السبت, 30-نوفمبر-2024 الساعة: 07:11 م - آخر تحديث: 06:38 م (38: 03) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
30 نوفمبر.. عنوان الكرامة والوحدة
صادق‮ ‬بن‮ ‬أمين‮ ‬أبوراس - رئيس‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام
في ذكرى الاستقلال
إياد فاضل*
نوفمبر.. إرادة شعبٍ لا يُقهَر
أحلام البريهي*
فرحة عيد الاستقلال.. وحزن الحاضر
د. أبو بكر القربي
ذكرى الاستقلال.. وكسر معادلات الطغيان
قاسم‮ محمد ‬لبوزة‮*
الذكرى السنوية للاستقلال الوطني من الاحتلال البريطاني البغيض
أ.د عبدالعزيز صالح بن حبتور
ثورة الـ "14" من أكتوبر عنوان السيادة والاستقلال والوحدة
بقلم/ يحيى علي الراعي*
المؤتمر الشعبي رائد البناء والتنمية والوحدة
عبدالسلام الدباء*
شجون وطنية ومؤتمرية في ذكرى التأسيس
أحمد الكحلاني*
ليبارك الله المؤتمر
راسل القرشي
ميلاد وطن
نبيل سلام الحمادي*
المؤتمر.. حضور وشعبية
أحمد العشاري*
ثقافة
حوار/ عايدة عبدالحميد -
محطات هامة في حياة البردوني..
ترويها زوجته.. الأستاذة فتحية الجرافي

بعد سنين من وفاة زوجتي الأولى في 1977م تزوجت فتحية وهي جامعية خريجة قسم إنجليزي، والدها كان من رجال السلك الدبلوماسي.. أسافر إلى ما أريد تسافر معي.. أحيانا تشاركني في قراءة بعض الكتب تسألني عن بعض القضايا الثقافية والسياسية.. كانت مديرة مدرسة بلقيس جوار الإذاعة وكنت أنا مدير البرامج في الإذاعة فكانت تتصل بي وأنا في الإذاعة وتطلب مني أن القي قصائد حسب طلب الطالبات فكنت استجيب فانعقدت بيننا الصلة من ذلك الوقت وإلى الآن مازلنا زوجين كأصدقاء كزوجين.فتحية بجانبي في كل أعمالي سافرت معي في طباعة كتب كثيرة.. وكانت ماهرة في التصحيح، وفي إخراج الكتب إخراجا جميلا وفي ظل التقائنا كزوجين عاصرت معي أكثر الدواين- ست مجموعات شعرية وسبعة كتب دراسية.. وهكذا تعاونا مع كثير من الأمور وهكذا كانت الحياة متشابهة بما نعيشه في الثقافة، وهذا ما جعل الثقافة محبوبة لدى.


هذه الكلمات قالها الاستاذ الراحل البردوني خلال لقاء أجرته معه صحيفة المرأة في يوليو 97م وتمر الأيام ونتوقف عند الحادية عشرة من صباح يوم الاثنين 30/8/1999م ونفاجا برحيل رائد الكملة الشاعر والأديب الفذ عبدالله البردوني.



