(صنعاء).. في عيون وزراء الثقافة العرب شهدت العاصمة صنعاء خلال العام الجاري حدثاً ثقافياً هاماً بتتويجها عاصمة للثقافة العربية طيلة العام 2004، الذي كانت فيه صنعاء محط اهتمام ومتابعة عربية، ودولية صوبت أنظارها نحو مدينة "آزال" صنعاء الأصالة، والتاريخ "عروس الثقافة العربية". وشهدت صنعاء خلال العام الجاري حراكاً ثقافياً واسعاً تمثل في إقامة المئات من الفعاليات والمناشط الثقافية بمشاركة المئات من الأدباء والفنانين والمبدعين العرب، والأجانب، والذين ساهموا في إحياء المئات من الأمسيات الأدبية والفنية والملتقيات والمعارض. وبلغ المشهد الثقافي اليمني خلال العام ذروة انتعاشه بحضور الوزراء والمسئولين عن الشئون الثقافية في الوطن العربي لعقد دورتهم الـ14 في مؤتمرهم الذي استضافته صنعاء خلال الفترة (1-2) ديسمبر الجاري. "المؤتمرنت" التقى بعدد من الوزراء والمسئولين عن الثقافة في الوطن العربي الذين عبروا عن انطباعاتهم خلال تواجدهم في صنعاء. وكيفية بدى لهم المشهد الثقافي اليمني من خلال ما تسنى لهم من متابعة لفعاليات صنعاء عاصمة للثقافة العربية 2004، وذلك في سياق الاستطلاع التالي. وزير الثقافة السوداني: فعاليات صنعاء مزجت بين الأصالة والحداثة واستفدنا منها في التركيز على الجانب الحضاري ولأن الخرطوم تتهيأ لاستلام المشعل الرمزي للعواصم الثقافية العربية من صنعاء، وإعلانها عاصمة للثقافة العربية العام القادم، حرص "المؤتمرنت" على الالتقاء بالمسئول الأول عن الثقافة في السودان، وهو الأستاذ عبدالباسط عبدالماجد بشير وزير الثقافة بالسودان الذي قال إن الخرطوم محظوظة لأنها ستعلن عاصمة للثقافة العربية بعد عواصم عربية عدة خاضت التجربة التي لاشك أن الخرطوم ستستفيد منها. وأشار الوزير السوداني إلى أن الخرطوم ستستفيد من تجربة صنعاء في تركيزها على الجانب الحضاري المتمثل في تاريخ المنطقة وآثارها. وقال: "استفدنا من صنعاء أنها كانت تقريباً البؤرة التي تجمع فيها الثقافة اليمنية، ولذلك خلقت مشاركة جماهيرية واسعة، وكبيرة من مختلف القبائل والمدن". وعن تقييمه للمشهد الثقافي اليمني من خلال فعاليات صنعاء عاصمة للثقافة العربية 2004م، أوضح الأستاذ عبدالباسط بشيران المشهد الثقافي في اليمن مشهداً متطوراً يسير بتوازن وخطوات محسوبة. وأضاف: اليمن بدى المشهد الثقافي فيها يمزج بين الأصالة والحداثة في توازن معقول، ولم ينفصل عن تاريخه، كما لم ينفصل عن عصره). وزيرة الثقافة الأردنية: ملتقى الشعراء الشباب من أروع إبداعات صنعاء هذا العام السيدة أسمى خضر – وزيرة الثقافة الأردنية ورئيس الدورة السابقة لمؤتمر وزراء الثقافة العرب- والتي أشادت بنجاح صنعاء عاصمة للثقافة العربية خلال العام 2004م. مشددة على ضرورة مواصلة الجهود والبناء لتأسيس انطلاقة جديدة في الحياة الثقافية اليمنية الفنية بالموروث الحضاري منذ فجر التاريخ وحتى اليوم. وقالت الوزيرة الأردنية: "أنا اعجبت جداً بإفساح المجال، والفرص للشباب والمبدعين، وخاصة القادمين من المحافظات البعيدة". وعبرَّت المسئولة الأردنية عن سعادتها رؤية فنانتين تشكيليتين يمنيتين يشاركن في إقامة معرض للفن التشكيلي بجانب اثنين من الرجال. حيث تقول: "كانت أعمال إبداعية، وشيء يثلج الصدر". مشيرة إلى أن الاهتمام بالمعمار والتراث وحجم الإصدارات من أجمل ما رأته في صنعاء خلال عرسها الثقافي. وأضافت السيدة/ أسمى: (الاهتمام بالشباب.. هذا أمر اعتبره