيات التي طرحت في مقدمة الدراسة ، حيث أشارت الفرضية الأولى إلى : أن طوفان الأقصى الذي ضرب القبة الحديدية للكيان الصهيوني علامة فارقة في مسيرة النضال الفلسطيني من أجل إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ، وقد تبين من خلال استعراض مسيرة الكفاح المسلح للمقاومة الفلسطينية صحة هذه الفرضية ، لأنها أحيت الأمل في الشعوب العربية وأحرار العالم بزوال الاحتلال الاستيطاني التوسعي الصهيوني في الأرض العربية ، حيث تابع البحث تطورات أحداث طوفان الأقصى وكيفية تحطيم أسطورة القبة الحديدية وإلى أين وصل أبطال المقاومة الفلسطينية داخل عمق الكيان الصهيوني والخسائر التي تكبدها العدو ، وكذلك أسرى الكيان الإسرائيلي وحجم الرعب الذي لحق بالصهاينة في كل فلسطين المحتلة ،أما الفرضية الثانية فقد أشارت إلى : أن امتلاك الشعب الفلسطيني لقوة الردع أسلوب يرغم الكيان الصهيوني على احترام الإرادة الدولية ، حيث تبين من خلال ما عرضته الدراسة لحالة الفوضى وممارسة الإرهاب الممنهج ضد الشعب الفلسطيني التي ارتكبها الكيان الصهيوني منذ 1948م وحتى اليوم ، ومن عدم الانصياع لعملية السلام وحالة الرفض المطلق لقرارات الشرعية الدولية بشأن حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ، إذ أن تلك الأعمال المجرمة دولياً قد أعطت برهاناً ميدانياً أثبت أن انتزاع الحق العربي يتطلب امتلاك القوة الرادعة التي تحدث التوازن اللازم لاسترجاع الحق المغتصب ، ولذلك ثبت عملياً صحة الفرضية التي تعتمد على مبدأ ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة وهو ما مثل قناعة المقاومة الفلسطينية ، فيما أشارت الفرضية الثالثة إلى: أن محور المقاومة قد لعب دوراً محورياً في الدعم اللوجستي للمقاومة الفلسطينية، حيث تتبع الباحث تفاعلات محور المقاومة وتطوراته واتضح التعاون اللوجستي والدعم المادي المباشر من محور المقاومة للقضية الفلسطينية وكان من أبرزها الموقف اليمني الذي سلك جوانب عملية لمساندة الشعب الفلسطيني ، وهو ما اكد صحة الفرضية ، كما أشارت الفرضية الرابعة إلى : أن إرادة الشعوب العربية الداعمة للشعب الفلسطيني أقوى من الإرادة السياسية للحكام العرب ، حيث تابع معد الدراسة مواقف الشعوب العربية وتفاعلاتها مع طوفان الأقصى وقارنها بمواقف الحكومات العربية ووجد أن مواقف الشعوب أقوى بكثير من مواقف الحكومات ، إذ اتضح كل ذلك من خلال التظاهرات الجماهيرية في كل عواصم ومدن وأرياف الوطن العربي الكبير والعواصم الإسلامية والعالمية ، وهو ما جعل من طوفان الأقصى أداة عملية لتوحيد الصف الشعبي العربي من خلال الخروج العفوي غير المسبوق تحت شعار واحد وهو دعم المقومة الفلسطينية باعتبار امتلاك عنصر القوة المباغتة الردع الفعلي للصلف الصهيوني ومنع تمدد المشروع الاستيطاني التوسعي في الوطن العربي ، واختتم أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء الدكتور/علي مطهر العثربي دراسته بتقديم جملة من التوصيات التي تعزز حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف .












أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "أخبار"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024