شهــــــــــــــــــادات للـــعصر عبدالعزيز المقالح لا أستطيع أن أتصور اليمن من غير شاعرها الكبير الكبير بكل المعاني، رغم إيماني المطلق بان الموت حق، وأنه يتقرر لحظة الميلاد، وأن كل حي لابد أن يفارق الحياة الدنيا ليبدأ حياته الخالدة في ملكوت الله محمد الشرفي شاعر إن العهد الماضي، وسوء الحكم، والطغيان هو الذي فجر في الشاعر البردوني طاقات الإبداع، وإبداع الكتابة، وكان واحدا ممن بشر بالثورة، وكانت قصائده توجيهات وتعليمات لشباب الثورة، ورجال الوطن، بأن الأرض تدعوهم، وتصرخ في وجوههم بان تحركوا، وانهضوا وضحوا. وليد مشوح ناقد من سوريا وقف البردوني صامدا في قلب الحركة الشعرية المعاصرة في العالم العربي – محافظا على الشكل الكلاسيكي، متحرراً من قيوده في الآن ذاته- محاولاً خلق روافد. جديدة إذْ فتح البردوني للقصيدة التقليدية طاقات المعاصرة، والحداثة، وتمكن من تطوير الشكل ليخضع للغة الجديدة التي تطورت على يديه، وكانت النزعة الدرامية أحد أهم العناصر التي وظف بها البردوني أداته الشعرية لخدمة رؤيته الفنية. هدى النعيمي- صحافية، وكاتبة عربية ظل البردوني ذلك الطائر الملون الذي تلمع ألوانه كلها تعامدت على ريشاته خط الشمس، وظل القمر هو البريق السابح اللا منتهي متى انسكب عليه الضوء توهج وسطع وإلا فالغيمة الحنون تظلله، وهو يرقد تحتها قرير العين دوماً. لورانس ج- كاتب وصحافي أوروبي تميزت حياة البردوني بالكثير من المفارقات فهو سياسي راديكالي، يعتز بالتراث، وعلماني مفتون بأرض بلاده، وبطل للكلمة المكتوبة.. وفوق كل ذلك فهو أعمى تمكن من رؤية الحقيقة، ولم يكن يتردد عن الإعراب عن آرائه بكل جرأة، وصدق قادري أحمد حيدر -كاتب وباحث البردوني اسم يتجاوز حدود المعنى المتعين للفظة، والكلمة، وقامة شعرية كبيرة تحمل قلب طفل، وشاعر إنسان عميق الإحساس بالحياة، مشبع بالفرح، وبالأنين والحنين للذي لم يأت. إنه كما قال عنه الشاعر شوقي بغدادي: "بلبل فريد الغناء يقتحم العصر، والحداثة ، ببساطة الأطفال وثقة الرجال المحنكين". عبدالله علوان - شاعر وناقد كان الشاعر الجليل لسان حال الأمة العربية، وضميرها الثقافي وكان مع هذا وذاك ضمير الإنسانية التواقة إلى الانعتاق من عذابات الأنظمة الاستبدادية الطاغية، كان صوتها الصارخ في الظلم، وكان شعره ونثره صوت العدالة الاجتماعية والحرية. د/ أحمد علي المأخذي - أكاديمي برحيل هذا الصوت القوي، سوف يظل اليمن لفترة، وطناً يحتاج، أشد الاحتياج إلى صوت كصوت هذا الراحل العظيم، ولن يتكرر هذا الصوت في الزمن المنظور. محمد صالح الحاضري: كاتب، وباحث كان البردوني حلو الابتسامة، رقيق اللفظ عميق التفكير، وكان زاهداً، شامل الثقافة اجتماعي الخط قوي النزعة الإنسانية وكان استثنائيا في حجمه، الأمر الذي جعل عمالقة الشعر في ملتقي ابي تمام يتسمرون على مقاعدهم، بعد أن شاهدوا نهوضه كابي العلاء المعري، وقامته كقامة أبي تمام والمتنبي. عباس بيضون: ناقد من لبنان كان عبدالله البردوني بمعنى ما، معجزة الشعر، كما كان المعري من قبل وطه حسين من بعد معجزة النثر. فهذا الرجل لم يحمل وجهاً أعمى،ولكن حمل وجهاً بلا عينينن وربما خطر لنا أنه لم يكن أعمى، لكنه ببساطة بلا عينين والا فيم كانت هذه القصائد، وهذه المطولات والتواريخ، وهذا الشغف الجامح، والحماسة الداخلية. محمد علي فرحات – كاتب عربي كان البردوني يعتبر الثقافة شأناً فاعلاً في التطور، والتحرز. فالتزم قضايا الوطن والإنسان، من دون أن يأسر نفسه في إطار حزب، أو فئة. ومن مآثره أنه كان في طليعة المتشددين على وحدة الكتاب اليمنيين، حين كان لليمن حكومتان، ودولتان. تركي السديري – كاتب، وصحافي سعودي: عاش البردوني متواضعاً للغاية، وكانت كل السلطات المتعاقبة على حكم اليمن تعرف قيمته، واحترامه، ويتخاطف القراء العرب دواوينه التي اختلطت فيها مشاعره، وأراؤه باختلاف المؤثرات التي تعاقبت عليه، والمعلومات التي واصل بها تغذية