صنعاء: إحياء أربعينية فقيد اليمن الدكتور محمد عبدالله إسماعيل الكبسي

أقيمت في العاصمة صنعاء، صباح اليوم، فعالية تأبين فقيد الوطن اللواء الدكتور محمد عبدالله إسماعيل الكبسي – عضو مجلس الشورى، بحضور عدد من الشخصيات السياسية والاجتماعية والقبلية وأقارب وأصدقاء ومحبي الفقيد الذين غصت بهم قاعة المركز الثقافي.

خسارة للوطن والمؤتمر

في كلمة المؤتمر وأحزاب التحالف، بفعالية التأبين، أكد الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام غازي أحمد علي محسن، أن الفقيد الراحل الدكتور محمد عبدالله إسماعيل الكبسي ضرب نموذجاً في النجاح والتضحية في كل منصب أو مسؤولية تقلدها سواء اكانت في الجانب الأمني والعسكري أو في الجانب التشريعي أو في الجانب التنفيذي فضلاً عن الجانب السياسي. واعتبر أن رحيل الفقيد مثل خسارة وطنية بحكم مكانته وما قدمه للوطن،

وقال: "إن ذلك كان مؤلماً لنا في المؤتمر الشعبي وأحزاب التحالف باعتباره اميناً عاماً مساعداً لحزب البعث التقدمي أحد أحزاب التحالف حلفاؤنا في السراء والضراء".

وأضاف : (إننا فقدنا برحيل الدكتور الكبسي واحداً من خيرة القيادات السياسية التي كان لها رأي ورؤية مختلفة تعكس عقلية نموذجية وقيادية ووطنية ترى الوطن بعين السياسي الناقد الذي ينظر بعيدا الى المستقبل ويترك الماضي وماسيه وراءه ولا يلتفت الى صغائر الأمور التي كانت سببا في هذا الذي يعيشه الوطن من تشتت وتمزق ومحاولات من اعدائه لتفتيته وتمزيقه).

وتابع ، قائلاً : (لقد ودعنا الفقيد الكبسي بعد حياة زاخرة ومليئة وحافلة بالعطاء السياسي والوطني، ولا نجد في المؤتمر إلا أن نجدد التعبير عن حزننا العميق لهذا الفقد الأليم والمصاب الجلل الذي مثله رحيل هذه القامة الوطنية السامقة التي كانت نموذجاً للرجل الذي كان كالغيث أينما وقع نفع).

وأشار الأمين العام الى أن الفقيد كان نموذجاً لرجل الدولة والقيادي الكفوء والقدير سواء حين تقلد منصب نائب مدير الامن ومدير المرور في محافظة المحويت، أو وكيلا لمحافظة شبوة، أو عضوا في مجلس النواب ، وانتهاءً بتوليه عضوية مجلس الشورى ومنصب رئيس اللجنة الدستورية والقانونية والقضائية بالمجلس.

ولفت إلى أن الفقيد كان يجد ويجتهد لكي يضع لمساته وبصماته سواء في النواحي الفكرية والتنظيرية، او في الجوانب الإدارية، او فيما يتعلق بالرؤى التطويرية والتحديثية، ناهيك عن اخلاقه وتواضعه الجم في تعامله مع الاخرين بمختلف شخوصهم وأفكارهم وانتماءاتهم واختلافاتهم.

وجدد الأمين العام تعازيه الحارة لأحزاب التحالف الوطني وعلى رأسهم الأمين العام لحزب البعث التقدمي عبدالله احمد الكبسي ولأبناء الفقيد منير واسامة وحميد واخوانهم وكافة آل الكبسي في مديرية خولان بمحافظة صنعاء بهذا المصاب الجلل.

وتابع ، بالقول : "يكفي فقيدنا الكبسي أنه ختم حياته بالموقف الوطني المشهود حين اصطف الى جانب أبناء شعبه ووطنه في الدفاع عن الوطن ووحدته وسيادته واستقلاله ضد تحالف الأعداء ومرتزقتهم ورفض مثلما فعل الشرفاء كافة الاغراءات وظل وفياً للوطن وللقسم الذي اقسمه على الدفاع عن الثورة والجمهورية والوحدة والسيادة والاستقلال ومات وهو في صف الشعب مناضلاً ومدافعاً عن الجمهورية اليمنية، وذلك موقف سيسجله التاريخ بأحرف من نور".

