دراسات تشكك في ترابط العمى مع استعمال المنشطات الجنسية!! يعتبر المؤتمر السنوي للجمعية الأمريكية لجراحة المسالك البولية والتناسلية أهم وأبرز مؤتمر عالمي في هذا الحقل من حيث طرح أحدث المستجدات حول تشخيص ومعالجة كافة الأمراض البولية والتناسلية، وقد عقد هذا المؤتمر بتاريخ 22 إلى 27 ربيع الثاني 1427ه الموافق20 إلى 25 مايو 2006م في مدينة أطلنطا في ولاية جورجيا في الولايات المتحدة وشارك فيه حوالي 13,000 أخصائي من جميع أنحاء العالم، وقدمت أثناءه 1720 أطروحة وعقدت عدة ندوات حول آخر الابتكارات بالنسبة إلى مختلف المواضيع الهامة في هذا الحقل وعرضت عدة أفلام حول أحدث العمليات الجراحية المتقدمة والفريدة. وتلبية لرغبتنا أن نوفر لقرائنا الأعزاء آخر التطورات في اختصاصنا فقد قررنا مناقشة مواضيع متسلسلة ذي أهمية خاصة في عدة مقالات متتابعة في قسم عيادة الرياض الغراء آملين أن نلبي الحاجة الملحة للتثقيف والتوعية اللذين نعتبرهما في غاية الأهمية والضرورة لجميع القراء منهم زملاؤنا الموقرون. وسنبدأ تلك السلسلة بمقالة حول العجز الجنسي اخترنا أبرز الأطروحات التي قدمت حوله في هذا المؤتمر. وكما هو معترف به الآن فإن هنالك ترابطا بين الأعراض البولية الناتجة عن تضخم البروستاتا الحميد والعجز الجنسي مما يستدعي عادة معالجة كل منهما بعقاقير مختلفة. وقد قام فريق من الأخصائيين في عدة مستشفيات أمريكية تحت قيادة الدكتور مكفري بعلاج تلك الحالتين معاً بعقار فياغرا ليلياً أو حوالي نصف ساعة إلى الساعة قبل الجماع، أو بالحبوب الكاذبة لمدة 3 أشهر. وشمل هذا البحث 366 رجلاً مصابين بالمرضين وأظهر نتائج جيدة بالنسبة إلى تحسين الأعراض الجنسية والبولية مقارنة بالحبوب الكاذبة خصوصاً إذا ما استعمل عقار الفياغرا يومياً، وعزا هذا الفريق ذلك التحسن الملحوظ إلى زيادة واستمرار فرز مواد الاكسيدنيترك والموسع الوعائي CGMP في كل من البروستاتا والأجسام الكهفية في العضو التناسلي. وفي دراسة أميركية أخرى قام بها الدكتور روزنثال وزملاؤه في ولاية بنسيلفينيا عالجوا خلالها 90 رجلاً يشكون من العجز الجنسي مع نقص في الهرمون الذكري لديهم والذين لم يتجاوبوا لعقار فياغرا وحده ولكنهم استعادوا طاقتهم الجنسية عندما استعمل هذا العقار مع هلامة تحتوي على الهرمون الذكري، تستوستيرون ANDROGEL لمدة 4 أشهر بنسبة 92٪ مع تطبيع مستوى الهرمون الذكري في الدم. وقد أكدت تلك الدراسة نتائج أبحاث أخرى إذ انها أظهرت أن في بعض حالات فشل المعالجة بعقار الفياغرا فقد يعود ذلك إلى نقص في مستوى التشتوستيرون، الذي يستدعي العلاج بالهلامة أو اللصقات الجلدية الهرمونية لإحراز النجاح. وقد قام فريق من الخبراء في ألمانيا تحت قيادة الدكتور بانوسكي وزملائه باختبار على 23 رجلاً مصابين بالعجز الجنسي نتيجة استئصال كامل للبروستاتا المصابة بسرطان محصور داخلها عولجوا بعقار الفياغرا بجرعة مخفضة (25مل) ليلياً لمدة 6 و12 و24 و36 و52 أسبوعاً، وقورنوا بقسم آخر من 18 