تاجراً ثم طبيب..الزنداني إلى أين شعرت بالفزع وأنا أقرأ خبراً فحواه أن رئيس جامعة الإيمان افتتح عيادته الخاصة التي بلغ عدد زبائنها ستة آلاف حالة في الأسابيع الأولى -حسب ما نشره "المؤتمر نت". وقبل هذا التطور كانت التجاذبات الإعلامية -حول إعلان الشيخ عبدالمجيد الزنداني عن اختراعه عقاقير مضادة لفيروس "الإيدز، والكبد البائي، والسكري"- قد وصلت حدود السخرية. وقد كان لذلك ما يبرره ،فمنذ وضع في قفص الاتهام بأعمال إرهابية، لم يدخر رئيس مجلس شورى الإصلاح أي جهد وهو يبحث عن مواضيع بديلة لإشباع عناوين الصحف وصرفها عن أسوأ المناطق في سيرته. ولكن في المقابل كان بمستطاع كل شخص استنتاج أن الشيخ الزنداني أراد أن يقدم عن نفسه صورة إعلامية بهية يلفها التسامح وحب البشر؛ بدءاً بفتواه الخاصة بجواز " زواج فريند" وانتهاء بتحويل نفسه طبيباً يداوي كل الأمراض دون استثناء، وبالتحديد تلك الأوبئة التي استعصت على ثورة الطب في العالم. هل قلت لماذا داهمني الفزع؟ حسناً إليكم الإجابة.. إن القيادي الإصلاحي عبدالمجيد الزنداني تصرف بطريقة سائق شاحنة دهست عدداً من المارة في شارع عام، وحين عاد إلى الوراء محاولاً الفرار دهس ستة آلاف مواطناً هم ضحايا أدويته "جسدياً وأيضاً مالياً" بعد معرفة أن تكاليف المعاينة تصل إلى خمسة آلاف ريال على كل حالة. ولست طبيبةً لأجزم بعدم نفعه كطبيب، ولكن هناك تساؤل يبحث عن إجابة. لماذا لم يبدأ رئيس مجلس شورى الإصلاح بتجريب أدويته على أعضاء حزبه، ولا أقصد بهذا استخدام أعضاء الإصلاح كفئران تجارب، ولكن مبدأ الإيثار يقتضي أن يشمل الخير الأقربين أولاً، ثم الأباعد. وبالنسبة لرجل دين؛ فإن التجارة بالطب لا بد أن تكون في المرتبة الثالثة وليس الأولى، ناهيك عن وجود قيادات كثيرة في حزب الطبيب الشيخ، تعاني من وطأة الأمراض التي يدعي قدرته على مكافحتها وهم بكل تأكيد جديرون بلفتته الطبية الحانية ، ولا أزعم إصابة الإصلاحيين بـ"الإيدز" ولكن الإشارة تخص المصابين بالسكري وكذلك الذين في أكبادهم مرض. فإذا صح أنه طبيب يكون قد شهد له شاهد من أهله وإذا أتضح أنه يشعوذ، يكون ضره حبيساً في داره ولا يصل إلى البسطاء الذين وقعوا اضحيات مغامراته سابقاً وراهنا، واعني بذلك أولئك الذين سقطوا تحت وطأة شركة الأسماك، ودفعوا كل مدخراتهم بناء على ثقتهم بالشيخ وبأمانته، ثم جنوا ندم الكسعي. وربما أصبح واجباً على كل محبي الشيخ عبدالمجيد الزنداني تقديم النصح له وكبحه عن المزيد من استغلال ثقة الناس به. |