جنود إسرائيليون: مقاتلو حزب الله أذهلونا بينما يصارع الجيش الإسرائيلي للأسبوع الرابع على التوالي من أجل إلحاق الهزيمة بحزب الله قبل صدور قرار من الأمم المتحدة بوقف إطلاق النار، فإن محاربي حزب الله يسجلون انتصارات على الأرض ويصعقون القوات الإسرائيلية بمفاجآت لم تكن تخطر لهم على بال. وتفيد صحيفة «نيويورك تايمز» أن حزب الله استطاع أن يحسن من قدرته القتالية وأن يعزز ترسانته واستراتيجياته خلال الأعوام الستة منذ الانسحاب الإسرائيلي المفاجئ من جنوب لبنان. يقول أحد الجنود الإسرائيليين العائد لتوه من لبنان: « حزب الله هو ميليشيا مدربة مثل جيش ومجهزة مثل دولة، ومقاتلوه يختلفون عن مقاتلي حماس أو المقاتلين الآخرين. فهم مدربون ومؤهلون بدرجة عالية ومزودون بدروع واقية من الرصاص ومناظير للرؤية الليلية وأنظمة جيدة للاتصالات، وأحياناً ببزات عسكرية وذخائر إسرائيلية. لقد أخذونا جميعاً على حين غرة». إن ما أذهل الإسرائيليين أكثر من أي شيء آخر هو الاستخدام الماهر للأسلحة من قبل مقاتلي حزب الله، وبخاصة استخدامهم للصواريخ والدروع الموجّهة بالأسلاك والليزر والتي يبلغ مداها ميلين. حيث يقولون إن هذه الصواريخ هي التي سببت معظم الخسائر في صفوف القوات الإسرائيلية، ويقول قادة الدبابات الإسرائيلية في الجبهة إن صواريخ حزب الله الروسية الصنع المضادة للدبابات والمصممة لاختراق الدروع قد أعطبت أو دمرت المركبات الإسرائيلية بما فيها أحدث دباباتها المعروفة باسم الميركافا، وذلك بنسبة إصابة محققة بلغت 20%. يستخدم مقاتلو حزب الله الأنفاق من أجل الظهور بسرعة من تحت الأرض وإطلاق صاروخ مضاد للدبابات محمول على الكتف ومن ثم الاختفاء من جديد بأسلوب يشبه ما كان يفعله المقاتلون الشيشان لدى استخدامهم نظام الصرف الصحي في غروزني لمهاجمة أرتال الدبابات الروسية. يقول بريغادير جنرال يوسي كوبرواسر الذي كان يشغل حتى وقت قريب منصب مدير تحليل المعلومات الاستخبارية في الجيش الإسرائيلي: « نحن نعرف ما لديهم من أنفاق وكيف تعمل. ولكننا لا نعرف أين تقع جميع هذه الأنفاق الأمر الذي يمكنهم من تحقيق المفاجأة التكتيكية». في تعليق على القدرات القتالية لحزب الله وعنصر المفاجأة الذي لعب دوراً في إيقاع عدد كبير من الإصابات في صفوف الجيش الإسرائيلي، يقول الكولونيل مردخاي كهان، قائد وحدة إيغوز في لواء جولاني: «حزب الله استغل نومنا فعزز من تحصيناته، ولا شك أنه لم يكن لدينا علم بأننا سنواجه ما واجهناه في نهاية المطاف. فقد كنا نقول ستكون هناك تحصينات تحت الأرض هنا ومغارة هناك ولكن انتشارها الواسع فاجأنا جميعاً. فمخزن الأسلحة لدى حزب الله ليس مجرد كهف طبيعي فهو حفرة تحت الأرض مسلحة بالاسمنت وتضم سلالم وفتحات للطوارئ ومخارج للنجاة. لم نكن نعلم أنه كان على تلك الدرجة من التنظيم الجيد. البيان |