وفي الكلمات التي أوردها الراحل المقيم متحدثا عن زوجته الاستاذ فتحية أحمد الجرافي/ أو كما يطلق عليها لقب فتوح/ كان وفيا في حديثه عنها.. وحيث رحل البردوني كان واجب العزاء يقودنا إلى منزله لمواساة حرمة الاستاذة فتحية الجرافي وعبر لحظات الحزن والأسى الذين خيما على منزل الاستاذ الراحل المقيم كان هذا الحوار
يوم وفاته:
تقول الاستاذة فتحية الجرافي والحزن العميق يغطيها: كان الاستاذ البردوني رحمه الله ساهرا في الليل حتى التاسعة مساء برفقته أحد الطلبة الذين يترددون عليه لقرأوا له وكان عاديا وطبيعيا، وبعد التاسعة أغلقت الأبواب وأمسيت عليه وفي الصباح قمت أجهز الافطار في المطبخ وبدا لي أنه غير طبيعي وكان يدخل ويخرج من وإلى المطبخ في حركة غير عادية وبعد تناول الطعام المكون من " الزبادي- البيض- الخبز" تناول كوبا من قهوة القشر.. بعد ذلك أخذته إلى غرفته ورقد في فراشه وغطيته وأحست أنه كان يتحرك حركات غير طبيعية، وخرجت في مشوار لمدة ربع ساعة لإحضار سباك وعدت خلال الربع ساعة هذه لا فاجا بسامية التي تعمل معنا بالمنزل، وهي تقول لي أن الاستاذ قدمات. صعقت من الخبر وذهلت، ولم أتمالك نفسي من الصدمة، وبعد أن استرديت أنفاسي طلبت سامية الدكتور أحمد الحضراني الذي أحضر معه ممرضة وكل معداته، وأجرى الكشف على الاستاذ وأخطرنا بأن كل شيء قد انتهى.. لقد توفي الاستاذ.. في هذه اللحظة قمت باتصالات لكل أهله وأصدقائه وكل من كان يتردد عليه وأخطرناهم بخبر الوفاة وخلال نصف ساعة امتلأ المنزل بالمعزين.
وحقيقة لم أكن أتوقع أن يسجيب الكل، ويحضروا إلينا مسرعين، وقد صدم الجميع بوفاته.
وبصراحة لم أتوقع الحماس والنشاط من الجميع فقد حضر إلينا في نفس تلك اللحظات الأخ/ وزير الإعلام، والأخ/ وكيل وزارة الثقافة، وجمع كبير كبير من الأطباء والأدباء والصحفيين وأصدقاء الفقيد، وقاموا بكل الواجب وأتجه كل واحد منهم لعمل شيء في مجال اختصاصه، وأخذوا الجثمان لمستشفي الثورة ومن هناك اتصلو ا بالأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية وتحرك الجميع بسرعة بالغة.. كان لها كبير الأثر في تخفيف المصاب الجلل.. وحقيقة أقولها أن الراحل البردوني لم ينجب ولدا ولكن كل أبناء اليمن كانوا أبناء له وما فعله هؤلاء الناس لحظة وفاته يؤكد ذلك .
نموذج للأسرة المتعاونة.
ربع قرن من الزمان.. مسيرة حياة زوجية مع الراحل البردوني.. كيف تقيمين هذه الفترة؟
تقول الأستاذة فتحية الجرافي حرم الاستاذ الراحل البردوني :
حياتنا كان يسودها التفاهم والمودة والرحمة والود وكل مشاعر الوئام وكل ما يمكن أن يكون بين الزوج وزوجته، وكنا نموذج للأسرة المتعاونة لأننا لم نكن نعيش كزوجين يتحمل كلانا مسئولية الآخر، وكان كل منا يتحمل مسئوليته، ولم يكن أي منا يشكل عبنا على الآخر.. كل واحد منا يتحمل مسئوليته كاملة.. يعتمد على نفسه في حياته اليوميةفقد كان الفقيد الراحل يعتمد على نفسه في ارتداء الملابس، وكل ما يحتاجه الإنسان العادي، وكان يقوم لوحده وأنا أيضا كنت أقوم بالقدر المستطاع بالأشياء الضرورية التي يحتاج لها.. لقد أمضينا 25 سنة من الحياة الزوجية كان يسودها الوئام ولم يكن بيننا أي خلاف ، والسبب أنه لم يكن لدينا حتى الوقت لهذه الخلافات.. فانا كنت موظفه أقوم بعملي في وزارة الشئون الاجتماعية وبوزارة التربية كان عملي الميداني يأخذ مني كل الطاقة التي معي وكان الاستاذ البردوني رحمه الله متفرغا لعمله ولكتاباته ولم يكن هناك أي احتكلك يجعلنا ندور حول المشاكل وحياتنا كل يسودها الهدوء والتفاهم.
يوم في حياة البردوني
· هل يمكن أن يصفي لنا كيف كان يقضي الاستاذ عبدالله البردوني يومه؟
· تقول حرم الاستاذ الراحل البردوني: كان الاستاذ الراحل في دوامه منضبطا ونظامه كان جادا ومنظما بحيث كان يتناول إفطاره عند الثامنة تماما بعد ذلك يبدأ في استقبال أصدقائه، وكان زميله الذي يبازمة دائما الاستاذ محمد الشاطبي، وهو الذي كان يكتب له، وكان صديقا حميما وكان هو قلم الاستاذ وكان يقرأ له.. أيضا هناك عدد من الشبان الذين يساعدونه في الكتابة منهم عبدالوهاب الذاري- توفيق الحرازي- الحارث بن فضل- عبدالملك الغيزري- الأمين وكان يعتبر هؤلاء الشباب نواة العمل في المستقبل، وكان هذا العمل يستمر أحيانا إلى الساعة الثانية ظهرا.
