الإعلاميون ينسفون مشروع المشترك بعاصفة انتقادات ساخرة في مؤتمر صحافي واجه "مشروع الإصلاح السياسي والوطني" الذي وقعته ظهر اليوم ثلاثة أحزاب في اللقاء المشترك (الاشتراكي – الإصلاح – الناصري الوحدوي) من بين أحزاب اللقاء الستة ، عاصفة انتقادات حادة من وسائل الإعلام المحلية والخارجية ، في سابقة فريدة أثارت انفعالات الأمناء العامين واضطرتهم لإنهاء المؤتمر الصحافي دون السماح لمندوبي عدد كبير من وسائل الإعلام بالتقدم بأسئلتهم ، الأمر الذي أجج استياءً واسعاً - خاصة في ظل تهرب الأمناء من الإجابات ،والتفافهم على الأسئلة لاحتواء مضامينها. المؤتمر الصحافي الذي تضاربت آراء أحزاب اللقاء المشترك في الإعلان عن موعد دقيق له - بين إعلام الإصلاح الذي حدده الساعة التاسعة والنصف، وإعلام الناصري الذي حدده الحادية عشرة، والمنسق العام الذي أكد عقده الساعة العاشرة، انعقد أخيراً الساعة الحادية عشرة والنصف وبحضور أربعة أحزاب فقط ، فيما تخلف حزبي الحق والبعث لأسباب غير واضحة قال أمين عام الاشتراكي أنه لا يعلم السبب من ورائها. أما المشروع فقد بدا للصحافيين "مزايدة" ، و"دعاية انتخابية مبكرة" ، و"استباق" على طريق انعقاد المؤتمر العام السابع للمؤتمر الشعبي العام الذي يستعد لاتخاذ العديد من القرارات والإجراءات على صعيد الإصلاحات الاقتصادية؛ كما واجه الأمناء العامين للمشترك انتقادات ساخرة حتى من قبل وسائلهم الإعلامية. فقد وجه أحمد القرشي -مندوب " الصحوة" الناطقة بلسان حزب الإصلاح سؤالاً للأمناء العامين، قال فيه: أحزاب المعارضة نفسها بحاجة إلى إصلاح فكيف تطالب السلطة وهي لم تستطع إصلاح نفسها ؟ أما مراسل "فرانس برس" فقد وصف المشروع بأنه استباق للمؤتمر العام السابع وما سيتخذه من قرارات على طريق الإصلاحات الاقتصادية، وتساءل: "إلى أين ستقود هذه المبادرة بعد أن ملأت المعارضة الصفحات مبادئ ونظريات" . مراسل إذاعة "سوا" الأمريكية ، الزميل عرفات مدابش سخر من التصريحات التي يكررها رموز في المشترك حول ترشيح المرأة للرئاسة، وتساءل هل سيرشح اللقاء المشترك امرأة- خاصة وأن اليدومي قال لنا قبل سنتين أن المسألة لم تحسم فقهياً ؟ أما مراسل "القدس العربي" اللندنية الزميل خالد الحمادي فقد سأل : أحزاب المعارضة كلامها كثير جداً فهل سيكون عملها كثير جداً خلال المرحلة القادمة ؟ فيما اللجنة الوطنية للمرأة اتهمت أحزاب المشترك بتجاهل اللجنة وعدم دعوتها في مناقشة المبادرة ، وقالت سميرة عبد الله المتحدثة باسم اللجنة: نحن لدينا مبادرة حول المشاركة السياسية للمرأة لكن المشترك لم يدعونا رغم أننا أكثر قوة وعدد لهذا سنعلن مبادرتنا الثلاثاء القادم. الزميل محمد الغباري مراسل "البيان" الإماراتية تساءل عما إذا كان المشروع دعاية انتخابية على طريق الانتخابات الرئاسية؟ في الوقت الذي وصف الزميل أحمد الحاج مراسل "الأسوشيتيد برس" المشروع بأنه " فوق طاقة وإمكانيات المعارضة" ، وتساءل فيما إذا كان اللقاء المشترك يعتزم إذا فشل يستعين بالخارج؟ أما "المؤتمرنت" فقد كان أول المتحدثين وسأل عن مبررات المشروع مادام يتحدث عن نظام الغرفة الثانية ، وانتخاب المحافظين ومدراء المديريات، ورقابة البرلمان التي هي موجودة بالأصل واعلنها رئيس الجمهورية ، وتم اتخاذ خطوات بصددها.. وسأل ايضاً عن الآليات التي تتطلع إليها الأحزاب لتنفيذ ما وصفه "الأمنيات ، والنظريات". وبين هياج العاصفة التي أججت غبارها وسائل الإعلام الخارجية والمحلية - والتي استمرت حتى الدقيقة الأخيرة- لم يجد أمناء المشترك من سبيل للإجابة غير وصف المشروع بأنه " ليست بقرة هندوس"، ثم الهروب من الإجابات ، أو الالتفاف عليها ، والتضارب بالتصريحات ، فضلاً عن الأجوبة الانفعالية التي رد بها سلطان العتواني ، ومحمد الرباعي . لكن خيبة الأمل التي كانت بائنة للعيان على وجوه أمناء المشترك ياسين سعيد نعمان ، ومحمد اليدومي، وسلطان العتواني، ومحمد الرباعي اضطرتهم الى قطع المؤتمر الصحافي والاكتفاء بأسئلة عدد قليل من الصحافيين الذين احتشدت بهم قاعة فندق "رمادة حدة" ، فسخونة الأسئلة والانتقادات لم تدع لأحد مجالاً لالتقاط أنفاسه. الملاحظة التي تستحق الذكر أن المؤتمر لم يبدأ بآيات من الذكر الحكيم ، كما أن اليدومي نسى أن يبدأ بالبسملة ، في الوقت الذي سبقه الدكتور ياسين سعيد نعمان الى البسملة. كما أن قادة المشترك مارسوا شمولية بحق المرأة حين تجاهلوا الأخت جوهرة حمود- الأمين العام المساعد للحزب الاشتراكي- التي كانت بجانبهم على المنصة ، دون أن يفسحوا لها المجال لتجيب حتى على السؤال الوحيد الذي تقدمت به المرأة الوحيدة السائلة بين الحضور. ذلك الموقف لفت انتباه أحد الصحافيين الذي علق بالقول: كيف قال المشترك أنه ممكن سيرشح امرأة لانتخابات الرئاسة ، وهو الذي حرمها من الكلام ، وحرّمه عليها في المؤتمر الصحافي.. فكيف سنصدق أنه سيرشحها لمنصب رئيس الجمهورية !؟ |