الأربعاء, 27-نوفمبر-2024 الساعة: 06:58 م - آخر تحديث: 05:01 م (01: 02) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
30 نوفمبر.. عنوان الكرامة والوحدة
صادق‮ ‬بن‮ ‬أمين‮ ‬أبوراس - رئيس‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام
ذكرى الاستقلال.. وكسر معادلات الطغيان
قاسم‮ محمد ‬لبوزة‮*
الذكرى السنوية للاستقلال الوطني من الاحتلال البريطاني البغيض
أ.د عبدالعزيز صالح بن حبتور
ثورة الـ "14" من أكتوبر عنوان السيادة والاستقلال والوحدة
بقلم/ يحيى علي الراعي*
زخم الثورة وحاجته لسلوكٍ ثوري
إياد فاضل*
خواطر في ذكرى تأسيس الموتمر الشعبي العام
د. أبو بكر عبدالله القربي
المؤتمر الشعبي رائد البناء والتنمية والوحدة
عبدالسلام الدباء*
شجون وطنية ومؤتمرية في ذكرى التأسيس
أحمد الكحلاني*
ليبارك الله المؤتمر
راسل القرشي
ميلاد وطن
نبيل سلام الحمادي*
رؤية وطنية تلبّي احتياجات الشعب
أحلام البريهي*
المؤتمر.. حضور وشعبية
أحمد العشاري*
قضايا وآراء
المؤتمر نت - .
غسان تويني -
لبنان إلى الصوملة..أم ثمة أمل؟
في موسم الأعياد، لن نترك جو الكآبة العربية يلفّنا، ويلف مبادرة الأمين العام العربي، فيتدحرج لبنان على منزلق "الصوملة"، ولا يبقى أمام الدول العربية، بالجامعة او من دونها، الا ان تعلن استقالتها من القدرة على تقرير مصيرها، تاركة عالمها ساحة جغرافية رحبة للصراعات الاقليمية والدولية، بحيث يصير مستقبل ما يوصف بالشرق الأوسط وقضيته رهن صراع يطل بين قوتين اسلاميتين، ايران وتركيا، والقوة الثالثة الغريبة، العدوة، اسرائيل، المزروعة حراماً في الجسم الاسلامي – العربي (بما فيه المسيحي المشرقي).

•••

لن نكتفي بتكرار ندائنا الإثنين الماضي الى الأمين العام العربي: "عجّل، عجّل يا عمرو موسى"... ونحن نعرف انه كان يستعجل أفرقاء غير مستعجلين ولم يفلح الا في التأجيل إما لأن بعضهم لا يملك، كـ"حزب الله"، حرية قراره... بدليل ان الأمين العام زار "عاصمة قرارهم" ولم ينل من زيارته سوى رفع سوية الاصرار على المسألة المركزية في الصراع، عنينا المحكمة الدولية.
علماً بأن "الشجاعة" التي نادى الدكتور كلوفيس مقصود الدكتور عمرو موسى أمين الجامعة العربية (التي كان الى الأمس القريب أحد سفرائها، فهو يعرف...) الى استخدامها، هذه الشجاعة كان يمكن ان تفترض حرية سؤال دمشق ما شأنها بالمحكمة الدولية لتعارض انشاءها ما دامت تقول إنها من الجرائم براء (وربما عن حق، لا نعرف، بل نؤثر انتظار المحاكمة)؟... أوَلا ترى، رغم منطقها العقائدي المعوجّ، ان اصرارها على منع اقامة المحكمة يلقي عليها مزيداً من الشبهات، وانه من مصلحتها، اذا كانت بريئة ان تنشئ الأمم المتحدة هذه المحكمة (التي وافق حتى أقرب اصدقاء سوريا، بل حماة نظامها، على انشائها، فلا يعقل ان يكون في الأمر من جانبهم تواطؤ أو جهل لوجود تواطؤ دولي، بل مؤامرة على النظام السوري كما يدّعي بعض الناطقين بلسانها في لبنان وفي سوريا طبعاً...).
ثم لماذا لم يستوقف سيادة الأمين العام ان أحد أحزاب ما يسمى التكتل المعارض، غير المجهول الولاء الأمني، انفضح أمر امتلاكه أسلحة ومتفجرات لا نخال عاقلاً يريدنا أن نصدّق أنها كانت تدخّر في الشمال لاستعمالها في "مقاومة" ساحتها الحلال هي أقصى الجنوب... فضلاً عن كونها ليست من "النوع" الذي استعمل أو يمكن ان يستعمل في مقاومةٍ لا تجديها "المتفجرات" ضد اسرائيل نفعاً، ولم يسبق لها ان استعملتها (أو قالت إنها أحد اسلحة ستراتيجيتها) على النحو الذي استعملت فيه لتفجير سيارات مفخخة او أسواقٍ وأبنية في مناطق سكنية كتلك التي جرت فيها تفجيرات لا تفسير لها غير الرغبة في الارهاب و"زعزعة الأمن في لبنان" – وهو ما هدّد الرئيس بشار ومن هم دونه في النظام السوري باللجوء اليه، وحذرونا من ذلك ناسبين الى "قاعدة" ما أو "جند شام" مجهول بقية الهوية نية اللجوء اليه!
سامح الله "الظروف" التي جعلت حزب أنطون سعادة يصير في مثل هذا الموقع ومثل هذا الاتهام!