وبعد الغداء ينام أو يستمع إلى المذياع والذي كان صديقا له في معظم الأحيان، وكان غالبا ما ينام إلى الساعة السابعة مساء بعدها يحضر أصدقاؤه للإصلاع على آخر الاصدارات، وكان يشارك ي الأمسيات الثقافية، والليالي الشعرية، وفي الأيام الأخيرة من حياته أعتكف عن السفر حيث كان دائما يمثل اليمن في كل المحافل وقد نال الراحل البردوني، جائزة العويس، وهي مبلغ ( 100 الف دولار) وقام بطباعة أربعة كتب وهذه الكتب كانت دعما للمكتبة اليمنية، وكل ما كان يحصل عليهالبردوني من أموال كان يخصصه لطباعة الكتب.
وبالنسبة للسفر ففي الأيام الأخيرة لم يستطع السفر وذلك لمشقة السفر وركوب الطائرة وكانت تصله دعوات كثيرة ولكنه فضل الاعتذار عنها، وكان يرفض الخروج ويفضل الاطلاع والكتابة.
رحلة المرض والأدب.
· بالرغم من كل هذا المرض الذي كان يعانيه الاستاذ الراحل عبدالله البردوني فقد كان قويا ومتماسكا في كتاباته.. هل يمكن أن تصفي لنا رحلته مع المرض والأدب؟
· قبل عشر سنوات سافرنا إلى روسيا وأجرى الاستاذ الراحل البردوني فحوصات عديدة أثبتت انه 27 نوعا من الامراض، بينها ضغط الدم والسكر والربو والأملاح، والقلب، وكان يتناول العلاج لكل هذه الأمراض بانتظام، وكان العلاج يأتي أحيانا متضاربا مع مرض لآخر، وقد تحمل كل هذه الأمراض والعقاقير، وكان يعتمد عليها وكان إلى جانب تناولها يبدع في الكتابة وفي الشعر والأدب.. وقبل عام حدث له فقدان في الذاكرة وقد أمر الأخ/ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية بعلاجه على نفقه الدولة، وتم علاجه وإنقاذه من تلك المحنة آنذاك بفضل الله وبفضل اهتمام القيادة السياسية بدءا من الرئيس ورئيس الوزراء وكافة الوزراء والأدباء والصحفيين، وكافة أبناء الشعب اليمني الذين كانوا يتساءولون عن صحته آنذاك.
محطات هامة:
· هل يمكن أن نقف في محطات هامة في حياة الراحل البردوني؟
· تقول السيدة فتحية الجرافي: هناك محطات هامة يمكن الوقوف عندها في حياة الراحل البردوني منها بداية انتشاره بقصيدة أبو تمام عروبة اليوم" وحضوره عددا من المهرجانات، حيث كنت أرى الجميع يستمع إليه، بانتباه والكل يتودد له ويلتقط معه الصور التذكارية.
وقد حضرت معه مهرجان المربد وجرش وسافرت معه إلى أمريكا وفرنسا وروسيا.. وزيارته لأمريكا كانت بدعوة من الطلبة العرب لإلقاء محاضرة في الجامعة الأمريكية، وقد ألقى محاضرات في خمس ولايات بجامعات انديانا وجورج تاون وجامعات أخرى. وفي مكتبة الكونجرس حيث وجدت بعضا من كتبه مترجمة وقد رحب به اتحاد الأدباء في أمريكا.. وفي فرنسا استضافه المعهد العربي وقام بإلقاء محاضرات وأشعار.. وفيما عدا هذه السفريات فقد كان رفيقه الدائم في السفر الاستاذ محمد الشاطبي، والذي كان مقربا وصديقا دائما له..
آخر نتاج للبردوني
· وماذا كان يعد البردوني آخر أيامه؟
· تقول حرم الاستاذ الراحل البردوني
كان يعد مقالاته التي تنشر في صحيفتي ( الثورة) و ( 26 سبتمبر) وهذه المواد كان يجمعها وكان يهدف إلى أن يحولها إلى كتب وهي الآن مجموعة ولم تطبع إلى الآن.. وقد كنت أطلع على أي مقال يكتبه، وعندما يعجبني أشكره على هذا المقال وأحس أنه إنسان استطاع أن يعبر من خلال كلمة واحدة عن معان قد لا يستطيع الإنسان أن يعبر عنها في كلام كثير، فهو في جملة واحدة يلخص موقفا يمكن أن يكون في صفحات وكتب.
أحلام وأمنيات:
· ماهو الحلم الذي ظل يراوده في حياته؟ وما هي أمنسيتك بعد رحيل البردوني؟
* تقول السيدة فتحية الجرافي: حلمة الوحيد كان تحقيق الوحدة وكان دائما ينادي بها.. وأمنيتي أن يبني مركز باسم البردوني يجمع كل كتبه ومراجعه، وأن يكون مكتبة عامة يرتادها الجمهور للاستزادة، والمعرفة، وقد حافظت على كل كتبه وكل أوراقه ويمكنني القول هنا أنني أغلقت الأبواب على هذه الأشياء حتى يحين وقت إخراجها.
كلمة أخيرة:
· كلمة أخيرة.. ماذا تقولين فيها:
· تختتم السيدة فتحية الجرافي حديثها فتقول:



في الختام أتقدم بالشكر والعرفان لفخامة الأخ/ علي عبدالله صالح الجمهورية الذي أولى الراحل البردوني في حياته ومماته أهمية كبرى، فله مني كل الشكر ..كما أتقدم بالشكر للأخ رئسي مجلس النواب وللأخ رئيس مجلس الوزراء ورئيس المجلس الاستشاري، وكافة الوزراء وأعضاء مجلس النواب وأعضاء المجلس الاستشاري وكافة الأدباء والأطباء والصحفيين والإعلاميين.. والشكر موصول لكل أبناء الشعب اليمني.. أيضا الشكر مقدم إلى كل الأهل بقرية البردون الذين قاموا بتحمل المسئولية كاملة.. وبتوجيه الدعوة للمجابرة والمقيل والقيام بواجب العزاء وكل ما يمكن أن أقوم به أنا قام به الشباب والرجال من أبناء قرية البردون التي أنجبت رجلا فذا هو الراحل المقيم" عبدالله البردوني" والذي برحيله فقدت اليمن والأمة العربية قمة شامخة وعملاقا كبيرا في الشعر والأدب.
من محطات سفر البردوني
- القاهرة 27/1/1988م



- موسكو 7/9/1988م



- سوريا 21/5/1989م



- ليبيا 27/9/1989م



- سوريا 11/ 8/1991م



- الأردن 10/12/1993م



- مصر 29/1/1993م



- فرنسا 12/6/1993م



- الاردن 22/7/1993م مهرجان جرش



- قطر 7/10/1993م



- سلطنة عمان 18/10/1993م



- الامارات 1/3/1994م حضور العيد الوطني لدولة الإمارات.



- الإمارات 23/3/1994م تسلم جائزة سلطان العويس



- الكويت 16/12/1994م



- سلطنة عمان 1/2/1997م



- آخر سفرية إلى الاردن 25/10/1998م للعلاج على نفقة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية







الملحق الثقافي للثورة









أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "ثقافة"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024