مريضاً لم يستعملوا هذا العلاج. وأظهرت النتائج تحسناً ملحوظاً في استعادة الطاقة الجنسية بعد استعمال الفياغرا خصوصاً إذا ما تمت المحافظة على أعصاب العضو التناسلي أثناء استئصال البروستاتا الجراحي مع زيادة عدد وجودة الانتصابات الليلية العفوية التي تحصل عادة بنسبة 1 إلى 5 انتصابات عند الرجال الأصحاء في هذا العمر. وكما هو معلوم فإن للعجز الجنسي اضطرابات نفسية عديدة تصيب المريض وأبرزها الإحباط والقنوط والكآبة وفقدان الثقة بطاقته الجنسية وتشويه اعتباره الذاتي والمشاكل الزوجية والمهنية والاجتماعية وهو يؤثر أيضاً على جودة حياته وينغصها. وقد أبرزت دراسة أميركية قام بها الدكتورستتشر وزملاؤه على 107 رجال مصابين بالعجز الجنسي الذي تجاوبوا مع المعالجة بعقار فياغرا لمدة 10 أسابيع تحسناً ملحوظاً بالنسبة إلى الاعتبار الشخصي والثقة الذاتية والعلاقات الجنسية بعد نجاح العلاج الدوائي مع تحسين جودة حياة هؤلاء الرجال. وأما بالنسبة إلى فعالية هذا العقار في معالجة العجز الجنسي وتخاذل القذف وفقدان الذروة الجنسية عند الرجال المصابين بالاكتئاب والذين يعالجون بمضادات الاكتئاب التي تزيد مستوى مادة السيروتونين في الدماغ فقد أظهرت دراسة قام بها الدكتور تورنبرغ وزملاؤه في نيويورك أن استعمال عقار الفياغرا بجرعة 50ملغ أو 100ملغ لمدة 6 أسابيع مقارنة بالحبوب الكاذبة على 90 رجلاً مصاباً بتلك الحالات ترافق مع تحسن بنسبة حوالي 76٪ للعجز الجنسي و40٪ للعجز الجنسي مع تخاذل القذف وحوالي 14٪ لتخاذل القذف بدون أي عجز جنسي. وأكد هؤلاء الباحثون أن ترابط العجز الجنسي وتخاذل القذف في تلك الحالات معقد وغير واضح بالنسبة إلى الأسباب والعلاقة المباشرة بينهما وفشل العلاج الدوائي في حال تواجدها معاً مما يستدعي إجراء اختبارات إضافية متقدمة للإجابة على تلك الأسئلة. وقدم الدكتور بورنت من الولايات المتحدة أطروحة فريدة حول تأثير المعالجة بعقار الفياغرا على القشوح أي الانتصاب المتواصل لأكثر من 4 ساعات مع الألم وبدون أي تنبيه أو إثارة جنسية والذي كرسنا له مقالة في عيادة الرياض وأبرزنا صعوبة معالجته إذا ما عاد مراراً في غضون بعض الأيام أو الأسابيع حيث قد يفشل العلاج الدوائي في منع معاودته والذي قد يستدعي أحياناً عمليات جراحية قد تسبب العجز الجنسي الكامل بنسبة عالية. وقد ابتكر فريق الدكتور بورنت علاجاً جديداً لتلك الحالات باستعمال عقار الفياغرا بجرعة مخفضة (25ملغ) يومياً لبضعة أسابيع تبعها علاج آخر بعقار السياليس (5ملغ) ثلاث مرات في الأسبوع في الصباح لمدة 3 أسابيع على الأقل. وتمت تلك المعالجة بنجاح لدى 6 من أصل 7 مرضى مصابين بتلك الحالة بعد بضعة أشهر مع أعراض جانبية طفيفة وبدون أي تأثير على الطاقة الجنسية مما دفع هؤلاء الاخصائيين على اعتبار تلك الحالة منبثقة من تخاذل في وظيفة الانزيم PDE5 الذي يلعب دوراً بارزاً في عملية الانتصاب وأما بالنسبة إلى حالات العمى التي وصل عددها إلى حوالي 43 حالة عالمياً والتي ترافقت