•••

وبعد، عندنا اقتراح لسيادة الأمين العام أسهل من دعوة الدكتور كلوفيس مقصود اياه ليلجأ الى استفتاء واشراك "المواطنين اللبنانيين" في المجتمع المدني والشرائح الثقافية وسواها، بمعزل عن الانتماء الطائفي الخ...
اقتراحنا هو ان يصبر الأمين العام للجامعة الى ان ينفذ "زميله" الامين العام للأمم المتحدة تهديده بتنفيذ قرار مجلس الأمن بانشاء المحكمة من غير انتظار تمكّن الحكومة اللبنانية من اتخاذ قرارها في هذا الشأن.
أوَلا يرى الدكتور عمرو موسى ان حصول ذلك بعد قرار مجلس الأمن بفرض عقوبات محدودة على ايران الذي جاء وكأنه تنبيه (و"النبيه" من الاشارة يفهم!) حتى لا نقول تحذيراً او انذاراً...
ألا يرى الدكتور عمرو موسى ان ذلك كله ذلك يسقط العقدة الكبرى من جدول اعمال وساطته، وانه يصير ممكناً اذذاك السير في حل بقية "المختلفات" والمخلفات بآلية متحررة من العقدة "الاقليمية"... فيعود الأفرقاء اللبنانيون، وفي رعاية الرئيس نبيه بري، الى طاولة حوار (كان قد سبق ان جرى حولها، في مطلق الأحوال"، "وفاق" على المحكمة ولو اختلف البعض في "تفسير" الوفاق) نقول: طاولة حوار تخرج بنا جميعاً من الفوضى الدستورية التي اوقعتنا فيه "لاشرعية" الرئيس اميل لحود وذبذباته الاجتهادية في الأصول والقوانين. فيصير ممكناً "سَلسَلة" القضايا العالقة (والتي قيل ان ثمة وفاقاً عليها، انما لا آلية لترجمة هذا الوفاق) على النحو الآتي:
➀ تعديل الحكومة بحيث تصير بـ"وزير ملك" - والافضل من دونه - حكومة اتحادٍ وطني ولا حاجة بها الى ثلث معطل، ولا الى طغيان اكثري على الثلث "المعارض" المؤتلف ضمنها.
➁ البحث فوراً في تعديل قانون الانتخاب، انطلاقاً من مشروع "لجنة الحكماء"، ومن غير اي الزام لاعتماده او رده او تعديله.
➂ الانصراف الى تهيئة مؤتمر باريس 3 بنظرة موحدة و"سلة" مقترحات (ما دام التعبير صار "على الموضة") مشتركة تأخذ بأولوية اعادة تعمير ما هدمه العدو الاسرائيلي والحاجات الاقتصادية الهادفة الى اعادة دورة الحياة الاجتماعية وترقيتها.
➃ يحلّ مجلس النواب وتجرى انتخابات مبكرة، شرط ان تسبقها استقالة رئيس الجمهورية الفاقد الشرعية بعد الاتفاق المسبق – ولا نخال ذلك مستحيلاً - على رئيس يدعّم الوحدة الوطنية ويقود عملية التصدي للاصلاح الدستوري وباقي وجوه الاصلاح الذي يطالب به كل الأفرقاء، بما في ذلك اصلاح اجهزة الأمن وتأهيلها، وتمكين القضاء من تحمّل تبعات رسالته باستقلال كلي مضمون دستورياً، ثم التطهير الاداري ومكافحة الفساد (قانون "من أين لك هذا" على الجميع من دون استثناء ولا وجل)، وتدعيم وسائل الحفاظ على الحريات العامة وحقوق الانسان والمواطن.
➄ التوجه الى مجلس الأمن من جديد لمتابعة الجهود الديبلوماسية لاستعادة السيادة على شبعا وضمان تنفيذ القرار 1701 على نحوٍ ينتهي باعادة التزام اتفاق الهدنة المعقود عام 1948 – 1949، الى ان تستأنف المفاوضات العربية – الاسرائيلية من أجل سلام عادل وشامل ونهائي. ويجري ذلك بالتنسيق الكلي مع الشقيقة سوريا انطلاقاً من اقتراحها الملحاح على الحكومة الاسرائيلية استئناف المفاوضات حول الجولان.