اصلاح بين الناس

أشاد الشيخ عبدالله الكبسي بالنشاط الاجتماعي للفقيد الراحل في مجال الإصلاح بين الناس وفض خلافاتهم المستحكمة بمعرفة قانونية وعرفية واسعة، الامر الذي أدى الى عودة العلاقات الإنسانية الراقية بين المتخاصمين، وذلك تأكيداً على ضرورة التآخي والتعاون بين فئات المجتمع تنفيذا لقيم الدين الإسلامي الحنيف.

وأكد أن الفقيد لا يزال حياً بيننا بإنجازاتها الفكرية والعملية منذ كان طالباً يتلقى معارفه النظرية وعلومه التخصصية في اليمن والعراق حتى تخرجه. لافتاً إلى ان الفقيد بدأ حياته العلمية مناضلاً وطنياً وقومياً بامتياز من خلال انتمائه الى حزب البعث العربي الاشتراكي فقد دوراً مهما في توسيع وانتشار تنظيم الحزب في المناطق اليمنية.

وأوضح الكبسي ، في كلمة له بالفعالية، أن الفقيد الراحل عمل على ترسيخ عقيدته القومية ورؤيته الإنسانية ليس بين أعضاء الحب فحسب، بل في أوساط فئات المجتمع اليمني "مدينة وريفا" كما اسهم بدور فاعل الدعوة الى الوحدة اليمنية لإيمانه الراسخ أنها هي الخطوة الأولى نحو تحقيق الوحدة العربية الشاملة للوطن العربي الكبير، بكونه أحد اهداف الثورة اليمنية سبتمبر واكتوبر وهدفاً للحزب الذي ينتمي إليه.

مواقف وطنية

تطرق عضو المجلس السياسي الأعلى الدكتور عبد العزيز بن حبتور إلى عدد من مناقب فقيد الوطن الدكتور الكبسي ومواقفه الوطنية ومناهضته للعدوان والحصار. وأفاد بأن الوطن عامة ومجلس الشورى خاصة فقدا أحد رجالهما الأكفاء المخلصين الذين تركوا بصماتهم في خدمة الوطن وتجربة إنسانية جديرة بالاحترام.

وأكد بن حبتور، خلال كلمة له، تفاني الفقيد الراحل في أداء واجباته في خدمة المجتمع والوطن من خلال المناصب التي شغلها في إطار وزارتي الداخلية والإدارة المحلية وكعضو في مجلسي النواب والشورى. منوها بالإنتاج العلمي والبحثي المتعدد للفقيد في عدد من الجوانب وبدرجة أساسية في المجال القانوني والذي عكس ثراء تجربته القانونية.

أثر حي

في كلمة عن أسرة الفقيد ، قال نجل الفقيد المهندس منير محمد عبدالله الكبسي : "لقد ادركت في اربعينية والدي أن الرجال العظماء لا يموتون لأن أثرهم حي، ولا يُقامون بما حققوه في دنياهم فحسب بل بما زرعوه في أعماق من حولهم. مشيراً إلى أن والده كان شخصية وطنية قومية متفانية ومخلصة للقضايا العادلة والقيم النبيلة التي تعكس جوهر الإنسان الحق".

وعبر نجل الفقيد عن شكره نيابة عن أسرته لجميع الحاضرين بفعالية التأبين، ولكل من قدم لهم العزاء والمواساة برحيل والده. وقال : "إن والده كان رجل المواقف الصعبة الذي لا يهاب الشدائد بل يواجهها بعقل واعٍ وقلب شجاع في أصعب الأوقاف كان يُظهر قوته الحقيقية بالحكمة والنزاهة والإخلاص لم يكن يخشى اتخاذ القرارات الصعبة أو قول كلمة الحق أو انصاف مظلوم".

ولفت إلى أن الفقيد كان رجل السياسة الذي لم يساوم على حياته، وخاض التجربة السياسية ليس من باب المناورات بل من باب الخدمة الحقيقية للوطن والناس، حيث أنه لم يكن يسعى لمنصب أو مكسب إلا لتحقيق غاية أسمى.

وألقيت في الفعالية عدد من الكلمات تناولت الكثير من المواقف الوطنية والاجتماعية والإنسانية والقبلية المشرفة لفقيد الوطن اللواء الدكتور محمد عبدالله إسماعيل الكبسي.