أولمرت آخر رئيس وزراء للكيان الصهيوني مثلما الغربيون لديهم هوس استشراف المستقبل و لو من طريق الكهانة؛ وهذا فضول إنساني عام؛ أجد نفسي مغمورا بحب التعرف على تاريخ المستقبل، من خلال التحاليل الجيوسياسية للمستقبليات من وجهة النظر العقائدية، فمع مطلع هذا العام ألمحت في مقالة عنونتها بالنهايات إلى قراءة في تنبؤات البريطاني سيمون بيرسون في كتابه الحرب الكلية 2006، مع ملاحظة أن كتابه صدر في العام 1999، و بالنتيجة يكون قد أعد له و جمع مادته قبل ذاك الوقت بزمن، وفي ظل الوقائع المادية المستجدة على الأرض ينبغي إعادة إنعام النظر في هذا الكتاب. سنة نشر الكتاب، لم يكن بوش الابن يجلس في المكتب البيضاوي، كما لم تكن السيدة كوندي تحلم بترشيح نفسها للرئاسة الأمريكية عام 2008، كذا الحال لم يكن أحد بعد قد توقع أن يتم إشعال الحرب في أفغانستان و العراق، كما لم يخطر ببال أحد أن الحرب الكورية قد تثور من جديد بتجار صواريخ قادرة على الوصول إلى بر الولايات المتحدة!، زد على ذلك توقع أن حماس ستتولى السلطة في فلسطين المحتلة! أو أن روسيا ستتحالف مع دول إسلامية ضد أمريكا! ، لكن في كتابه الحرب الكلية توقع سيمون هذا كله! نستدرك القول بأن سيمون هذا ليس من طبعه الإيمان بالخرافات، و ليس بالتالي صاحب سيناريوهات هوليودية، بل هو طيار سابق في الجيش البريطاني، عمل بعد تقاعده مستشارا عسكريا لحكومة بلاده، كتابه الملغوز برؤى تشبه تنبؤات نوسترا داموس؛ برغم عدم دقة بعض التوقيتات عليه، و غموض بعض الصور توقعها؛ يبدو أنه باتت تتحقق!، فبعد أن تم للولايات المتحدة إشعال الحروب في أفغانستان و سيطرتها على دول جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابقة، باتت تطرد من هناك، كما هي على وشك أن تطرد من أفغانستان نفسها، كذلك الحال مع العراق بعد هروب القوات الحليفة، ينبئنا بذلك كثرة الزيارات المباغتة التي يقوم بها كبار أركان حكم بوش الابن. علاوة على أن ما يبرز من موقف روسيا تجاه المسألة النووية الإيرانية، يعطي يشير إلى اقتراب التحالف الإسلامي الروسي من جهة حيث العديد من الدول الإسلامية باتت تصرح علانية بحق إيران في الاستفادة من الطاقة النووية مما يؤهلها في ضوء العنت الصهيوني و معطيات الواقع العراقي لأن تكون لاعبا إسلاميا قويا على الساحة الدولية ، و من جهة أخرى نرى أن تجارب الصواريخ الكورية الشمالية ما هي إلا بداية إعلان حرب في شبه الجزيرة الكورية ستطال اليابان و الصين، فطوكيو بحسب آخر تصريحاتها، لن تتراجع عن قرار أممي يحيل ملف كوريا الشمالية لمجلس الأمن الدولي؛ لاحظ؛ حتى لو عادت كوريا الشمالية إلى طاولة المفاوضات دون قيد أو شرط!! في خاتمة المطاف سيؤول حال العم سام إلى العمة كوندي إذ يصور لنا الكاتب أن آخر ما ستحاول "رئيسة" الولايات المتحدة اللجوء إليه، سيكون الخيار النووي، بإشارة استباقية للسيدة رايس التي ستترشح لرئاسة الولايات المتحدة عام 2008؛ في المقابل لن يخيب ظن الأردنيين ولا الفلسطينيين الذين بحسب إحصائيات "الغوغل" هم أكثر مستخدمي الانترنت في المشرق العربي ممن يبحثون عن معلومات بخصوص صلاح الدين؛ حيث يتوقع الكاتب البريطاني بأن القائد المسلم سيوقفها عن حدها ليمنع الكارثة بسبق علمي، مع نهاية أمريكا ستكون ، نهاية ربيبتها التي رسم لا الكاتب صورة قاتمة حين تخيل : أن آخر "أبطال إسرائيل" سيقف وحيدا تحت ملصق جداري لحركة حماس. السؤال المطروح عليك لتحكم، هل ترى في هذا سيناريو فيلم؟ أم تسريب معلومات؟ أم قراءة واقعية للمستقبل؟ |