عقله، وشاعريته. د. وهب رومية- ناقد عربي بدأت شاعرية البردوني تتجلى منذ ديوانه الثاني (في طريق الفجر) لقد أنضجت العزلة، والغربة، والأحزان شخصية هذا الشاعر، فإذا هو يعي ذاته وعياً حاداً عميقا، ويعي العالم من حوله ببصيرة ثاقبة ترهف السمع إلى إيقاع الكون، وأحداثه، وناسه، ويتجلى هذا الوعي بوضوح الرؤيا، وعمقها وامتدادها" وليد مشوح- ناقد عربي من سوريا البردوني قهقهة عالية، عندما يحس بوجوده المحيط، وتفجُّعٌ مؤلم عندما يتبصره في كونه الخاص، أي هو بكاء يشبه الضحك، او ضحك يتماهى مع البكاء. إسماعيل الوريث- شاعر البردوني قامة أدبية كبيرة، وهو بموته يحيا من جديد، وسيظل يشغل الناس لأمد طويل، لأن كتاباته، وأشعاره كانت دائماً مثاراً للجدل، وتحتوي على الجديد المتجدد. علوان الجيلاني- شاعر وناقد عرفته رجلاً عظيماً في إبداعه، وفكره وشعره، وإنسانيته، وحسن تواضعه، حيث لا تشعر معه أنك مع إنسان، يضع مكانته حاجزاً بينه، وبينك، وإنما تشعر أنك مع صديق حميم يعايشك، وكأنه في سنك.. وسيظل البردوني موجودا بيننا. عز الدين المناصرة- ناقد عربي كان البردوني رغم كلاسيكيته متفتحا على الشعر الحديث، وهو ذاكرة حافظة ممتازة وفي كل مرة التقيته فيها كان يحمل معه سلامات من صديقي عبدالعزيز المقالح، وكان يربط باستمرار بيني، وبين المقالح، وكنت أخجل وأشعر بالمفاجأة، لأن البردوني كان يحفظ بعض قصائدي ، أما أنا فلم أحفظ سوى بيت واحد للبردوني حاتم الصكر- ناقد من العراق كان الراحل العزيز، واحداً ممن كدوا، واجتهدوا، ليلائموا شعرهم المتمسك بالتقاليد الموروثة مع عصرهم الجامح ورؤاه المجنونة، وأشكاله التي لا تكف عن التجدد.. وبالمقابل فهو ممن يصوت عليه قراء الحداثة الشعرية، لأنهم يرون فيه صوتاً مختلفاً، ورؤية مغايرة.. الآن سيكون البردوني في ذمة التاريخ، إلا أن شعره سيظل أكثر حضوراً في ذمة القراءة.. عبدالودود سيف: شاعر وناقد في عالم البردوني الشعري، ينمحي الشكل، ويبقى الشعر هو الوهج المتألق، رغم الفواصل السميكة بين الأشكال المتباينة، نحسب أن البردوني حفر مقولته النظرية في ذاكرة النقد، واستوفاها حرفياً في تجربته الشعرية التطبيقية. واشنطن بوست كان الأستاذ البردوني، الراحل من أعظم شعراء اللغة العربية المعاصرين، الذين أثروا الأدب العربي بإبداعاتهم، وأعمالهم، وروائعهم الأدبية. أخبار الأدب- القاهرة: برحيل البردوني تفقد الثقافة في اليمن واحداً من أعلامها المهمين على مدى نصف قرن، ويفقد الشعر العربي، واحداً من أهم أعلام الكلاسيكية في هذا القرن، ممن يمكن أن نسميهم الكلاسيكيون الجدد بيان الصفدي: شاعر، وكاتب من سوريا أشعر بأن الصوت اليمني الخاص- البردوني- جداً لن يتكرر ثانية، لأن البردوني حالة عجيبة من التكوين الجسدي، والنفسي، والفني، إنه مزيج من عهود وفنون، وأشكال، حتى وجهه المجدور كان يختصر في وجوه اليمنيين التي مرت عليها عشرات السنوات، وهي تحاول الخروج من عزلة التاريخ وبؤسه" عبدالرضا علي- ناقد عراقي كان البردوني أديباً موسوعياً، بكل معنى الكلمة؛ فضلاً عن كونه شاعراً كبيراً من شعراء الكلاسيكية الجديدة، إلا أنه ناقد ذو منطلقات جريئة، وتجد تلك المنطلقات في العديد من كتبه، وبخاصة: رحلة في الشعر اليمني، وفنون الأدب الشعبي، ومن أول قصيدة إلى آخر طلقة. عبدالباري طاهر: كاتب، وباحث. هذا البردوني العظيم الذي يتحدى الموت بنسيانه، قد دخل عالم الأبدية، والخلود، ونسي أن يموت. إن رحيل البردوني -الجسد الذاوي- يصبح فلكاً، وعالماً من الإبداع، والتجدد والديمومة. تماهى بمجد الكلمة ليكون "كلمة" وطلب الموت لتوهب له الحياة. أحمد جابر عفيف عرفت البردوني منذ خمسين عاماً، وربطتْ بيننا صداقة متينة، وكما كان مبدعاًَ كبيراً، فقد كان صديقاَ, وفياَ، وكان مخلصاً لمبادئه الإنسانية، فلم يلن يكن، ولم ينحن لا لعوادي الزمن، ولا لقسوة الأوضاع، وكانت أكثر الأشياء عنجهية، وجبروتا، تبدو أمام صلابته هشة مشروخة. |