مع استعمال المنشطات الجنسية مما دفع مركز التغذية والأدوية الأمريكية FDA على إرغام الشركات المصنعة من تنبيه المرضى حول احتمال حصولها في الكراسة المرفقة لتلك العقاقير رغم أن المرضى الذين اصيبوا بها كانوا يعانون من أمراض وعائية أخرى كداء السكري وتصلب الشرايين وزيادة في مستوى الكولستيرول في الدم وارتفاع الضغط الدموي الذي قد يسببونها مما خلق جدلاً بين الخبراء حول ترابطها بتلك العقاقير. وقد قام الدكتور سوبل وزملاؤه من نيويورك، في مراجعة 103 دراسات حول عقار الفياغرا شملت أكثر من 44,800 مريض استعملوه عالمياً، وكانت نسبة الإصابة بنباذ NAION أي الاعتلال العصبي الاقفاري لعصب العين في حدود 2,8 من أصل 100,000 مريض استعملوا الفياغرا وحوالي 2,5 إلى 11,8 من أصل 100,000 رجل لم يتناوله مما يعطي علامة شك حول ترابط تلك الحالة مع استعمال المنشطات الجنسية. وفي حالات الاستئصال الكامل للبروستاتا المصابة بالسرطان فإن احتمال استعادة الطاقة الجنسية قد يحصل بعد 18 شهراً إلى السنتين بعد إجراء العملية وذلك بنسبة 10٪ إلى حوالي 70٪ حسب عمر المريض والمحافظة على أعصاب العضو التناسلي أثناء العملية. وقد أبرز فريق من الخبراء بقيادة الدكتور رينا من مدينة كلينفلند في الولايات المتحدة أن معالجة هؤلاء المرضى بعقار فياغرا يومياً مع استعمال الحقن الموسعة في الأجسام الكهفية 3 مرات في الأسبوع أدى إلى استرجاع الطاقة الجنسية بعد حوالي 3 أشهر بنسبة حوالي 56٪ لهذا العلاج المزدوج مع استطاعة حوالي 24٪ من المرضى من مزاولة المجامعة الطبيعية بدون علاج في غضون تلك المدة وذلك بدون أعراض سريرية مزعجة كآلام الحقن التي استعملت بجرعة مخفضة. ولطالما نصحنا في مقالاتنا حول العجز الجنسي الرجال المصابين به الاقلاع عن التدخين والكحول والمخدرات واتباع حمية منتظمة لتخفيض الوزن وازالة السمنة وممارسة الرياضة اليومية للتمكن من استرجاع الطاقة الجنسية بدون اللجوء إلى العقاقير أو غيرها من الوسائل العلاجية. وقد شكك الكثير من المرضى وحتى الأطباء منفعة تلك الإرشادات ووصفوها بأنها غير مفيدة. وللإجابة على السؤال الوجيه: هل الإقلاع عن التدخين يساعد الرجال المصابين بالعجز الجنسي على استعادة طاقتهم الجنسية؟ قام فريق إيراني بقيادة الدكتور بورمند من مقارنة 163 مريضاً توقفوا عن التدخين و118 مريضاً استمروا بمزاولته وذلك بعد مرور سنة من الزمن فاظهروا تحسناً ملحوظاً عند الرجال الذين اقلعوا عنه وكانت نسبة التحسين الجنسي مترابطة بعمر المرضى وعدد السجائر ودرجة العجز الجنسي قبل الإقلاع. وقد قدم فريق من كاليفورنيا منشطاً جنسياً جديداً يدعى أفاناميل Avanafil لا يزال تحت الدرس وقد أعطى نتائج أولية جيدة على 284 مريضاً بين سنة 32 و70 من العمر بجرعات 50ملغ و100 ملغ و200 ملغ و300 ملغ تناولوها حوالي 15 إلى 30 دقيقة من الجماع ومن مميزات هذا العقار الجديد أن لا تأثير للأكل أو الكحول عليه كما يحصل مع بعض المنشطات الأخرى د.كمال.أ.حنش(الرياض) |