السبت, 21-سبتمبر-2024 الساعة: 04:04 ص - آخر تحديث: 05:52 م (52: 02) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المستقبل للوحدة
صادق‮ ‬بن‮ ‬أمين‮ ‬أبوراس - رئيس‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام
زخم الثورة وحاجته لسلوكٍ ثوري
إياد فاضل*
خواطر في ذكرى تأسيس الموتمر الشعبي العام
د. أبو بكر عبدالله القربي
المؤتمر الشعبي رائد البناء والتنمية والوحدة
عبدالسلام الدباء*
شجون وطنية ومؤتمرية في ذكرى التأسيس
أحمد الكحلاني*
ليبارك الله المؤتمر
راسل القرشي
الجديد في ذكرى التأسيس الـ"42"
شوقي شاهر
ميلاد وطن
نبيل سلام الحمادي*
رؤية وطنية تلبّي احتياجات الشعب
أحلام البريهي*
المؤتمر.. حضور وشعبية
أحمد العشاري*
الدليل النظري للمؤتمر.. المرجعية الحقيقية لتحقيق السلام
جابر عبدالله غالب الوهباني*
الذكرى الـ42 لتأسيس المؤتمر مرحلة بحاجة للحكمة
عبيد بن ضبيع*
تجربة التأسيس وحاجة اليمنيين لها اليوم
خالد سعيد الديني*
قضايا وآراء
المؤتمر نت - محمد حسين العيدروس
المؤتمرنت -
مؤتمر لندن .. توطيد لثقة دولية
سابقة تاريخية أن يجتمع الشرق والغرب ، وتحتشد قيادات حكومية من شتى أرجاء الأرض من أجل مستقبل بلد واحد كان حتى أعوام قليلة خلت- لا يكاد يعرف اسمه بعض من سكان الأرض ، وكانت الأقلام لا تأتي على ذكره إلا ورسمت له في الأذهان صورة لحياة من القرون الوسطى والبدائية المقيتة .
لكنها سابقة تاريخية أيضاً أن يتجاوز بلد تلك الظروف والأوصاف في غضون أعوام قليلة- بقياس زمن التطور الحضاري للأمم – فيشيع صيته ، وينقلب حديث الحياة البدائية إلى لغة عصرية تتمنطق بمفردات حداثية كالتي يتم تداولها في دول متقدمة مثل الديمقراطية ، والحريات الصحفية ، وحقوق الإنسان ، ومجتمع مدني مترامي الأطراف ، وإصلاحات سياسية واقتصادية ، وأدوار في ترسيخ ثقافة سلمية على صعيد إقليمي ودولي ، وأخرى لمكافحة الإرهاب الذي يهدد أمن المجتمعات البشرية .
لا شك أن الصورتين رسمتهما نفس الأقلام ، لكن صنعتهما إرادات سياسية مختلفة في أسلوب حكمها ، وبعد نظرتها للمستقبل ، وآفاق طموحاتها ، وزوايا فهمها لعلاقة السلطة بالجماهير؛ أي بين من يرى شعبه رعية تابعة لا حق لها في رأي أو مُلُك ، وبين من يرى شعبه شريكاً معه في كل شيء – حتى في حق تداول السلطة – مثلما فعل الأخ الرئيس علي عبد الله صالح الذي أرسى مفاهيم جديدة للحكم ، ولأسلوب بناء الدولة الحديثة ، ولأولويات ذلك البناء تبعاً للخصوصية اليمنية وما تقتضيها من تدرج مرحلي في بلوغ الغايات الوطنية والتحولات المنشودة .
