السعودية واليمن علاقات متفردة ما يجمع بين المملكة واليمن يتجاوز ما هو متعارف عليه في العلاقات بين الدول انطلاقًا من حقائق التاريخ ومحاضن الجغرافيا ووحدة المنشأ في إطار الرابطة العربية ولحمة الوشيجة الإسلامية اللتين لا سبيل إلى انفصامهما أرضاً وشعباً وتاريخاً بعد أن ترسختا في ضمير ووجدان الشعبين والقيادتين وأصبحتا جزءاً هاماً ومكونا أساسا في النسيج الحضاري والتراثي والشعبي المشترك بين البلدين الأكبر في شبه الجزيرة . ولا بد من التنويه هنا بالتجربتين السعودية واليمنية في الوحدة، واللتين تتشابهان في أكثر من قاسم مشترك أهمه أن كلتا التجربتين تحققت لها عوامل النجاح في زمن قياسي. وإذا كان البلدان التوأمان يعيشان الآن العهد الذهبي للعلاقات الزاهرة بينهما ، فإننا لابد وأن نتوقع توسيعًا لآفاق ودوائر تلك العلاقات وترسيخًا لجذورها وأطرها في اتجاه تحقيق تطلعات القيادتين وآمال الشعبين السعودي واليمني، وحيث تعتبر الزيارة المرتقبة لسمو ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران الأمير سلطان بن عبد العزيز لصنعاء لترؤس جانب المملكة في اجتماعات مجلس التنسيق السعودي اليمني علامة بارزة في مسيرة تلك العلاقات بما يؤمل منها من نتائج وما يعول عليها من آمال. وغنى عن القول بأن تصريحات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لرؤساء تحرير الصحف الخليجية منتصف مايو الحالي حول انضمام اليمن الشقيق لمجلس التعاون لدول الخليج العربي (يومًا ما) والتي جاءت عشية احتفالات اليمن بالوحدة اليمنية وقبيل زيارة سمو ولي العهد من شأنها أن توفر دفعة قوية لاجتماعات تلك اللجنة التي ستلتئم نهاية هذا الشهر، وأن تعمل على تسريع الخطى في اختصار المسافات لتحقيق الانضمام الكامل لليمن إلى الأشقاء الخليجيين تحت مظلة مجلس التعاون لدول الخليج العربي - هذا الانضمام الذي أصبح حتمية تاريخية وضرورة إستراتيجية تفرضها العولمة والتحولات الإقليمية. (افتتاحية/ جريدة المدينة السعودية) |