أحزاب المشترك:المشكلة في فقدان الثقة في لقاء ضم سفراء الاتحاد الأوربي وممثل المفوضية الأوربية بصنعاء الأسبوع الماضي مع ثلاثة من أحزاب اللقاء المشترك الاشتراكي الإصلاح الوحدوي الناصري بغرض اطلاع سفراء الاتحاد الأوربي على مشروع الإصلاح السياسي المشترك وصف سفراء الاتحاد الأوربي المشروع بأنه يتجاوز الواقع. كما رفض السفراء الاقتناع بطرح المعارضة بعدم جدوى خوض الاستحقاقات الانتخابية نتيجة للتجاوزات التي اتهموا بها المؤتمر الشعبي العام معتبرين طرح المعارضة بأنه تبرير لعدم قدرتهم على استمالة الشارع إلى صفهم. والحقيقة أن أحزاب المشترك تعيش حالة من التخبط سيود خطابها السياسي الإعلامي.. فهي تحدثت كثيرا عن مبادرة مشتركة للإصلاح السياسي تقدمها أحزاب المشترك وصارت صحفها تعلن عن قرب الانتهاء كل أسبوع.. لنكتشف أن هناك عدداً من المبادرات وأنه لا جود لمبادرة واحدة مشتركة من أحزاب اللقاء المشترك والدليل أن التنظيم الوحدوي الناصري أعلن مبادرة خاصة به هذا أولا.. أما ثانيا فإن أحزاب المشترك التي دعت إلى انتخابات محلية ورئاسية فاعلة وإلى ضرورة التزام اللجنة العليا للانتخابات والمؤتمر الشعبي العام بإجراء انتخابات تنافسية نزيهة ونجدها حينا تطلب من فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية والمؤتمر أن لا يعيد ترشيح نفسه للانتخابات تاركا الباب واسعا لها وكأن فوز مرشحها بالانتخابات الرئاسية أمر محسوم وحيناً آخر تدعو إلى أن تلتزم الأحزاب بترشيح امرأة لمنصب رئاسة الجمهورية وهذه المزايدة الكبيرة والعصية الهضم أطلقها ( سوبر مان) التصريحات الصحفية الأخ محمد قحطان رئيس الدائرة السياسية للإصلاح.. مع أن حزبه حتى الآن يحرم على المرأة خوض الانتخابات كمرشحة ويجرها جرا لتدلي بصوتها لصالحه، وفي مناسبة أخرى يقول المشترك سرا أنه لن يشارك في الانتخابات وعلنا سيشارك وسينافس.. هذه الإشكالية بين الأقوال والأفعال أظهرت بوضوح حالة تخبط بين أحزاب المشترك مردها في الأساس إلى حالة من عدم الثقة المتبادلة بين أحزاب المشترك نفسها.. مثلماحصل في الانتخابات البرلمانية 2003م حين رشح أحزاب المشترك ممثلي الإصلاح في دوائر معينة حتى يفوزوا في حين امتنع أعضاء حزب الإصلاح عن إعطاء أصواتهم لمرشحي أحزاب المشترك. باختصار ثمة حالة من التسابق على التصريحات ونزق لتقديم آراء وتسارع لتقديم مبادرات أقل ما يمكن القول عنها وعن الهدف منها إنها مبادرات تسوق للخارج أكثر من الداخل.. وإلا لمن في الأصل موجهة مبادرة اللقاء المشترك وعن في الأصل وجهت مبادرة التنظيم الوحدوي الناصري أنها لم توجه للمؤتمر الشعبي العام ولا بالاتفاق معه جرى إعداد المبادرات ومنذا الذي طلب هذه المبادرات أحزاب اللقاء المشترك وتمشيا مع المبادرة الأمريكية للإصلاح .. عملوا مشاريع إصلاح.. والأصل أن يتم إصلاح أحوالهم من الداخل.. من غير المعقول أن يطرح حزب مبادرة إصلاح سياسي للبلاد وأموال ذلك الحزب باسم شخص لا باسم الهيئة أو القيادة والتي هي عاجزة حتى الآن عن استرداد أموال حزبها. أو أن يصم سمعنا بمحاربة الفساد حزب طويل عريض في حين كل ممتلكاته وأمواله هي من التبرعات التي لم ترسل لا صحابها ثم من موارد الدولة حين كان ذلك الحزب " الزاهد" يقوم بجمع المال العام من خزينة الدولة لخزينة حزبه.. وهو نفس الحزب الذي نهب وورث ما كان للاشتراكي من عام 1994م حتى الساعة وأن ثمة مقار وممتلكات للاشتراكي يستولي عليها شريكه اليوم عدوه في الأمس. وباختصار أن مشكلة أحزاب المشترك أنها تعيش أزمة داخل ... وهو أمر غير خاف على أحد "صراع الاجنحة" في كل أحزاب اللقاء المشترك.. وتعيش مشكلة فقدان ثقة فيما بينها كمشترك ويعيش حالة انفصام بين خطابها الذي يهاجم المؤتمر ويكيل له كل تهم الأرض نهارا يطلب وده ويتودد له على أمل أن ينال موافقته للدخول معه في حكومة ائتلاف ثنائية تشترط على المؤتمر أن لا يقبل أحد غيره باعتباره حليف استراتيجي سابق" هذه مشكلة المشترك... الأكثر حرجا له فهو اعتبار سفراء دون الاتحاد الأوربي ممثل المفوضية الأوربية بصنعاء مشروع المشترك للإصلاح السياسي بأنه غير واقعى وانهم عاجزوا عن استمالة الشارع حتى يناصرهم في الانتخابات القادمة . |