إضافي. ومهم جداً، وعقد ملتقى الشعراء الشباب كان من أروع ما أبدعه هذا العام). وقالت: أيضاَ بعض المعارض التي شاهدتها. وهناك بيتاً للفنون التشكيلية وسط المدينة القديمة، واعتبره مشروع هام. مدير الفنون والثقافة بجمهورية موريتانيا: الروح الثقافية تؤهل صنعاء لتكون عاصمة أبدية للثقافة العربية أما السيد/ محمد ولد أحمد-مدير الفنون و الثقافة بجمهورية موريتانيا الإسلامية فقد ذكر عدد من العوامل قال أنها تؤهل صنعاء لاعتمادها عاصمة أبدية للثقافة العربية بصفة عامة؛ حيث قال: "حقيقة صنعاء تستحق أن تكون عاصمة للثقافة العربية دائماً.. فهذه الجهود التي تبذل تجدى الثقافة العربية لرفع المستوى الثقافي في الوطن العربي، وهذه الآثار التي تعبر عن نفسها". وأضاف المسئول الموريتاني: "هذه الروح الثقافية التي يستقبلك بها كل إنسان في الشارع.. ناهيك عن المسئولين.. وهذه الشخصيات الثقافية الكبرى التي تقوم بإدارة الساحة الثقافية، كل هذا يكفي لتعيين صنعاء عاصمة أبدية للثقافة العربية وللثقافة بصفة عامة". الوكيل المساعد لشئون الثقافة بوزارة الثقافة والإعلام في الإمارات: استطاعت صنعاء تقديم بلورة قيمة لمكانة الثقافة اليمنية بلال البدور-رئيس الوفد الثقافي الإماراتي المشارك في فعاليات الدورة (14) لمؤتمر وزارء الثقافة العرب فيرى إن صنعاء استطاعت أن تقدم بلورة قيمة للمكانة الثقافية اليمنية؛ حيث قال: "خاصة حينما تابعنا حجم الإصدارات التي أصدرتها، والفعاليات الثقافية، وتفاعل المجتمع مع المشروع الثقافي في اليمن". ويضيف رئيس وفد الإمارات العربية المتحدة قائلاً: شعرنا أن هناك منتج ثقافي في صنعاء. متمنياً أن تكون كل المدن اليمنية استفادت من إحياء فعاليات صنعاء عاصمة للثقافة العربية 2004م. ويختتم الوكيل المساعد لشئون الثقافة بوزارة الثقافة والإعلام في الإمارات حديثة بالإشارة إلى أن المشهد الثقافي اليمني قبل أن تكون صنعاء عاصمة للثقافة العربية واليمن يمتلك مخزوناً ثقافياً –تاريخياً في الأمة العربية والإسلامية، سواء في المنتوج الفكري، أو الفن المعماري، أو الثقافة. وكيل وزارة الثقافة العراقي: لابد من صنعاء.. وإن طال السفر وأما السيَّد جابر الجابري-وكيل وزارة الثقافة في العراق فيستهل حديثه عن صنعاء، قائلاً: (لابد من صنعاء وإن طال السفر). مشيراً إلى أن استضافة اليمن لمؤتمر وزراء الثقافة العرب مكنتهم في العراق من فرصة مواجهة الأشقاء العرب وجهاً لوجه في لقاء ثقافي وصفه بالناجح. ويضيف المسئول العراقي: "نهنئ أيضاً المسئولين عن الثقافة في اليمن على هذا النجاح الذي تحقق". وقال: "والتعاطف الذي وجدناه من قبل إخواننا العرب ووزراء الثقافة ، وعلى رأسهم الأخ الوزير الرويشان والمسئولين أيضاً الذين تفانوا في إبراز الدور الثقافي والعلاقة الثقافية بين العراق وأشقاؤه العرب". وزير الثقافة المغربي: صنعاء 2004 كانت جسراً للتلاقي والحوار طيلة السنة أ. محمد الأشعري-وزير الثقافة في المملكة المغربية- شكر الحكومة اليمنية على استضافة المؤتمر وإنجاح الدورة، وقال: إن وزارة الثقافة والسياحة في اليمن جعلت من محطة صنعاء عاصمة الثقافة العربية علامة متميزة بزخم الفعاليات وتراكمها النوعي. وأضاف وزير الثقافة المغربي: "حيث بوأها جسراً للتلاقي والحوار طيلة السنة. ليس بين العرب فقط، ولكن بين الثقافة العربية والثقافات الإنسانية في مجموعة من المناطق العالمية، ومن مناخ جغرافية وحضارية مختلفة". |