•••

هل هذا خيال؟... وعلى افتراض ان ذلك حلم جميل، فهل كثير على لبنان، وعلى المواطنين اللبنانيين (الذين صاروا يتهيأون للتبرؤ من الدولة كما من اصحاب مشروع "الانقلاب" عليها) ان يحلموا بمثل هذه المثالية... بدل ان يستمروا اسرى مأزق الكوابيس الدستورية التي تقودهم الى "الصوملة" بما فيها الجوع وربما الى الكفر بعروبة لا تقدم لهم، في أفضل الحالات، سوى النموذج العراقي – السوداني، أي الوطن الذي لم يعد دولة (ولا مجتمعاً يصلح لأن يكون وطناً قومياً سيادياً!) بعدما قسّمته الحروب الطائفية والمذهبية والعرقية اجزاء اجزاء يتوزعها المحتلون والمتسللون والمتسلطون، اعداء وأشقاء عرّابين، وأصدقاء مسترهنين.

•••

وبعد، كان في امكاننا ان نقول ختاماً ان حتى "لبنان – الرسالة" لا يمكن ان يستمر في جزء من سودان أو صومال... اذا كان التقسيم هو مرتجى البعض او موقع الانكفاء الذي يعلّلون به بقية من نفسهم الوطنية!!!
لن نقول ذلك للأخ عمرو موسى، لا بصفته المواطن المصري – العربي، ولا بصفته الامين (أي المؤتمن) على مصير جامعة عربية لم تعد تجمع شيئاً، ويصير عربها غداً اشباح دولٍ، لا وزن لها في العالم ولا صدقية لقراراتها ولا احترام لما تبقى من استقلالاتها والسيادة والدساتير.
نعود نكرر: عجّل، عجّل يا سيادة الأمين العام... لأن زمن "الشجاعة" المطلوب منك التحلي بها قصير، وفسحة التفاؤل بالخير يضيق افقها كل يوم. ولا تخف ان يعاندك "أفرقاء النزاع".
لبنان الحقيقي، لبنان الشعب والوطن هو الناس الذين كفروا من ثقافة الحروب وأهلها والذين يحلمون بثقافة الحياة وثقافة السلام. والسلام هذا إما أن يكون عربياً، ومحروساً بالشرعية الدولية، وإما ان يصير سلام القبور المكلّسة!

*- نقلا عن صحيفة النهار








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024