الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 01:59 ص - آخر تحديث: 12:44 ص (44: 09) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المستقبل للوحدة
صادق‮ ‬بن‮ ‬أمين‮ ‬أبوراس - رئيس‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام
البروفسور وهيب عبدالرحيم باهديله في رحاب العُلماء الخالدين
أ.د عبدالعزيز صالح بن حبتور
ثورة الـ "14" من أكتوبر عنوان السيادة والاستقلال والوحدة
بقلم/ يحيى علي الراعي*
14 أكتوبر.. الثورة التي صنعت المستحيل
قاسم‮ محمد ‬لبوزة‮*
زخم الثورة وحاجته لسلوكٍ ثوري
إياد فاضل*
خواطر في ذكرى تأسيس الموتمر الشعبي العام
د. أبو بكر عبدالله القربي
المؤتمر الشعبي رائد البناء والتنمية والوحدة
عبدالسلام الدباء*
شجون وطنية ومؤتمرية في ذكرى التأسيس
أحمد الكحلاني*
ليبارك الله المؤتمر
راسل القرشي
ميلاد وطن
نبيل سلام الحمادي*
رؤية وطنية تلبّي احتياجات الشعب
أحلام البريهي*
المؤتمر.. حضور وشعبية
أحمد العشاري*
قضايا وآراء
المؤتمر نت - إننا ، و بكل أسف ، أمام حالة مرضية شديدة البأس اسمها " المعارضة " .. و حين أريد لها أن تكون فعلاً حضاريّاً فقد تحوّلت إلى خاصية عدوانية من " التعريض " حتى " العُرضة " مروراً بكل الانزياحات التي تقع فيما بينهما ..
مروان أحمد الغفوري -
المعارضــة ، ولغـة الدلالـة الغائبـــة
عندما نحيلُ أنفسنا إلى أصل كلمة " معارضة " في قواميس اللغة ، بعيداً عن اصطلاحها القانوني objection حيث ينصرف إلى فعل مادي أو إجراء قانوني يقصد به معارضة الحائز في حيازته ، أو الاصطلاح السياسي opposition الذي يعني : المخالفة في الرأي ، فإننا سنجدُ أنفسنا ، و بشكل غير مفاجئ ، أمام سفر شاسع من المعاني و التنويعات للفعل " عرَض " .. فمنه نجد " عارِض " و هو ما يسد الأفق " و قالوا هذا عارضٌ ممطرنا " و نجد استعراض " إثارة للمشاهد " و تعريض " قدح باستخدام لغة إشارية دلاليّة " و عرَض " علامة مرضيّة " و عِرْض " ما يذم من الرجل " و عُرْضة " أي ما يوضع نصباً أو غرَضاً " ، و هي كلها انزياحات لغوية عن الفعل الثلاثي " عرَض " تنأى بعيداً عن الاصطلاح السياسي المعاصر للمعارضة ، أعني ذلك الذي حصر الانزياح اللغوي في اللغة القانونية " معارضة الحائز في حيازته " و اللغة البرلمانية " الاختلاف في الرأي " ، إلا أنّ ما يثير استغراباً معلناً تماماً هو هذا الطيف من الانزياح اللغوي في اتجاه توليد معانٍ سالبة و ضد اجتماعيّة antisocial signs and concepts في حين تختفي عبقرية الدلالة الحضارية تماما ً . و لأن لدلالة الاصطلاحين القانوني و السياسي ارتباطاً وثيقاً بنشوء المدنية الحديثة ، فإنّ ممارسة فعل " المعارضة " ضمن دلالته الضد اجتماعيّة يعني رجعيّة مقصودة ، أو لنقل : ممارسة إحالية أو مرجعيّة تشي بتبرّم حاد بالأخلاق الاجتماعية الراهنة ، سواءً أخلاق العمل السياسي أو التوجيه السلوكي الاجتماعي في ظل توفّر لغة حديثة هي " الفصحى المعاصرة " و احتفاظها بمخزونها المعرفي لكل اشتقاقات الفعل " عرَض " وفق فلسفة ترقية الدلالة إلى مصاف الأخلاق المعاصرة و المتعارف عليها .. و أنا لا أقصد من خلال هذا الطرح اللغوي تهييج الحاسية الجمالية ، و لا التطعيم ضد وجع خلط المفاهيم بل استشراف فعل المعارضة في وضعيته اليمنيّة .. المؤسف و المخجل جدّاً .
أحياناً نجدُ أنفسنا مرتبكين حين نحاول إجراء عملية تفكيك لمعضلة ما ، أيّاً كان نوعُها .. و بذات الدرجة من الارتباك أحاولُ أن أشرّح وضع المعارضة في اليمن ، من خلالها بعديها الأخلاقي و النفسي .. استناداً إلى حقل دلالي مهم توفّره لنا اللغة أعلاه كما اتفقنا سابقاً ..
و لأني روائي بالدرجة الأولى ، قبل أن أكون شاعراً أو طبيباً ، فسيكون مناسباً لي أن اضع زماناً تشريحيّاً خاصٍ بي ، و سأتناول فيه و من خلال حديثي بطريقة عفوية جدّاً رؤيتي الخاصة .. كأن أقول :
إن مرجعية الحملة الاستعراضية التي تمارِسُها المعارضة حاليّاً هي محاولة لخلق حالة توتّر درامي dramatic tension يعوضها عن فقدان السلام الداخلي الذي يوفّره تآلف الصور الشخصية الثلاث : الصورة الذاتية ، و الصورة الاجتماعية و الصورة المثالية .. فالصورة الذاتية ، في حالة الحزب المعارض ، هي في الأغلب صورة مشوّهة مليئة بالمُثل و المبادئ الاضطرارية التي وجدت بسبب سوء حظ هذا الحزب فيما يخص مائدة السلطة .. ببساطة : المعارض شخصٌ فشِل في أن يحصل على موطئ قدم في السلطة . و لكي أكون أكثر وضوحاً ، كصحف المعارضة ، فأنا أقول : جل أحزاب المعارضة اليمنية صاحبة تجربة في الحُكم قلّت أو كثُرت . هذه التجربة بدت لنا ، كمواطنين بسطاء ، سيئة السمعة بعيداً عن كل التكييفات و التبريرات .. و عليه فإنّ شعارات أحزاب المعارضة التي ترفع من قبيل " التجريب بالمجرّب خطأ " و غيرها يصح أن تكون ملصقات تستخدمها السلطة و المعارضة على حدّ سواء ، لأن الأمر بالنسبة للمعارضة لا يعدو كونه استثارة لذاكرة أخلاقية سبق تغييبها عندما وضعت المبادئ على المحك ..