ومن هنا نجد أن التفسير لوجود هذه الحشود الدولية -التي تجتمع في لندن تحت مظلة مؤتمر المانحين -ينبغي أن يستحضر للذاكرة تكلما الصورتين من تاريخ الدولة اليمنية ، لكون المقارنة بينهما تترجم حجم الإرادة الوطنية اليمنية التي استطاعت نقل اليمن وشعبها إلى نمط جديد من الحياة الإنسانية الكريمة التي باتت موضع إعجاب المجتمع الدولي ، ومصدر حماسه للوقوف إلى جانب الحكومة اليمنية ومساعدتها في التغلب على كل المعوقات التي تكبح جماح إرادتها السياسية في المضي قدماً في ركب الحضارة العالمية ، والتطور الهائل في أساليب الحياة التي تعيشها الشعوب المتقدمة .
فالتئام جمع الأمم المتحدة ، والاتحاد الأوروبي ، والولايات المتحدة ، والمانحين الآسيويين ، و ريادة أولى لدول مجلس تعاون الخليج العربي ، وبمشاركة فخامة الأخ رئيس الجمهورية كلها تؤكد الغاية التي يجتمع لها كل هذا الحشد ، هي ليست بالأمر الهين بقدر ما هي غاية عظيمة يراد بها تأهيل الاقتصاد اليمني والدفع بعجلة التنمية اليمنية بخطى سريعة إلى الأمام ، لكونها لم تعد بلداً مهمشاً في أقصى جنوب غرب شبه الجزيرة العربية ، بل أن حضورها الدولي القوي الذي اكتسبته بالسياسات التي أكدت قدرتها على تعزيز السلام الدولي هو من خلق الضرورة التاريخية لدعم اليمن .
ولعل ما نراه اليوم من وقفه خليجية جادة ، وصادقة من جميع الأشقاء في مجلس التعاون لهو دليل ثقة بأمور عديدة منها : الحكمة السياسية للقيادة اليمنية والوضوح التي تتعامل به على مختلف المستويات ، والقدرة على التغيير والتحول ، وبأهمية اليمن في الحسابات الخليجية الاقتصادية التكاملية ، والأمنية والقومية ، والقدرات البشرية ، وفي التأثير في المحيط السياسي الدولي ، وكذلك الثقة التي تنامت من خلال العضوية الجزئية التي منحها مجلس التعاون لبعض القطاعات اليمنية فأثبتت اليمن جدارتها بهذه الشراكة ، وقابلية التفاعل مع معطياتها في المجال التطبيقي .
وبالتأكيد فإن اليمن تضع في اعتباراتها رهانات كثيرة معلقة على مخرجات المانحين في لندن وهي – في الحقيقة – رهانات تواجه بها تحديات عديدة تعترض مسيرة نهوضها ، ابتداءً بمعدلات النمو السكاني المرتفعة التي تصل إلى (3%) والتي تنعكس على حياة المواطن اليمني من خلال عدم كفاية الموارد الطبيعية في تلبيه الاحتياجات الأساسية من الخدمات ، وفرص العمل ، والتعليم ، والرعاية الصحية ، والمياه ، وغيرها من الأمور التي تسببت بها الزيادة السكانية الهائلة التي تبتلع كل مخرجات التنمية الوطنية .
ونظراً لضعف الموارد الطبيعية لدى اليمن ، ومحدودية الإنتاج النفطي ، ووقوف أزمة المياه حائلاً أمام التوسع في القطاع الزراعي ظلت هناك فجوة كبيرة بين إمكانيات الدولة وحجم متطلبات الزيادة السكانية ، وبالتالي فإنه مالم يتم تقليص هذه الفجوة بدعومات خارجية من الأشقاء في مجلس التعاون والدول المانحة فإن المشكلة ستبقى قائمة ، بل وتتفاقم .
ومن هنا تأتي رهانات اليمن على مؤتمر المانحين ، ليكون ذلك بمثابة فاصل تاريخي تختزل به اليمن أعوام المعاناة ، وتنتعش به الحياة المعيشية للمواطن بفضل ما ستجنيه الاستثمارات من موارد جديدة ، ومن فرص عمل للشباب الذين يشكلون أغلبية في المجتمع، وهي بالنتيجة مرتكزات أساسية لترسيخ الاستقرار والأمن في اليمن والمنطقة كاملة .








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024