الأربعاء, 09-أبريل-2025 الساعة: 06:40 م - آخر تحديث: 04:04 م (04: 01) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
30 نوفمبر.. عنوان الكرامة والوحدة
صادق‮ ‬بن‮ ‬أمين‮ ‬أبوراس - رئيس‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام
الذكرى العاشرة للعدوان.. والإسناد اليمني لغزة
قاسم محمد لبوزة*
اليمن قَلَبَ الموازين ويغيّر المعادلات
غازي أحمد علي محسن*
عبدالعزيز عبدالغني.. الأستاذ النبيل والإنسان البسيط
جابر عبدالله غالب الوهباني*
حرب اليمن والقصة الحقيقية لهروب الرئيس عبدربه منصور هادي الى السعودية
أ.د عبدالعزيز صالح بن حبتور
البروفيسور بن حبتور... الحقيقة في زمن الضباب
عبدالقادر بجاش الحيدري
في ذكرى الاستقلال
إياد فاضل*
نوفمبر.. إرادة شعبٍ لا يُقهَر
أحلام البريهي*
فرحة عيد الاستقلال.. وحزن الحاضر
د. أبو بكر القربي
ثورة الـ "14" من أكتوبر عنوان السيادة والاستقلال والوحدة
بقلم/ يحيى علي الراعي*
المؤتمر الشعبي رائد البناء والتنمية والوحدة
عبدالسلام الدباء*
شجون وطنية ومؤتمرية في ذكرى التأسيس
أحمد الكحلاني*
ميلاد وطن
نبيل سلام الحمادي*
المؤتمر.. حضور وشعبية
أحمد العشاري*
قضايا وآراء
د. شروق الفواز -
إذا كنت عربياً فلا تستمع لهذا الخبر!
هذه الجملة التحذيرية يجدر بها أن تكون مقدمة تسبق أي نشرة أخبار مثلما هي عليه الجملة التحذيرية التي تلزم فيها هيئات ووزارات الصحة العالمية المعلنين عن السجائر بكتابتها قبل أو أثناء أو بعد الإعلان لتذكر متعاطيها بخطرها، وإن كنت أشك في جدوى هذه العبارة التحذيرية وقوة مفعولها وقدرتها على التصدي للقوة والمتعة والنشوة التي تصاحب معظم هذه الإعلانات المروجة للتدخين!

ولكن ربما الهيئات الصحية تحرص على الإبقاء عليها لرفع العتب والملامة وابراء للذمة ولهذا السبب كان وجودها ضروريا.

الأمر ذاته يمكن أن يطبق على نشرات الأخبار لما تحمله من مخاطر عدة على صحة الإنسان العربي فهي بلاشك ترفع ضغط الدم عنده وتزيد من تسارع ضربات القلب لأنها ترفع الأدرينالين لمستويات خطيرة بما تبتزه من كرامته وكبريائه فيكون قلبه فيها عرضة للتوقف وشرايينه للانفجار .

وللعجب لايزال العربي حريصا على متابعتها ويتنقل بجهاز الريموت عبر النشرات الإخبارية المختلفة متابعا لكل خبر، من أخبار العراق إلى فلسطين إلى باقي أخبار القطر العربي ومافيها من مآس ومتناقضات ومهازل وكأنه يتلذذ باجترار آلام عالمه العربي وما يصاحبها من خزي وعار بالرغم مما يمكن أن يؤدي به هذا الإدمان المستمر على هذه العادة الخطرة إلى الموت بالجلطة لا سمح الله.

أما أنا فقادني سوء تقديري وتهاوني لأن أستمع لإحدى نشرات الأخبار بالرغم من معاهدتي لنفسي بمقاطعتها حماية لصحتي النفسية والجسدية ولكنها العادة قادتني دون أن أدري إلى نشرة الأخبار هذه لأستمع فيها لمسؤول فلسطيني يعلق على خبر اختطاف جندي اسرائيلي والتداعيات التي تبعت هذه التصرف الأرعن الذي حرك مئات الدول وعشرات الوفود الرفيعة المستوى وبلدان عربية وخليجية للوساطة لانقاذ هذا الجندي المسكين الذي اختطفته ثلة من الطغاة الفلسطينيين فأشغل جميع نشرات الأخبار في قنوات العالم واستقطب اهتمامها واهتمام مراسليها لبحث السبل الممكنة لإنقاذه واعادته إلى حضن عائلته سليما معافى ومعاقبة العتاة المجرمين الذين فعلوا فعلتهم النكراء التي تستحق أن يعاقب عليها شعب أعزل بأكمله وتشحذ لهم الدبابات والطائرات والمدافع مهما صحبت هذه العملية من عشرات أو مئات الضحايا الأبرياء من هذا الشعب الفلسطيني المعتدي!

تخيلوا جندي اسرائيلي واحد حرك دولاً لإنقاذه ليته كان جنرالا أو رئيسا أو أنه كان أكثر من واحد لهانت المصيبة وخفت نار الغيرة والاستغراب ولكنه لم يكن سوى جندي واحد لم يمض على خطفه سوى ساعات لم تكمل حتى يوما، بينما مئات بل آلاف الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية خطفوا من بيوتهم وعلى مرأى من أمهاتهم وزوجاتهم وأبنائهم ولم يعرف لهم أي سبيل ومضت سنوات عدة من عمرهم لم يسأل عنهم أحد!

وفي معتقل غوانتانامو يوجد مئات الأسرى من العرب والمسلمين لم يعرف إلى الآن جرمهم ولا المآخذ التي أخذت عليهم تركوا ضحايا للذل والقهر والوحدة ولم تتحرك لهم ضمائر ولا وفود ولا دول مثلما تحركت لهذا الجندي الإسرائيلي !

لنا الحق نحن العرب أن نغار من هذا الشعب الذي أشاع عن نفسه أنه شعب الله المختار وأجبر العالم على تصديق مزاعمه فأعطى لنفسه قيمة تميزه عن من سواه واعطى لدمائه حرمة يعاقب عليها أي معتد بينما دماؤنا نحن العرب والمسلمين تراق في كل يوم وفي كل مكان في العراق وفلسطين وغيرهما من أماكن البؤس العربي والاسلامي ويعلن عنها بالتفصيل وبالصور في نشرات الأخبار وموجز الأنباء دون أن تحرك في هذا العالم شيئاً أو تغير من جدول أعماله وأولويات مؤتمراته.

هذه الأخبار بالرغم من تكرارها ومرارتها التي تشبه العلقم تطلعنا عليها نشرات الأخبار أولا بأول دون أن تراعي كرامتنا المهدرة ولا جراحنا النازفة أو حتى تبدي قلقاً بسيطاً على ذاتنا العربية المشوهة وصحتنا العامة فترفع عن نفسها العتب واللوم وتسبق نشراتها الإخبارية بعبارة تحذيرية مفادها (اذا كنت عربيا أو ذا ضمير حي فلا تستمع لهذا الخبر ...) مع تحيات منظمة الصحة العالمية !

* نقلا عن صحيفة" الرياض" السعودية








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2025