في السياق ذاته ، هناك حالة استشعار قلقة لدى أحزاب المعارضة في اليمن لوضعية الصورة الثانية في التركيب السيكولوجي ، أعني : الصورة الاجتماعية .. إذ تبدو الكثير من الأحزاب منبتّةً تماماً عن واقعها الفعلي ، و في سبيل سد مثل هذه الثغرة فإن هذه الأحزاب تسعى إلى استجلاب واقع افتراض يوائم الصورة الأولى المشوّهة ، أو " المحوّرة" .. أعني الصورة الذاتية ..
إذن ، نحنُ أمام صورة ذاتية مشوّهة و صورة اجتماعية مفترضة تخلقها أحزاب المعارضة لذواتها . و حين نقرّ نحنُ في طبّنا السلوكي أن أول عامل للبناء السليم للشخصية ( سواءً أكانت هذه الشخصية فردية أو جمعية ) هو اتّساع رقعة التشابه بين الصورة الذاتية " التي نرى من خلالها أنفسنا " ، و الاجتماعية " التي تبدو للناس عنّا " فإن مثل هذا الانحراف ، أو العُدول عن التركيب السليم ، سيؤدي قطعاً إلى سلوك غير موزون .. سيظهر ، أو هذا ما نشاهده ، من خلال اسقاطات ، ومناكفات .. بل قد يصِل لدرجة المجاهرة بالضدّية المحضّة الرافضة للحوار . هنا ينشأ سؤال كبير : حين يرفض الآخر الحوار ، كيف يمكن أن يكون هناك تعايش من أي نوع ؟
المخيف أن اضطراب البناء السلوكي للشخصية الجماعية يولّد تصوّرات مزيّفة ، أو ما نسميه نحن " مشاعر " .. و المشاعر ، وفق قواعد التسلسل السلوكي ، تؤدي إلى مواقف .. أعني : ممارسة ، أو فعل .
.. و من هنا ، فلا بد من إعادة تعريف مصطلحات مهمّة ذات دلالة جادّة في هذا الحقل الذي نحنُ بصدده و أخص منها مصطلح " الاحتقان " الذي دربت المعارضة على ترديده كالتالي : هناك حالة متوتّرة تسكنُ في الخطاب المعارِض ، و لأن هذا التوتر هو وليد لصورتين مزيّفتين " الصورة الاجتماعية و الصورة الذاتية " فإنّنا نتوقّع وببساطة شديدة أن يتم إسقاط هذه النفسية المتوتّرة إلى الواقع الفعلي .. و من ثم الحديث عن " احتقان في الشارع العام " و غليان لدى المواطنين البسطاء ، و الحديث الميلانخولي عن انهيار وشيك و صدام قادم .
هو ، إذن ، انحراف عند مستوى البنية النفسيّة ..
لنعيد استعراض الانزياحات الجديدة / القديمة التي طرأت على معنى فعل "المعارضة " كالتالي :
" عارِض " و هو ما يسد الأفق ، و قالوا هذا عارضٌ ممطرنا ، - و نجد استعراض " إثارة للمشاهد " - و تعريض " قدح باستخدام لغة إشارية دلاليّة " - و عرَض " علامة مرضيّة " - و عِرْض " ما يذم من الرجل " - و عُرْضة " أي ما يوضع نصباً أو غرَضاً " ...
.. أعلاه سنفاجأ بـأننا أمام مواقف نفسية و مواقف لغوية متطابقة تماماً ، والأمر ليس غريباً إذ تتخيّر النفسية لغتها الخاصة بها بحرية تامة .. و طبقاً لهذه المعان الجديدة المستقراة ، و من خلال عرضها على الواقع السياسي اليمني سنكتشف أننا ، و بكل أسف ، أمام حالة مرضية شديدة البأس اسمها " المعارضة " .. و حين أريد لها أن تكون فعلاً حضاريّاً فقد تحوّلت إلى خاصية عدوانية من " التعريض " حتى " العُرضة " مروراً بكل الانزياحات التي تقع فيما بينهما ..
وغنيٌّ عن الحكاية أن استعرض هذه الواقعية للتدليل على ما ذهبت إليه من خلال هذا الاستطلاع السريع ، فقط أترك القارئ وجهاً لوجه مع نفسه و مع الشخص الثالث "المعارضة " .. ليضع يدَه على علامات أو " أعراض " شاسعة و مخيفة لداء سيء السمعة جرى تحريفه بطريقة أو بأخرى ليأخذ الاسم القانوني ، بل السياسي أيضاً " المعارضة " .. وإذ أقول هذا فأنا لا أدعو إلى التبرّم من المعارضة ، بل على العكس .. أنادي بهدوء إلى الاستشفاء بعد الاعتراف بأننا فعلاً نعيش سياسةً مأزومةً حقّاَ ..























أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024